مؤتمر طهران لنزع السلاح النووي يبدأ اليوم بهجوم على أميركا وإسرائيل

بمشاركة 5 دول عربية بينها مصر وسورية وقطر * أنقرة لن تناقش العقوبات قبل أن تطلع على تفاصيلها.. والبرازيل: «تَوافُق» حول عدم فاعليتها

TT

وسط مشاركة يؤمل أن تكون بتمثيل قوي من جانب عدة دول عربية وأجنبية ومنظمات دولية، وبعد أيام قليلة من اختتام مؤتمر واشنطن للأمن النووي، يبدأ اليوم في العاصمة طهران مؤتمر دعت إليه إيران حول نزع الأسلحة النووية، تحت عنوان «الطاقة النووية السلمية للجميع وليس السلاح النووي». وحسب مؤشرات المؤتمر فإنه سيبدأ بهجوم انتقادي على أميركا وإسرائيل، ورفض لـ«تهديدات الرئيس الأميركي بارك أوباما ضد إيران»، والدعوة للتفتيش على منشآت تل أبيب النووية. ومن المقرر أن يختتم المؤتمر أعماله يوم غد الأحد.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن خمس دول عربية على الأقل سوف تكون لها مشاركة رفيعة المستوى، منها قطر وسورية ولبنان وسلطنة عمان. فيما تشارك مصر، المقطوعة علاقتها مع إيران منذ عام 1979، بمسؤول على مستوى نائب مساعد وزير الخارجية، أو أحد دبلوماسييها المعنيين بقضية منع الانتشار النووي.

وقال مصدر إيراني مطلع إن فكرة مؤتمر طهران كانت موجودة منذ فترة طويلة، و«لكن النتيجة الآن هي أن مؤتمر طهران لنزع السلاح النووي سيكون عمليا بمثابة رد فعلي على المؤتمر الأميركي»، الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي، وتعتبره إيران وكوريا الشمالية موجها ضدهما لتضييق الخناق عليهما، وتقول طهران عنه إنه لم يخرج بموقف قوي تجاه الترسانة النووية الإسرائيلية.

وبحسب محمد مهدي آخوندزاده، أمين عام المؤتمر الذي ينعقد اليوم، فإن المشاركة المتوقعة لن تقل عن سبعين دولة، إضافة لثماني منظمات إقليمية ودولية.

وتتضمن محاور مؤتمر طهران انتقادات لإصرار بلدان تمتلك أسلحة نووية على تهديد دول لا تمتلك هذا النوع من الأسلحة. وسيتطرق المؤتمر أيضا لقضية نزع أسلحة الدمار الشامل من منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل. وقالت ورقة تتضمن محاور للمؤتمر في هذا الخصوص: فيما يتعلق بالمناطق المنزوعة السلاح فإنه، وبكل أسف، باءت مساعي المجتمع الدولي بالفشل في إيجاد منطقة منزوعة من السلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بسبب معارضة إسرائيل الالتحاق بالمعاهدة، وفشل المساعي في إيقاف تطوير برنامجها النووي.

وأضافت الورقة: مع الأسف فإن تعاون الدول المالكة للأسلحة النووية مع الدول غير الأعضاء في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية «إن بي تي»، ومنها إسرائيل وسائر الدول خارج هذه المعاهدة، يعد المانع لتحقيق هذا الهدف، و..«أثار هذا الانطباع الخاطئ لدى هذه الدول أن العمل خارج المعاهدة يدر عليهم مزيدا من الفائدة».

وسوف يوجه المؤتمر انتقادات لما تعتبره إيران تلويحا من جانب الولايات المتحدة باستخدام الأسلحة النووية ضدها، حيث أدرج المؤتمر محورا يدور حول البلدان التي ما زالت تمتلك أسلحة نووية، والتي «تواصل إصرارها على دور الأسلحة النووية في نظرياتها العسكرية، وأنها تهدد تارة أخرى الدول التي لا تمتلك الأسلحة النووية، باستعمال الأسلحة الفتاكة واللا إنسانية ضدها».

وسيدعو مؤتمر طهران كذلك إلى «دراسة الأبعاد القانونية للأمر أو التهديد بالاستفادة من السلاح الذري (من دولة لأخرى)»، خصوصا بعد أن تقدمت طهران باحتجاج الأسبوع الماضي لدى الأمم المتحدة ضد تصريحات أوباما التي اعتبرتها تهديدا باستخدام الأسلحة النووية ضدها.

إلى ذلك، وفي سياق العقوبات التي يبحث الغرب فرضها على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، قال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم إن الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، لاحظ «توافقا كبيرا» على عدم فاعلية العقوبات بحق إيران مع نظيره الصيني هو جنتاو ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ.

وصرح أموريم للصحافيين «خلال هذه اللقاءات، قدم الرئيس لولا تفسيرا لما قمنا به بالنسبة إلى إيران انطلاقا من الحرص على الشفافية. وقد لاحظنا توافقا كبيرا في وجهات النظر» مع الصين والهند.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فقد أكد أموريم أن البرازيل والصين والهند تتوافق على عدم فاعلية العقوبات الاقتصادية، مضيفا أن «انطباعنا الذي وافقت عليه الدولتان هو أن فاعلية العقوبات مشكوك فيها إلى حد كبير». ولم يتضح إن كانت الدول تريد ضمنيا عقوبات أشد لجعلها فاعلة.

وتبدي الصين، العضو الدائم في مجلس الأمن التي تتمتع بحق النقض (الفيتو)، والبرازيل التي تشغل مقعدا غير دائم، ترددا حيال فرض عقوبات جديدة على طهران وتدعوان إلى الحوار.

وفي بيان أصدرته إثر اجتماعها الثلاثي، دعت البرازيل والهند وجنوب أفريقيا إلى «حل دبلوماسي» للمسألة النووية الإيرانية وجددت تأكيد حق إيران في الطاقة النووية المدنية.

وشدد لولا وسينغ ورئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما على «ضرورة (التوصل إلى) حل سلمي ودبلوماسي» مع إيران، وفق بيان مشترك أصدرته الدول الثلاث. لكن البيان حض طهران على «التعاون الكامل» مع المجتمع الدولي واحترام قرارات مجلس الأمن الدولي.

وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إنه «من غير الوارد مناقشة سلسلة من العقوبات (ضد إيران) لا نعرف تفاصيلها». وأضاف أن تركيا والأعضاء الآخرين غير الدائمين في مجلس الأمن الدولي لم يتبلغوا بتفاصيل العقوبات المطروحة ضد إيران. وقال داود أوغلو إنه سيتوجه الأسبوع المقبل إلى طهران، في موعد لم يحدد، للمساهمة في تسوية الأزمة حول الملف النووي الإيراني، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول.

والتقى الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس البرازيلي على هامش القمة حول الأمن النووي.

وتعارض تركيا المجاورة لإيران فكرة فرض عقوبات جديدة على هذا البلد وتفضل مواصلة المفاوضات. وأدلى داود أوغلو بهذه التصريحات قبل أن يتوجه إلى البرازيل حيث يفترض أن يلتقي الرئيس لولا ونظيره البرازيلي سيلسو أموريم.

كلام صورة:

* عدد من عناصر القوة الجوية الإيرانية أثناء تأدية صلاة الجمعة في طهران أمس (رويترز)