تايلاند: تجدد التوتر إثر محاولة اعتقال قادة المظاهرات

«القمصان الحمر» أحبطوا عملية للشرطة لتوقيف 6 من قادتهم

TT

تصاعد التوتر فجأة أمس في بانكوك حيث حاولت القوى الأمنية اعتقال قادة «القمصان الحمر» الذين يتظاهرون منذ أكثر من شهر مطالبين باستقالة رئيس الوزراء وتنظيم انتخابات مبكرة في تايلاند. ونجح «الحمر» في إفشال عملية شنتها السلطات صباح أمس لتوقيف ستة من قادتهم في أحد فنادق العاصمة. وقال الناطق باسم الحكومة بانيتان واتاناياغورن إن «العملية فشلت لكننا سنقوم بعمليات أخرى». وأدى تدخل الشرطة إلى تصاعد التوتر في العاصمة بعد ثلاثة أيام من الهدوء المرتبط بعيد رأس السنة البوذية. وتدل هذه العملية على أن السلطة تنوي ممارسة الضغوط مجددا على «الحمر» بعد ستة أيام من أعمال العنف التي أدت إلى سقوط 23 قتيلا وأكثر من 850 جريحا وسط بانكوك. وعززت أعمال العنف هذه، وهي الأسوأ التي تشهدها البلاد منذ نحو عشرين عاما، من تصميم أنصار رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا، الذين شددوا هذا الأسبوع حصار الحي التجاري الذي يحتلونه منذ مطلع أبريل (نيسان) الحالي. وقال أحد مسؤولي المعارضة ناتاووت سايكوار «إذا كان اليوم هو اليوم الحاسم فنحن مستعدون له».

وتدفق آلاف من «الحمر» باتجاه الفندق الواقع شمال العاصمة فور الإعلان عن تدخل الشرطة، وقد ساعدوا أحد قادتهم (اريسمان بونغروانغرونغ) على الفرار من الفندق بواسطة حبل تدلى عليه من أعلى المبنى. واتهم اريسمان الشرطة بمحاولة قتله عبر «إلقاء قنبلة يدوية» في غرفته. وقال: «لكن للأسف ألقيت بنفسي من النافذة واستخدمت حبلا كهربائيا لأنزل من الطابق الثالث». وحذر من أن «لصبره حدودا»، موضحا أن «مهمتنا أصبحت مطاردة (رئيس الوزراء) ابهيسيت (فيجاجيفا) وسوثيب» (ثاوغسوبان نائب رئيس الوزراء المكلف الأمن).

واضطر ابهيسيت، الذي يتولى رئاسة الحكومة منذ ديسمبر (كانون الأول) 2008 للجوء إلى ثكنة عسكرية منذ بداية المظاهرات في منتصف الشهر الماضي. وفرضت الحكومة الأسبوع الماضي حالة الطوارئ في العاصمة وأصدرت مذكرات توقيف ضد القادة الرئيسيين للمظاهرات الأسبوع الماضي. إلا أن أيا منهم لم يعتقل. وفي كلمة بثها التلفزيون أمس، دعا رئيس الوزراء «الأبرياء إلى مغادرة المظاهرات لأن السلطات ستتخذ إجراءات حاسمة ضد الإرهابيين». وتتهم الحكومة هؤلاء «الإرهابيين» الذين لم تحدد هوياتهم بأنهم أطلقوا النار من بنادق هجومية، على الجنود خلال مواجهات السبت الماضي. ومنذ أعمال العنف هذه أعلن «القمصان الحمر» أنهم يرفضون أي مفاوضات سياسية مع السلطات. وهم يطالبون بحل مجلس النواب لإجراء انتخابات تشريعية في أقرب وقت ممكن وبرحيل ابهيسيت معتبرين أنه وصل إلى السلطة «بطريقة غير مشروعة». ولا ينوي رئيس الوزراء، الذي يرفض الاستقالة، تنظيم انتخابات قبل نهاية العام أي قبل عام من انتهاء الولاية التشريعية.

كذلك، خرج أنصار الحكومة أمس عن صمتهم ونزلوا إلى الشوارع مرتدين قمصانا زهرية اللون في تظاهرة ضمت نحو خمسة آلاف منهم معلنة ولادة حركة جديدة باسم «القمصان الزهر». وطالب المتظاهرون الموالون للسلطة الحكومة بـ«بسط الأمن» في العاصمة، وهم يحلون جزئيا محل «القمصان الصفر» الذين نزلوا إلى شوارع تايلاند في 2006 لإسقاط حكومة تاكسين شيناواترا.

وتشهد تايلاند توترا سياسيا منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بتاكسين في 2006. وقال خبراء إن هذا الوضع يدل على الشرخ العميق بين المحرومين الممثلين بـ«الحمر» والنخبة في بانكوك المقربة من القصر الجمهوري وكبار الموظفين ورجال القانون ورجال الأعمال.