أكثر من 130 مليون دولار خسائر شركات الطيران الأوروبية يوميا

إلغاء 17 ألف رحلة جوية أوروبية أمس

TT

أعلنت رابطة شركات الطيران الأوروبية أمس أن سحب الرماد البركاني التي أجبرت دولا في أنحاء أوروبا على إغلاق مجالاتها الجوية يمكن أن تكلف قطاع الطيران أكثر من 120 مليون يورو (135 مليون دولار) يوميا، في الوقت الذي استمر فيه تعطل حركة الطيران في عدد من الدول الأوروبية. ففي بريطانيا أعلن الجهاز الوطني للملاحة الجوية أن أكثر من 600 ألف راكب تضرروا من توقف حركة الطيران.

وأوضح ديفيد هيندرسون، مدير الإعلام بالرابطة، لوكالة الأنباء الألمانية «في الأيام العادية تتوقع شركات الطيران الأعضاء في الرابطة تحقيق إيرادات بقيمة 200 مليون دولار يوميا. لكن الأرقام الأخيرة الصادرة من المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية (يوروكونترول) توقعت إلغاء نحو 60 في المائة من الرحلات الجوية بين الدول الأوروبية الجمعة (أمس)».

وعند وضع ذلك في الحسبان، فمن المرجح أن تخسر شركات الطيران الأوروبية إيرادات تصل إلى ما يقرب من 120 مليون يورو في اليوم.

وقالت شركة «بريتش إيروايز» إنه تم منع أكثر من 230 طائرة من الطيران. وظل مئات الألوف من المسافرين عالقين في المطارات قبل عطلة نهاية الأسبوع التي تتزامن مع انتهاء عطلة عيد الفصح في أنحاء أوروبا.

وطالت الآثار أسعار أسهم شركات الطيران، حيث هبطت الأسعار بنسب تتراوح بين 1.3 و2.2 في المائة.

وفي الوقت نفسه أعلنت هيئة مراقبة الطيران الأوروبية في مؤتمر صحافي أن تعطل الرحلات الجوية اليوم السبت بسبب سحابة من الغبار البركاني من أيسلندا سيكون كبيرا.

وقال مسؤولو الهيئة في تقرير لوكالة «رويترز» إن «ما يقرب من 12 إلى 13 ألف رحلة جوية ستطير على الأرجح في سماء القارة الأوروبية يوم الجمعة (أمس) مقارنة بنحو 29500 رحلة جوية في الظروف العادية». وكان مسؤولون قالوا في وقت سابق إن يوم الخميس شهد تشغيل 20334 رحلة.

غير أن مسؤولي طيران توقعوا إلغاء نحو 17 ألف رحلة جوية أمس الجمعة بسبب مخاطر الغبار البركاني. وأغلقت مطارات في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وفي أرجاء أوروبا حتى اليوم (السبت) على الأقل. وقد طالت الآثار أسعار أسهم شركات الطيران أمس الجمعة، حيث هبطت الأسعار بنسب تتراوح بين 1.3 و2.2 في المائة.

وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي أعلن قبل أيام قليلة أن شركات الطيران تخرج للتو من الركود. وقال دوغلاس مكنيل، المحلل المتخصص في النقل الجوي، إن إلغاء الرحلات الجوية سيكلف شركات مثل «بريتش إيروايز» و«لوفتهانزا» نحو 16 مليون دولار يوميا. وأضاف في تصريحات لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية أن «خسارة ذلك المبلغ من المال ليست أمرا سارا بالتأكيد، لكن أهميته التجارية محدودة أيضا».

وكانت محركات طائرة تابعة لشركة «بريتش إيروايز» توقفت عن العمل عام 1982 عندما حلقت في سحابة غبار فوق إندونيسيا وانزلقت باتجاه الأرض، قبل أن تتمكن من تشغيل محركاتها مرة أخرى.

ودفع هذا الحادث الشركات العاملة في صناعة الطائرات إلى إعادة التفكير في الاستعدادات للتعامل مع سحب الغبار البركاني. وعرض مكتب الأرصاد البريطانية صورا للسحابة تمتد إلى الجنوب والغرب فوق أوروبا. وحذرت هيئة مراقبة الطيران الجوي الأوروبية من أن تعطيل الرحلات الجوية قد يستمر لمدة أربع وعشرين ساعة أخرى على الأقل. وقال خبير في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إنه من المستحيل معرفة متى ستستأنف الرحلات الجوية.

وقال سيلا سيلايو، وهو خبير كبير في وحدة الأرصاد الجوية الخاصة بالطيران التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية «يمكننا التكهن بالوقت الذي ستستأنف فيه الرحلات الجوية بعد أن تتوقف ثورة البركان». وألغت شركات الطيران في آسيا والشرق الأوسط أو أجلت رحلات جوية متجهة إلى أوروبا. ففي بغداد ذكرت مصادر في وزارة النقل العراقية في نبأ لوكالة الصحافة الفرنسية تأجيل افتتاح خط طيران بغداد لندن الذي أغلق منذ أكثر من عشرين عاما، بسبب الرماد البركاني. وذكر المتحدث باسم الوزارة عقيل كوثر «تأجل انطلاق أول رحلة من بغداد إلى لندن إلى اليوم السبت أو إلى غد الأحد».

لكن مشكلات النقل الجوي كانت نعمة لشركات نقل أخرى، كما أوضحت وكالة «رويترز» في تقرير لها من لندن. فقد عملت جميع قطارات شركة «يورو ستار» التي تربط بريطانيا وأوروبا عبر بحر المانش، وعددها 58 قطارا بكامل طاقتها، لتنقل نحو 46500 راكب. وقالت متحدثة باسم الشركة إنهم قد يفكرون في إضافة خطوط أخرى. وقالت شركة «أديسون لي» لسيارات الأجرة في لندن إنها تلقت طلبات لرحلات إلى باريس وميلانو وزيوريخ وسالزبورغ في النمسا.