قادة ووزراء تقطعت بهم السبل.. ومؤتمرات دولية ناقصة التمثيل

ميركل لم تتمكن من العودة لبلدها جوا واعتذارات عن عدم حضور ذكرى ميلاد ملكة الدنمارك

TT

وجد مسؤولون في عدة دول صعوبات في التنقل لحضور فعاليات ومؤتمرات دولية أمس بسبب إبقاء كثير من الدول الأوروبية على إغلاق مجالها الجوي نتيجة السحابة الناجمة عن بركان آيسلندا.

فقد سعى كثير من وزراء المالية الأوروبيين أمس للعثور على طريقة يعودون بها إلى أوطانهم بعد مناقشات أجروها في إسبانيا بخصوص أزمة الديون اليونانية. وكان لافتا أن فندق «إنتركونتيننتال» الذي أقام فيه رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه وكثير من وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية الأوروبية أثناء اجتماع للاتحاد الأوروبي في مدريد، يطلب أربعة آلاف يورو (5600 دولار) مقابل استئجار سيارة إلى باريس. وقال محافظ البنك المركزي الإيطالي ماريو دراجي إنه يعتزم الخروج بأسرع وقت ممكن بمجرد انتهاء الجزء الأساسي من المحادثات؛ إذ إن الرحلات الجوية في جنوب أوروبا لم تتأثر كثيرا مثلما هي الحال مع الرحلات الجوية في شمال أوروبا. وتابع: «أعتقد أن المطارات في جنوب أوروبا ما زالت مفتوحة حتى الآن على الأقل».

أما وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد فلم تبدُ متأكدة من خططها مع إلغاء معظم الرحلات التجارية إلى باريس وامتلاء مقاعد الوسائل البديلة مثل القطارات. وقالت للصحافيين في الفندق: «لا نعلم متى يمكننا العودة». ورئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يونكر حضر اجتماع مدريد أيضا وبقي وهو ومساعدوه يبحثون عن طريقة تمكنهم من العودة لبلادهم. وقال أحد مساعديه إنه كان مقررا أن يعود على متن الطائرة التابعة للحكومة ولكن فقط إذا تمكنت الطائرة من السفر جنوبا من لوكسمبورغ إلى مدريد لإعادته.

كذلك، لم تتمكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من العودة جوا إلى وطنها في أعقاب جولتها في الولايات المتحدة. واضطرت ميركل للتوقف في العاصمة البرتغالية لشبونة أول من أمس في رحلة العودة، بسبب إغلاق المجال الجوي الألماني، ثم توجهت جوا إلى العاصمة الإيطالية روما، ومنها انتقلت بالسيارة إلى مدينة بولزانو الشمالية. وكانت ميركل قد توجهت الاثنين الماضي إلى الولايات المتحدة للمشاركة في قمة الأمن النووي في واشنطن. وكان لافتا أيضا أن رئيس الوزراء النرويجي جينس ستولنبيرغ، توقف في مدريد، في رحلة عودته هو الآخر من قمة الأمن النووي في واشنطن، وبدأ يدير شؤونه عبر جهاز «آي باد»، حسب ما أفادت به صحيفة «واشنطن بوست». كذلك، وجه أعضاء في العائلات الملكية في أوروبا اعتذارات عن عدم حضور احتفالات ملكة الدنمارك بعيد ميلادها السبعين.

وفي الجزائر، أبدت السلطات أمس مخاوف كبيرة من غياب عدد كبير من المدعوين لحضور «المؤتمر العالمي للغاز الطبيعي المميع»، الذي ستنطلق أشغاله اليوم بسبب السحابة البركانية. وأقامت الخطوط الجوية الجزائرية «خلية أزمة» بسبب صعوبات نقل المشاركين من شمال أوروبا. وأفاد مصدر من شركة المحروقات «سوناطراك» لـ«الشرق الأوسط»، أن مسؤوليها يخشون من عدم حضور عدد من الوفود الأوروبية مؤتمر الغاز المرتقب اليوم في وهران (450 كلم غرب العاصمة)، بسبب إلغاء عدد كبير من الرحلات الجوية من لندن وباريس ومدريد ومن عدة عواصم أوروبية أخرى في اتجاه مطارات الجزائر. واستبعد المصدر إلغاء التظاهرة أو تأجيلها بسبب غيابات محتملة. وأعلنت شركة الخطوط الجوية الجزائرية، الشريك الرسمي لمنظمي المؤتمر، عن تشكيل خلية أزمة بهدف إيجاد حل لإلغاء الرحلات من أوروبا التي يفترض أن تنقل مئات المدعوين للمشاركة في الحدث الضخم. وتم تأسيس فروع للخلية في مطارات لندن وباريس ومدريد، التي تعتبر أهم نقاط انطلاق الرحلات في اتجاه الجزائر العاصمة ووهران.

في غضون ذلك، لم يتمكن كثير من وزراء الخارجية من الوصول في الوقت المناسب إلى طهران للمشاركة في مؤتمر دولي حول نزع السلاح النووي انطلق أمس، وذلك بسبب سحب الغبار البركاني. وقال محمد مهدي اكونزاده نائب وزير الخارجية الإيراني لوكالة الصحافة الفرنسية إن وزراء خارجية السنغال والإكوادور وإندونيسيا وكوبا الذين كان يفترض أن يصلوا أمس، سيصلون اليوم الأحد.