كلام قاسم لـ «الشرق الأوسط» عن عدم جدوى البحث في السلاح يثير حفيظة مسيحيي «14 آذار»

رأت فيه تأكيدا على بناء «دويلة حزب الله» الأمنية في لبنان

TT

أثارت مواقف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس حفيظة شخصيات سياسية ونيابية في قوى «14 آذار»، لا سيما الفريق المسيحي، عبرت عن خيبة أملها مما قاله قاسم عن مسألة سلاح الحزب ووصفه «الكلام الذي يسمعه عن السلاح بأنه مجرد تشويش، والمعترضون عليه هم أقلية سياسية وشعبية لا يستطيعون فرض رأيهم».

فقد اعتبر عضو كتلة «الكتائب» النائب إيلي ماروني أن «كلام الشيخ نعيم قاسم ليس جديدا ولا مفاجئا، لكنه يطرح سؤالا واقعيا حول جدوى الحوار ومغزاه»، وقال ماروني لـ«الشرق الأوسط» لقد «سبق للشيخ قاسم أن أعلن منذ أشهر أن سلاح حزب الله مقدس، وقبله خاطب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله المعترضين على السلاح قائلا: (مهما تحدثتم عن السلاح فإن ذلك لن يؤثر علينا). وقبل أيام أكد الرئيس نبيه بري أن موضوع الحوار هو الاستراتيجية الدفاعية وليس السلاح، ثم كان أخيرا وليس آخرا، تهديد العماد ميشال عون بالانسحاب من هيئة الحوار في حال طرح ملف سلاح حزب الله للنقاش». وسأل ماروني: «أمام هذه المواقف ما الجدوى من بقاء الحوار ما دام أن البند الرئيسي المطروح على الطاولة أصبح الحديث عنه من المحرمات وغير قابل للبحث بأي شكل من الأشكال»؟.

ولفت ماروني إلى أن «الاستراتيجية الدفاعية التي يتحدثون عنها هي من اختصاص الجيش اللبناني، ونحن قبلنا البحث في الاستراتيجية الدفاعية لنبحث من خلالها سلاح حزب الله، غير أن ما قرأناه في موقف الشيخ نعيم قاسم ما هو إلا تأكيد واضح على بناء دويلة حزب الله الأمنية في لبنان». وردا على سؤال عن هدف بقاء حزب الكتائب في الحوار الذي يراه بلا جدوى، قال ماروني: «نحن نشارك في الحوار الذي يرعاه رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) الذي يجمع كل الفرقاء على طاولة واحدة، وكي لا نقطع شعرة معاوية في التلاقي مع الجميع بمن فيهم حزب الله».

إلى ذلك، أكد رئيس «حزب الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون لـ«الشرق الأوسط» أن «لبنان بلد الحريات ولا يحق لا لحزب الله ولا لحلفائه أن يمنعونا من التحدث عن السلاح، ومن لا يعجبه كلامنا وحقنا في التعبير فليذهب ويعيش في سورية وإيران»، واعتبر أنه «بعد أحداث السابع من أيار (مايو) 2008 لم يعد سلاح حزب الله سلاح مقاومة»، وردا على سؤال عما إذا كانت ثمة حاجة لهذا السلاح في مواجهة التهديدات الإسرائيلية المتكررة للبنان وإمكانية شن عدوان في أي لحظة، دعا شمعون حزب الله إلى «الكف عن عرض عضلاته وإثارة إسرائيل وإعطائها الذرائع لشن حرب على لبنان وبعدها يبدأون في البكاء على الدمار والقتل والخراب الذي يقع جراء ذلك». أما عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا فرد على قاسم حول من يمثل سياسيا وشعبيا فرأى أن «صناديق الاقتراع هي التي تثبت أين تكون الأكثرية الشعبية عند كل استحقاق»، واعتبر في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» أن كلام قاسم «هو استخفاف بالآخرين وتأكيد على الشعور بعظمة القوة التي تؤدي إلى إشكالات بين كل اللبنانيين»، وقال: «سنبقى نذهب إلى الحوار خلافا لما يعلنه الشيخ نعيم قاسم وسياسيو حزب الله، ما دام هناك موضوع خلافي فلا بد من التحاور بين اللبنانيين لحله في أجواء هادئة حتى ولو جرى التطاول على الأطراف المشاركة في هذا الحوار». وأكد أن «التصعيد لا يخدم أحدا، ونصرّ على الحوار على طاولة الحوار، ليكون لكل مقام مقال، وهدفنا من ذلك الاستقرار، وليس إثارة الغرائز والعصبيات».

من جهته، رأى عضو كتلة حزب الله النائب نواف الموسوي أنه «ما دام لبنان عرضة للتهديد الإسرائيلي فإن واجب المقاومة أن تتزود بما يلزم من قدرات تمكنها من ردع العدوان الإسرائيلي وإحباط أهدافه السياسية والعسكرية»، معتبرا أن «من يضع قيودا على تزودها بما يجب فهو يعين العدو الإسرائيلي في عدوانه». ولفت إلى أن «الحديث عن كون الولايات المتحدة تدعم جهود لبنان لتعزيز قدراته الأمنية هو أمر غير صحيح، لأن الإدارة الأميركية تجعل ما يسمى أمن إسرائيل أولوية وحيدة تحكم سياستها تجاه دول المنطقة»، وفي شأن الاستراتيجية الدفاعية، شدد الموسوي على أنه «ما دامت هيئة الحوار تناقش وجهات النظر المختلفة بشأن الاستراتيجية الدفاعية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، فإنه لا مبرر للسجالات الإعلامية خارجها، لأنها تبطل موجبات انعقاد هذه الهيئة وإنشائها».