نائب أمين عام الجامعة العربية: لقاء عربي ـ صيني في تيانجين لتوقيع 3 وثائق للتعاون الاستراتيجي

بن حلي لـ «الشرق الأوسط»: نريد من بكين أن تلعب دورا في حل القضية الفلسطينية وثمة اقتراح بضمها للرباعية

بن حلي يتحدث مع عمرو موسى خلال احدى جلسات الجامعة العربية (أ ب)
TT

قال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي إن الصين والدول العربية ستوقع ثلاث وثائق، وذلك خلال الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى التعاون العربي - الصيني الذي سيعقد في مدينة تيانجين يومي 13 و14 مايو (أيار) المقبل.

وتحدث ابن حلي عن تحرك الجامعة العربية لتنفيذ قرارات القمة العربية، مشيرا إلى عقد لجنة المبادرة العربية للسلام على المستوى الوزاري بعد شهرين برئاسة قطر. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» في القاهرة إن الجانب العربي في انتظار الرد الأميركي على مقترحات إحياء عملية السلام، إلا أنه أعرب عن عدم تفاؤله بحدوث أي تقدم في ظل قرار التهجير الأخير الذي اتخذته إسرائيل لإفراغ الضفة الغربية من سكانها.

وفيما يلي نص الحديث:

* سلم المبعوث الصيني لشؤون الشرق الأوسط السفير ووسكة دعوات لوزراء الخارجية العرب للمشاركة في الاجتماع الرابع لمنتدى التعاون العربي - الصيني.. ماذا يضيف هذا الاجتماع المزمع عقده يومي 13 و14 مايو المقبل في بكين؟

- بداية لا بد من الإشارة إلى أن المنتدى العربي - الصيني أصبح أحد النماذج الناجحة في التعاون مع المجموعات المختلفة، ونعتبره نموذجا حظي بإعجاب دول أخرى، وعليه أقمنا نفس النموذج مع الهند واليابان وروسيا الاتحادية وتركيا. والجانب الثاني أنه في كل اجتماع وزاري نضيف أمورا جديدة، إضافة إلى التشاور السياسي في القضايا التي تهم المجموعة العربية والصين بشكل متواصل ومنهجي، وهناك اجتماعات كل عام تعقد بين وزير خارجية الصين والأمين العام على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لتنسيق المواقف، ويعتمد الجانب العربي على الصين في دعم كثير من المواقف، وخاصة في تنظيم العلاقات الدولية والتعاون الاقتصادي الدولي وتجارب التنمية، إضافة إلى اتساع خريطة الاستثمارات بين الطرفين ونقل التكنولوجيا وتفعيل حوار الحضارات وانتشار جمعية الصداقة الصينية - العربية. ولا ننسى دور الصين في دعم الموقف العربي في رؤية إصلاح الأمم المتحدة. كما أنها داعمة لأن يكون للعرب مكانهم في مجلس الأمن، ونسعى حاليا للمزيد من الطموحات.

* إذن ما هو الجديد في اجتماع بكين الوزاري يومي 13 و14 مايو؟

- سيكون هناك إعلان لتعاون استراتيجي، أي وضع عدد من المبادئ الأساسية التي يرتكز عليها العمل في المستقبل، وسنوقع على ثلاث وثائق أساسية: الأولى إعلان مشترك حول إقامة علاقات تعاون استراتيجي بين الصين والدول العربية. والثانية وثيقة مشروع البيان الختامي للدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي - الصيني. والثالثة مشروع البرنامج التنفيذي الذي يبدأ هذا العام وحتى 2011. وقد أسهمت كل الدول العربية في إعداد هذه الوثائق مع الصين، وهناك جهد كبير للمجموعة العربية في بكين، ومن المقرر عقد اجتماع كبار المسؤولين في بكين والوزاري في مدينة تيانجين. وسنوقع أيضا على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإعلام والترجمة والنشر بشأن الكتب العربية والصينية، وسنقيم في شنغهاي معرضا في بداية مايو وسيتسمر حتى 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبلين، أي على مدار 6 أشهر، يشارك فيه أكثر من أربع عشرة دولة عربية بجناح خاص لإظهار المدينة والتراث، إضافة إلى جناح الجامعة العربية الذي يضم معرضا للصور عن مدينة القدس وطوابع بريدية تعرض لمحات عن المدن العربية وقمم قادتها في طوابع، والخط العربي القديم والمعاصر، ولمحات عن تاريخ العملات العربية والقيم الإنسانية في القرآن الكريم، وصورا للمدن العربية بالتنسيق مع وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية التي عرضت في معرض فرانكفورت.

* رغم هذا النشاط ألا تعتقد أن التعاون السياسي بين الصين والعرب محدود؟

- الدور الصيني مقدر ولكن نريد من الصين أن تلعب دورا أساسيا في حل النزاعات، خاصة القضية الفلسطينية، ولهذا كان هناك اقتراح بضم الصين إلى اللجنة الرباعية الدولية، لأن حضورها مهم في توازن العلاقات الدولية والقرار الدولي.

* إذا انتقلنا إلى القرار العربي ما هي نتائج تحرك الجامعة العربية لتنفيذ قرارات القمة العربية خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني على كل المستويات؟

- الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بذل جهدا كبيرا خلال الأيام الماضية لمتابعة تنفيذ قرارات القمة من بينها توجيه رسائل لكل المنظمات الدولية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي كما وجه إلى الدول العربية رسائل معينة سواء فيما يتعلق بالالتزامات المالية للأشقاء والإخوان في فلسطين وبقية الموضوعات الأخرى. هناك أيضا عدد من الخطوات العملية سنقوم بها وهى عقد اجتماعات.. منها اجتماع تحضيري للقمة العربية - الأفريقية لإعداد الملفات للتعاون العربي - الأفريقي في إطار آلية تحرك جديدة مغايرة لما سبق في كل المستويات. ولدينا كذلك موضوع هيكلة الأمانة العامة، والأمين العام بصدد التشاور مع الدول العربية لتنفيذ القرار الخاص بالمنظومة العربية، وهناك لجنة خماسية من القادة العرب سيعرض عليها في القريب العاجل مشروع أولي بعد بحثه على مستوى وزراء الخارجية، وكذلك تطوير مجلس الأمن والسلم العربي برؤية جديدة تشمل توسيع تركيبته وإعطاءه الإمكانيات المادية. إضافة لكل هذا لدينا الإعداد للقمة الاقتصادية العربية التي ستعقد في مصر العام المقبل. وبالنسبة للموضوع الفلسطيني سوف تعقد لجنة مبادرة عملية السلام في وقت لاحق خلال الشهرين القادمين برئاسة قطر بناء على طلب رئاسة القمة العربية الحالية، ونحن ننتظر الرد الأميركي.. ولكن مع الأسف أقولها بصراحة: في ظل ممارسات إسرائيل وما يحدث على الساحة الفلسطينية، لا سيما قرار تهجير سكان الضفة الغربية وإفراغها من سكانها، بات الأمر لا يدعو إلى التفاؤل بل يخلق مناخا مسموما يفسد كل جهود السلام.

* أعلن في بغداد أن عمرو موسى سيزور العراق.. هل تم إقرار هذه الزيارة ومتى؟

- زيارة الأمين العام واردة بعد تشكيل الحكومة العراقية. سيواصل جولته العربية في عدد من الدول، وزيارته للعراق مهمة، خاصة أن العراق سيكون رئيس القمة العربية القادمة، وبالتالي التشاور مهم.