العاصمة المغربية تحتفي مع 5 مدن أخرى باليوم العالمي لـ«الأرض والبيئة»

20 مترا مربعا أخضر لكل شخص في الرباط.. وتحيط بها أكبر غابة فلين في العالم

TT

تتواصل في العاصمة المغربية أنشطة متنوعة بمناسبة يوم «الأرض والبيئة»، حيث اختيرت الرباط إضافة إلى خمس مدن أخرى هي واشنطن ونيويورك وبونس إيرس وطوكيو وكلكتا، لاحتضان الحدث البيئي العالمي.

وفي هذا السياق نظمت شركة «فيوليا ستاريو» للنقل في الرباط، بالتعاون مع وزارة التعليم، لقاء في إحدى المدارس الابتدائية موجها لتلاميذ المؤسسة الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة، وذلك لحثهم على الانخراط في أنشطة تهم محيطهم البيئي، وقام أطفال يرتدون أقمصة وقبعات خضراء كتبت عليها شعارات تحث على الاهتمام بالبيئة، برسم لوحة فنية عبارة عن كرة أرضية تحيط بها الأشجار والمناطق الخضراء، وستعمم التجربة لتشمل مدارس أخرى في الرباط.

وأوضح محمد العبدلاوي مدير الموارد البشرية في شركة «ستاريو» أنه تم اختيار أربع مدارس حكومية كمرحلة أولى، لتوعية جيل المستقبل بأهمية استعمالهم وسائل النقل أثناء تنقلاتهم اليومية لكونه أكثر احتراما للبيئة. وأكد أهمية استعمال المواطنين لوسائل النقل التي قد تضم خمسين مقعدا للحفاظ على البيئة بدلاً من استعمال السيارات الخاصة. من جهة أخرى قال عمر الخطابي مدير مدرسة «دار السلام الحسنية» بالرباط التي اختيرت من بين أربع مدارس بيئية، إن المدرسة اختيرت لأنها مؤسسة بيئية. وأضاف: «بدأنا العمل على مواضيع البيئة مند ثلاث سنوات وقمنا بعدة أنشطة من أجل توعية وتثقيف التلاميذ حول أهمية محيطهم البيئي».

يشار إلى أن الرباط اختيرت إضافة إلى المدن الخمس للاحتفال بيوم «الأرض والبيئة» نظرا لأنها تعتبر مدينة خضراء بالكامل، إذ يحيط بها حزام أخضر عبارة عن غابات تصل إلى 1063 هكتارا وتتخللها 230 هكتارا من المساحات الخضراء بمعدل 20 مترا مربعا للفرد الواحد، وتحيط بها أيضا غابة «معمورة» الممتدة على مساحة 133 ألف هكتار، وتعد أكبر غابة للبلوط الفليني في العالم.

ونظمت أمس أنشطة للتوعية، وموائد مستديرة من أجل البيئة لحث المواطنين على استبدال السلوكيات الإيجابية بالسلوكيات السلبية عبر تنظيم حملات طوعية لتنظيف الشواطئ والحدائق والغابات، كما اتخذت عدة المبادرات في مختلف المجالات المتعلقة بالبيئة لتوعية المواطنين وحثهم على استخدام «التدابير الخضراء»، مثل التقليل من استعمال السيارات واستخدام وسائل النقل، وخفض استهلاك الورق، وتركيب المصابيح ذات الاستهلاك المنخفض للطاقة.

ويحضر احتفالات الرباط مشاركة شخصيات بارزة، عرف عنها التزامها بقضايا البيئة من بينها القس الأميركي جيسي جاكسون والناشطة الكينية الحائزة على جائزة نوبل للسلام ونكاري ماتاي، وستنظم احتفالات بهذه المناسبة يشارك فيها مجموعة من الرياضيين والفنانين المغاربة والأجانب، مثل العداءة المغربية نزهة بدوان والفنان اللبناني فضل شاكر، وفرق موسيقية أخرى، بالإضافة إلى تنظيم معرض تحت عنوان «الأرض من السماء»، للفنان الفرنسي يان آرتس برتراند، تحتضنه «نزهة ابن سينا» في وسط الرباط. وجاءت فكرة مبادرة الاحتفال باليوم العالمي للبيئة والأرض من طرف عضو مجلس الشيوخ الأميركي كيلورد نلسون عام 1970، لتبرز بعد ذلك حركة تدعو إلى طرح قضية البيئة في الأجندة الوطنية في جميع دول العالم، والهدف المتوخى من يوم «الأرض والبيئة» هو تحقيق مليار نشاط أخضر عبر العالم لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري وحماية البيئة.