مبادرة «5+5» تنهي اجتماعها في تونس وتتبنى مبدأ حل الدولتين

إجماع على أن قيام الاتحاد مرتبط بتسوية في الشرق الأوسط

TT

سيطر الوضع في الشرق الأوسط على حيز مهم من نقاشات وزراء خارجية مبادرة «5+5»، في تونس يومي 15 و16 أبريل (نيسان) الحالي، في إطار الدورة الثامنة للمجموعة، التي تشمل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال ومالطا من الضفة الشمالية للمتوسط، والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا وتونس من الضفة الجنوبية.

وبدت وجهات النظر من خلال مجموعة مهمة من التصريحات الصحافية التي عقبت اجتماع الدول العشر المنضمة إلى مبادرة «5+5»، واقعية وبعيدة عن لغة الحسابات، وهذا يحدث للمرة الأولى حسب ما عبر عن ذلك مسؤولو الضفتين خلال مجموعة من المؤتمرات الصحافية التي عقدوها للغرض.

كمال مرجان، وزير الشؤون الخارجية التونسية، بيّن من ناحيته خلال لقاء صحافي عقد مساء أول من أمس في نهاية اجتماع وزراء مبادرة «5 +5» بمعية ميغيل موراتينوس، الوزير الإسباني للشؤون الخارجية، وستيفانيا كراكسي كاتبة الدولة الإيطالية للشؤون الخارجية، أن النقاشات تناولت 3 مواضيع رئيسية، تمثلت في الوضع في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز وتوسيع إطار الحوار وموضوع الهجرة. وأكد أن حيزا مهما من أشغال هذه الدورة قد خصص للوضع في الشرق الأوسط مبرزا: «التوافق القائم حول المقاربة التي ينبغي انتهاجها للتصدي لكل ما من شأنه أن يعرقل جهود السلام في المنطقة». وأضاف أن بلدان الضفتين المجتمعين في تونس عبروا عن تطابق كامل في وجهات النظر بخصوص الوضع في الشرق الأوسط، ونادوا جميعا بمبدأ حل الدولتين.

وجهات النظر بين تونس وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا على وجه الخصوص صبت في إطار دعم المبادرات المنادية بإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. في هذا الإطار صرح ميغيل موراتينوس وزير الخارجية الإسباني من ناحيته قائلا: «لقد تمكنا اليوم بفضل اجتماع تونس من قطع خطوة مهمة في حياة المتوسط، خدمة لمستقبل منطقة غربي المتوسط ومن أجل تعزيز الحوار (5+5)». وبشأن الوضع في الشرق الأوسط، أعرب موراتينوس عن خشيته من استمرار المأزق السياسي في المنطقة، وبخاصة بعد إعلان القانون الجديد لطرد الفلسطينيين. وجدد التزام بلاده بمبدأ حل الدولتين الذي قال إنه هو الحل الأمثل لكل الأطراف المتنازعة. وأضاف موراتينوس: «لقد تطرقنا إلى القمة المقبلة للاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة، وقررنا العمل المشترك من أجل إحكام الإعداد لها، وذلك عبر التعاطي مع القضايا السياسية استنادا إلى رؤية ترمي إلى رفع التحديات الكبرى التي تواجهها المنطقة، لا سيما مسألة الشرق الأوسط، التي ستستقطب القسط الأوفر من مناقشات البلدان الـ43 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».

وسجلت ستيفانيا كراكسي كاتبة الدولة الإيطالية للشؤون الخارجية بدورها وجود تطابق في وجهات النظر لأول مرة خلال المنتدى الذي ستحتضنه إيطاليا بشأن معضلة الشرق الأوسط خلال السنة القادمة، وأبدت استعداد بلادها لتطوير الحوار حول هذا الموضوع الأساسي في السياسة الدولية. وقالت إن الاتفاق الحاصل بين البلدان العشرة على تبني حل شامل وعادل لهذه المشكلة يعكس أولا حجم المشكلة وتشابكها، وثانيا إمكان وجود أرضية تعايش مشترك بين كل الأطراف.

وأفاد ستيفن فولي المسؤول الأوروبي المكلف بسياسة الجوار وتوسيع الاتحاد الأوروبي، بوجود توافق بين جميع الآراء بشأن حل الدولتين في الشرق الأوسط، وأكد أن هناك الكثير من الجهود التي يتعين القيام بها في هذا الإطار. وقال برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي خلال لقاء صحافي، إن اتفاقا حاصلا بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول حل الدولتين في الشرق الأوسط. وقال: «نحن متفقون على إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل، وأن تكون القدس عاصمة للبلدين». ونفى كوشنير من ناحية أخرى أن يكون مشروع الاتحاد من أجل المتوسط قد فشل، وأضاف: «نحن نتصادم ونختلف، ومن الطبيعي أن لا نتفق طوال الوقت» في إشارة إلى الخلافات التي لا تزال تطبع المواقف بشأن الاتحاد من أجل المتوسط، والاحتراز الكبير الذي اتخذته بعض الدول العربية، وخصوصا ليبيا والجزائر فيما يتعلق بانضمام إسرائيل إلى الاتحاد.