القبارصة الأتراك يدلون بأصواتهم في انتخابات رئاسية حاسمة

70% نسبة المشاركة.. ودرويش الأكثر ترجيحا بالفوز

رئيس قبرص التركية المنتهية ولايته، محمد علي طلعت، يدلي بصوته في الانتخابات بمدينة كيرينيا أمس (أ.ب)
TT

أقفلت مكاتب الاقتراع مساء أمس في «جمهورية شمال قبرص التركية» التي لا تعترف بها سوى أنقرة، إثر انتخابات دعي فيها القبارصة الأتراك لاختيار «رئيس» جديد لهم لولاية مدتها 5 أعوام. وبلغت نسبة المشاركة نحو 70 في المائة، بحسب وسائل الإعلام، ولم يسجل أي حادث.

وقد يكون للانتخابات تأثير على المفاوضات الجارية حاليا حول إعادة توحيد الجزيرة.

ويبدو أن رئيس الوزراء الحالي درويش إيروغلو هو الأكثر ترجيحا بالفوز. وفي حال تحقق ذلك، فإن المفاوضات بين الشطرين قد تتعرض للخطر على حد رأي المراقبين.

وخلال الحملة الانتخابية، أشار إيروغلو إلى فشل المحادثات، في رأيه، التي يجريها منذ 19 شهرا منافسه «الرئيس» المنتهية ولايته محمد علي طلعت مع الرئيس القبرصي (اليوناني) ديمتريس خريستوفياس.ط وكان الاشتراكي الديمقراطي طلعت انتخب بسهولة قبل 5 سنوات مع برنامج مؤيد للسلام مع القبارصة اليونانيين، مما وضع حدا لهيمنة القوميين الذين حكموا جمهورية شمال قبرص التركية، التي لا تعترف بها سوى أنقرة، منذ إعلانها في 1983. وبعد سنوات طوال من الجمود أعاد الرئيس القبرصي ديمترس خريستوفياس إطلاق المحادثات لإعادة توحيد الجزيرة في سبتمبر (أيلول) 2008 تحت رعاية الأمم المتحدة. لكن بعد 19 شهرا لم يتحقق سوى القليل من التقدم الملموس.

ويرى بعض المتخصصين أن فوز إيروغلو الذي يمثل النهج المتشدد قد يضع حدا للمفاوضات على الرغم من تأكيده أنه لن يترك طاولة التفاوض لئلا يتهم بـ«التعنت». لكن في مجمل الأحوال، فإن تأثير تركيا التي تنشر 35 ألف جندي من قواتها في شمال قبرص (القسم الجنوبي غير المعترف به دوليا) لا جدال فيه. فأنقرة التي تتفاوض بشأن انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي الذي ينتمي إليه القبارصة الأتراك، ترغب في استمرار عملية التفاوض بشأن إعادة التوحيد. وقد جمدت بروكسل بعض المواضيع التي تتفاوض بشأنها مع تركيا بسبب رفض أنقرة فتح مرافئها ومطاراتها أمام جمهورية قبرص التي لا تعترف بها. وعبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان السبت الماضي في مدينة أنطاليا (جنوب) السياحية التركية على المتوسط التي تفصل «الوطن الأم» عن «جمهورية شمال قبرص التركية»، عن رغبته في مواصلة المحادثات. وقال: «إن استمرار الموقف الحازم فيما يتعلق بمستقبل شمال قبرص أمر ضروري». ولم يدخر طلعت أي جهد للتأكيد على أهمية إعادة انتخابه. وقال: «ليس سرا أن الحكومة التركية ترغب في استمرار العملية الحالية لأن النزاع (القبرصي) يشكل عقبة أمام تطلعاتها الأوروبية».

كذلك أكد خريستوفياس أنه غير مستعد لـ«استئناف كل شيء من البداية» مع شريك جديد. وقبرص مقسومة منذ 1974، وهي السنة التي اجتاحت خلالها تركيا شمال الجزيرة بعد انقلاب قام به قبارصة يونانيون قوميون بدعم من أثينا لإلحاق قبرص باليونان.