دمشق: لايوجد تهريب صواريخ والقصة الإسرائيلية مفتعلة

تل ابيب تستبعد الحرب.. وتعتبر تصريحات العاهل الأردني تنبؤات غاضبة

مواطنون سوريون من أبناء الجولان تجمعوا أمس في بلدة مجدل شمس للاحتفاء (من الجانب المحتل من أرضهم) بذكرى جلاء القوات الفرنسية عن سورية عام 1946 (رويترز)
TT

اعتبرت سورية التهديدات الإسرائيلية والمزاعم حول تهريب سلاح إلى حزب الله «ضجة مفتعلة وتهيئة لعدوان إسرائيلي»، بينما استبعدت الحكومة الإسرائيلية اندلاع حرب في الصيف المقبل «إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين».

وزير الخارجية السوري وليد المعلم، قال، أمس، إن سورية تعتبر المزاعم الإسرائيلية والضجة المفتعلة تجاه تهريب أسلحة إلى حزب الله «تهيئة لعدوان إسرائيلي». وقال المعلم، خلال زيارته طهران إنه «لا يوجد تهريب للصواريخ في الأساس والقصة برمتها مفتعلة من قبل إسرائيل». في حين وضعت مصادر مطلعة في دمشق التهديد الإسرائيلي في إطار افتعال التهويل ولصرف الاهتمام العالمي عما تقوم به من ممارسات وانتهاكات عدوانية في الأرض المحتلة والتهرب الدائم من تلبية متطلبات السلام وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إن سورية كانت دائما مستعدة لمواجهة كل الاحتمالات سواء السلام أو الحرب»، ولم تستبعد المصادر أن تكون إسرائيل «التي تسعى إلى توتير الأجواء في المنطقة، تهيئ لعدوان إسرائيلي للهروب إلى الأمام فالحكومة الإسرائيلية الحالية هي الأكثر ابتعادا عن الإيفاء بمتطلبات السلام».

وفي طهران بحث أمس وزير الخارجية وليد المعلم مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي «العلاقات المميزة بين سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وعزم الجانبين على تطوير هذه العلاقات وتعزيزها بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين وتحقيق أمن واستقرار المنطقة». وذلك على هامش مشاركة المعلم في الملتقى الدولي لنزع وعدم نشر السلاح النووي الذي تنظمه طهران بمشاركة ممثلين عن 70 دولة كما بحث لقاء المعلم - جليلي «تطورات الأوضاع في المنطقة وخاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل تصعيد إسرائيل لممارساتها اللاإنسانية ضد الشعب الفلسطيني».

وقال بيان رسمي إن الحديث تطرق خلال اللقاء إلى أعمال مؤتمر نزع السلاح النووي وإلى «مخاطر البرنامج النووي الإسرائيلي وضرورة التركيز على هذه المخاطر خلال أعمال مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي الذي سيعقد الشهر المقبل في نيويورك والعمل معا من أجل جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية».

ومن جانبها استبعدت الحكومة الإسرائيلية اندلاع حرب في الصيف إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. ورد وزراء إسرائيليون على تصريحات للعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وقلل وزراء آخرون من احتمال نشوب حرب بسبب فشل مفاوضات السلام، وقال وزير الصناعة والتجارة، بنيامين بن اليعيزر: «لا أتوقع حربا، لكن إذا لم تستأنف المفاوضات سيخسر الجميع»، وقال وزير المالية الإسرائيلي، يوفال شتيانتص تعقيبا على ما قاله الملك: «هذا الأمر غير صحيح لا أرى سببا لهذه التصريحات وآمل أن تتبين عدم صحتها». أما وزير العلوم دانيئيل هيركوفيتش فعقب بالقول: «لا يمكن التنبؤ بالمستقبل». بينما وصف وزير الأقليات افيشاي برفرمان تصريحات عبد الله الثاني بـ«التنبؤات الغاضبة»، وقال: «واجب إسرائيل التقدم في عملية السلام والقيام بكل شيء من شأنه منع الحرب».

وكان العاهل الأردني قال في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت» الأميركية نشرت الاثنين الماضي، إن مستقبل إسرائيل «سيواجه أخطارا كبيرة على المدى البعيد» إذا لم يتم التوصل إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وأضاف: «إننا قلقون جدا من إضاعة المزيد من الوقت» بسبب التوتر الكبير في المنطقة. وفي هذا السياق لفت العاهل الأردني إلى التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل، معتبرا أن الناس هناك «يتوقعون نشوب الحرب في أي لحظة».

وعلى الرغم من استبعاد الحكومة الإسرائيلية لحرب بسبب تعثر المفاوضات مع الفلسطينيين، فإنها (الحكومة) ترى سببا آخر للحرب، وهو استخدام حزب الله اللبناني لصاروخ «باليستي»، بل توعدت إسرائيل سورية بأن تعيدها إلى العصر الحجري إذا ضرب حزب الله صاروخ «سكود» على إسرائيل.

وكانت إسرائيل اتهمت سورية بنقل صواريخ «سكود» إلى حزب الله، ونشرت صحيفة «الصاندي تايمز» أمس، أن إسرائيل حذرت سرا الرئيس السوري بشار الأسد من أنها سترد على أي اعتداء صاروخي قد يشنه حزب الله عليها بهجوم انتقامي فوري على سورية يعيدها للعصر الحجري.

وذكرت الصحيفة أنه تم نقل التحذير الإسرائيلي السري إلى سورية بواسطة طرف ثالث في وقت سابق من الشهر الجاري وأن إسرائيل أوضحت أنها تعتبر الآن حزب الله بمثابة إحدى فرق الجيش السوري وأن الرد الإسرائيلي ضد سورية سيكون سريعا ومدمرا.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن وزير إسرائيلي، لم تكشف عن هويته قوله، إنه في حال تجرؤ حزب الله على مهاجمة إسرائيل بالصواريخ الباليستية فإن إسرائيل ستعيد سورية إلى العصر الحجري وذلك من خلال شل محطات توليد الكهرباء والموانئ ومخزونات المحروقات والطرق والمراكز الأساسية، وجميع منشآت البنية التحتية الاستراتيجية في سورية.

وزاد الوزير الإسرائيلي: «إن إسرائيل لن تتردد في مهاجمة سورية إذا تعرض أمنها القومي للخطر» معتبرا أن الرئيس السوري بشار الأسد «يدرك ذلك غير أنه يلعب بالنار». واعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن التهديد الإسرائيلي يظهر مدى قلق إسرائيل من وجود صواريخ متطورة في أيدي حزب الله اللبناني، نقلت عن طريق سورية، وهو الأمر الذي استدعى قيام إسرائيل بإثارة أزمة أدت إلى تدخل الولايات المتحدة الأميركية، التي سارعت إلى استدعاء السفير السوري في واشنطن للاحتجاج على الأمر، وإعطاء إجابات للإدارة الأميركية عن صحة هذه المعلومات.

وانضمت فرنسا إلى واشنطن وحذرت سورية من حصول حزب الله على صواريخ «سكود» ودعت سورية إلى منع ذلك. ونشرت «يديعوت» تصريحات سابقة لوزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، قبل ما يقارب الشهرين هدد فيها بإسقاط النظام السوري.

وقال ليبرمان آنذاك، إن عائلة الأسد لن تخسر الحرب وحسب بل ستخسر الحرب والسلطة، معتبرا أن زمن خسارة دول عربية للحرب مع بقاء رؤسائها في الحكم قد ولى.