السامرائي لـ «الشرق الأوسط»: لم نعتمد على المزايدات العاطفية لذلك تراجعت مقاعدنا

رئيس البرلمان السابق: قائمة علاوي ركزت في برنامجها على التدخل الإيراني وهي الآن أمام تحد كبير

TT

قال إياد السامرائي، رئيس جبهة التوافق العراقية، ورئيس البرلمان المنقضي، إن كتلته لم تعتمد «المزايدات العاطفية» مع الناخبين للترويج لبرنامجها الانتخابي في الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من الشهر الماضي وإن ذلك ربما كان سبب تراجع أدائها في الاقتراع وحصولها على ستة مقاعد فقط في البرلمان الجديد. وقال السامرائي، القيادي في الحزب الإسلامي العراقي، لـ«الشرق الأوسط» إنه يحتفظ مع كتلته «بأفضل العلاقات مع كل الائتلافات والتحالفات السياسية على الإطلاق، وهذه إحدى نقاط القوة التي تتمتع بها جبهة التوافق». وشدد السامرائي على أن «الكل يحترم المكانة التي تتحلى بها كتلة التوافق العراقية بحكم أدائها خلال المرحلة السابقة، إضافة إلى أنها لم تعتمد على المزايدات العاطفية مع الجماهير في فترة الانتخابات، بل كانت أكثر واقعية في التعامل مع الأمور»، مضيفا أن هذا الأمر «ربما كان أحد الأسباب وراء تراجع عدد المقاعد التي حصلنا عليها، فهذه ليست أول مرة ينحاز فيها الجمهور بشكل عاطفي ثم سرعان ما يفاجأ». وكانت جبهة التوافق التي تضم عددا من القوى السنية في العراق قد حصدت 44 مقعدا في الانتخابات النيابية التي جرت عام 2005، وكانت الطرف الذي مثل العرب السنة في العملية السياسية آنذاك، لكن الضعف سرعان ما دب في أركانها إثر انسحاب كثير من القوى والشخصيات منها. وصوت أغلب السنة في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي للقائمة الوطنية العراقية التي يتزعمها إياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق، على الرغم من أنه شيعي علماني.

وأشار السامرائي إلى أن جبهة التوافق «وعدت جمهورها بالسير على المنهج والدفاع عنهم ومحاربة الفساد، أما القائمة العراقية فقد طرحت نفسها على أنها ستغير النظام وليس الدفاع فقط، ولذلك انحاز الجمهور لها وهي الآن أمام هذا التحدي الكبير». وأضاف متسائلا: «العراقية ركزت إعلامها في الفترة السابقة على التدخل الإيراني، فهل هي قادرة على رد هذا التدخل؟».

كما عبر عن خشيته من أن «يصاب الجمهور بخيبة أمل تجاه كثير من القادة الذين صعدوا في خطابهم الإعلامي قبل الانتخابات وهم الآن بدأوا يتراجعون ويتذللون للإبقاء على مناصبهم». وقال السامرائي إن «الشخصيات والجهات التي تتفاوض اليوم تبحث عن أماكن أو مناصب لقادتها، أما نحن فنتفاوض على آليات التعامل التي وعدنا بها جمهورنا؛ لا أقول أعطني الوزارة الفلانية، ولكن يجب أن نتفق على الآليات التي ستتعامل بها الوزارة مع القضايا التي يعاني منها جمهوري».

وتشهد الساحة السياسية العراقية تنافسا محتدما بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، زعيم قائمة دولة القانون، التي فازت بـ89 مقعدا في البرلمان، وبين قائمة علاوي التي حصلت على 91 مقعدا من 325 هي مجموع مقاعد البرلمان. ويتنافس الاثنان من أجل تحقيق الأغلبية النيابية لتشكيل الحكومة المقبلة.

وحول المفاوضات التي تجريها جبهة التوافق للتحالف مع قوى سياسية أخرى، قال السامرائي إن الجبهة «تدير مفاوضاتها بشكل مستقل تماما عن أي تأثيرات أو ضغوط داخلية أو خارجية».