طهران تهدد بضرب إسرائيل بالصواريخ وتحول مؤتمرها النووي إلى سنوي

وزير الثقافة يدعو لتعاون عربي مع بلاده ويتهم قوى داخل الحكومة المصرية بعرقلة التقارب

TT

هددت إيران، أمس، بضرب إسرائيل بالصواريخ حال تعرضها لهجوم، ودعت لتوسيع التعاون الإسلامي العربي، بينما واصل الرئيس محمود أحمدي نجاد هجومه على إسرائيل، قائلا: «إنها جرثومة مصيرها الزوال».

جاء ذلك في كلمة للرئيس الإيراني في الاحتفال بيوم الجيش أمس، وهو اليوم نفسه الذي شهد انتقادات لاذعة لتل أبيب، في اختتام المؤتمر الدولي لنزع الأسلحة النووية في طهران.

ووسط كبار القادة العسكريين في البلاد، قال الرئيس نجاد: «إن إرساء الأمن في منطقة الشرق الأوسط مرهون بتعاون حكومات المنطقة وشعوبها»، ووصف جيش بلاده بأنه يمثل «مظهر اقتدار وعزة وكرامة الشعب الإيراني.. وجميع المؤمنين وأنصار العدالة في العالم». وأضاف: «إن إيران تريد السلام والتقدم والأمن للشعوب في كل مكان».

وانتقد الرئيس الإيراني ما قال إنه تدخل أجنبي في شؤون منطقة الشرق الأوسط، قائلا: «ثبت بناء على تجارب سابقة، أن المصدر الرئيسي الذي يقف وراء الخلافات وانعدام الأمن وبث الفرقة والتباعد في المنطقة هو التدخل الأجنبي، الذي لم يسفر إلا عن الحروب والقتل للهيمنة على ثروات هذه المنطقة من العالم الغنية بخيراتها وثقافتها وإمكاناتها غير المحدودة»، داعيا «القوات الأجنبية لمغادرة المنطقة»، وأن «يتركوا شؤون إدارة المنطقة لحكوماتها وشعوبها».

وجدد الرئيس الإيراني انتقاداته الشديدة لإسرائيل التي يطلق عليها في كلماته «الكيان الصهيوني»، قائلا إنها العامل الرئيسي للفتن والنزاعات، وأن تأسيس هذا الكيان في المنطقة يهدف إلى الهيمنة على مقدراتها وتحقيق الخطط الاستعمارية، ودعا من أسماهم بحُماة إسرائيل وداعميها إلى التخلي عنها، والسماح لشعوب المنطقة، وبخاصة الشعب الفلسطيني، أن «يحددوا مصيرهم مع هذا الكيان»، الذي وصفه بـ«الجرثومة». وقال بعد أن أبدى دهشته من ربط بعض الدول الغربية مصيرها بمصير إسرائيل: «الكيان الصهيوني يتجه حاليا إلى الهاوية.. وخلال سنوات سيتم استئصال جرثومة الفساد هذه من المنطقة». وجدد القائد العام للجيش الإيراني، اللواء عطاء الله صالحي، استعداد قواته للدفاع عن أراضي البلاد، قائلا: «أثبتنا اليوم للأعداء أن العقوبات التي فرضت علينا عززت قدراتنا الدفاعية أکثر من السابق».

وفي جلسة للبرلمان الإيراني صباح أمس، هدد رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، بضرب إسرائيل بالصواريخ الإيرانية في حال تعرض بلده لهجوم عسكري، وقال إن أي هجوم على إيران سيقابله ضرب إسرائيل بالصواريخ، مشيرا إلى أن رسالة مؤتمر واشنطن النووي الذي عقد الأسبوع الماضي تأتي في إطار إعطاء الضوء الأخضر لاستخدام السلاح النووي بشكل سافر وتجاهل معاهده منع الانتشار.

وفي الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي لنزع الأسلحة النووية، الذي انعقد في طهران على مدى يومين تحت شعار «الطاقة النووية للجميع والسلاح النووي ليس لأحد»، واختتم أعماله مساء أمس، أبدى عدد من مندوبي الدول تضامنهم مع حق إيران في الطاقة النووية السلمية، وأعلن مندوب الكويت استعداد بلاده للتعاون مع ما يدعو إليه مؤتمر طهران. وتلا مندوب حكومة الفيلبين نداء دعا فيه إلى الاستفادة من الطاقة النووية السلمية، وحق جميع الدول في هذا، وأن هذا يجب أم يتم في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي «إن بي تي».

واختتم المؤتمر فعالياته بعدة توصيات أعدتها 3 لجان متخصصة، حيث وجهت هذه اللجان انتقادات لقيام بلدان تمتلك أسلحة نووية بتهديد دول لا تمتلك هذه الأسلحة، وطالبت بدراسة الأبعاد القانونية للأمر أو التهديد بالاستفادة من الأسلحة النووية من دولة ضد أخرى. ودعت لجان المؤتمر إلى نزع أسلحة الدمار الشامل من منطقة الشرق الأوسط، وكذا دراسة السبل الكفيلة للأشراف على علمية نزع السلاح النووي من العالم، من دون استثناء. وقال رئيس اللجنة المختصة في المؤتمر التي كانت معنية بالتحديات التي تعترض نزع الأسلحة النووية، السيد بوبريك، وهو مسؤول دولي سابق: «يجب أن نعرف أن شمولية معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية ستمكننا من الحيلولة دون نشوب أي حرب أخرى في العالم»، قائلا إن إسرائيل تعتبر من أكبر الدول التي تشكل تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط. وقال: «إسرائيل يجب أن يتم أخذها بعين الاعتبار». وأضاف السفير الإيراني في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية، منسق اللجنة الثانية بالمؤتمر والمختصة في شأن التزامات الدول بنزع الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، يجب ترسيخ عدم التمييز في مجال نزع السلاح النووي، وأن «الوثائق الدينية تحرم استخدام أسلحة النووية»، بينما شدد المندوب الكوبي رودو بينتس، المنسق للجنة الثالثة حول إمكان نزع الأسلحة النووية، على أهمية أخذ التوصيات التي توصلت إليها لجنته في الاعتبار بخصوص ضرورة التزام المجتمع الدولي بنزع أسلحة الدمار الشامل. وقبل أن يختتم بآيات من القرآن الكريم، أعلن المؤتمر أنه تحول إلى مؤتمر سنوي، داعيا المزيد من دول العالم للمشاركة فيه في انعقاده الثاني منتصف أبريل (نيسان) 2011.

ومن جانب آخر، دعا وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران محمد حسيني، الدول العربية والإسلامية إلى مزيد من التعاون في المجالات الثقافية والعلمية مع بلاده، قائلا إن إيران تسعى لتبادل الأسابيع الثقافية مع عدة دول في المنطقة على رأسها السعودية، مشيرا في مؤتمر صحافي أمس إلى إن محاولة طهران إحداث تقارب مع مصر على المستوى الثقافي والفني وغيره، لكن هذه المحاولات ما زالت تراوح مكانها، بسبب ما قال إنه وجود قوى داخل الحكومة المصرية ترفض التعاون مع إيران. وعقب المؤتمر الصحافي سألت «الشرق الأوسط» الوزير حسيني عن مظاهر الرفض المصري للتعاون الثقافي التي تحدث عنها، فقال: «على سبيل المثال، حاولنا المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب مطلع العام الحالي لكن لم نحصل على موافقة». وأشار الوزير الإيراني إلى أن بلاده تحاول مد جسور التعاون في مختلف المجالات مع الدول الإسلامية والعربية، ولكن أعداء الأمة لا يريدون نجاح هذا التقارب، لأنهم يرون في تعاون شعوب المنطقة خطرا على مصالح القوى الاستعمارية في الشرق الأوسط.