تحيي إسرائيل ابتداء من مساء أمس ذكرى القتلى الذين سقطوا في سبيلها، وذلك عشية الذكرى الثانية والستين لإعلان إنشاء الدولة العبرية. وبحسب الأرقام التي نشرتها وزارة الخارجية فإن الحروب وأعمال العنف أدت إلى مقتل 22 ألفا و682 قتيلا من بينهم 3971 مدنيا منذ عام 1860، وهو العام الذي شهد بناء أول حي يهودي خارج حدود القدس القديمة. ووفقا للوزارة فإن 112 رجل أمن قتلوا منذ أبريل (نيسان) 2009، من دون أن توضح ظروف مقتلهم. وبدأت الاحتفالات مساء أمس، وأطلقت صفارات الإنذار في كل إسرائيل. وأضيئت شعلة الاحتفال بحضور الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريز، ورئيس الأركان الجنرال غابي اشكينازي، في الساحة المجاورة للحائط الغربي (حائط المبكى) في القدس القديمة التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
كما أطلقت صفارات الإنذار عند الساعة 00: 11 بالتوقيت المحلي (00: 08 تغ) من اليوم (الاثنين) معلنة انطلاق سلسلة احتفالات في 43 مقبرة وموقعا عسكريا مهما.
وفي هذه المناسبة، دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس إلى استذكار منظر قيام دولة إسرائيل تيودور هرتزل، الذي كان يدعو اليهود إلى الاعتماد على قوتهم الذاتية. وقال: «يجب أن يعرف كل فتى وفتاة في إسرائيل من هو هرتزل، في رأيي لقد كان أحد أنبيائنا». وألمح نتنياهو إلى حدة الأزمة بين حكومته وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، من دون أن يتحدث صراحة أو يذكر الولايات المتحدة بالاسم، لكنه قال في اجتماع الحكومة الإسرائيلية، إن على إسرائيل ألا تثق في مساعدة الغرباء. واقتبس نتنياهو لهرتزل، وقال: «في 11 يونيو (حزيران) 1901، اختار هرتزل قول شيء أسرني: (عليكم ألا تثقوا في مساعدة الغرباء، وألا تثقوا في الكرماء، وألا تتوقعوا أن الأحجار ستلين، لأن الغرباء يعطون الصدقات المهينة، والحجارة لا تلين، وعلى الشعب الذي يريد أن تكون قامته منتصبة أن يضع ثقته في نفسه فقط)»، مضيفا: «لم أكن أعرف هذا القول من قبل لكن المرء يتعلم كل يوم شيئا مثيرا ومهما». وعلى الرغم من أن نتنياهو لم يقل الاقتباس في سياق أي حديث عن العلاقات بين إسرائيل والولايات، فإن مراقبين وصحافيين اعتبروا أنه لا يمكن تجاهل أن حديث نتنياهو يأتي في فترة تتواصل فيها ضغوط أوباما على حكومته من أجل تحريك العملية السياسية.
ويحتفل الإسرائيليون بإعلان «استقلال» دولة إسرائيل في تاريخ إنشائها في 14 مايو (أيار) 1948، وفقا للتقويم العبري، وهو يصادف هذه السنة 19 أبريل (نيسان).
ويحيي الفلسطينيون في 15 من مايو من كل عام، ذكرى النكبة وترحيلهم عن بلداتهم عام 1948 لدى قيام دولة إسرائيل.
إلى ذلك، أعلن متحدث عسكري إسرائيلي أمس عن فرض طوق أمني شامل على الأراضي الفلسطينية بمناسبة «حلول عيد الاستقلال» الثاني والستين لدولة إسرائيل، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.
وقال المتحدث للإذاعة الإسرائيلية إن الطوق سيستمر حتى منتصف ليلة الثلاثاء - الأربعاء.
وذكر المتحدث أنه بموجب الطوق يحظر على الفلسطينيين دخول إسرائيل خلال هذه الفترة إلا في الحالات الإنسانية الطارئة وبعد التنسيق مع مكاتب الارتباط المدني الإسرائيلي.
وتعمد إسرائيل إلى فرض طوق أمني شامل على الأراضي الفلسطينية خلال احتفالها بأعيادها اليهودية خشية شن جماعات مسلحة هجمات عليها.