مقتل البغدادي والمصري زعيمي «القاعدة» قرب مسقط رأس صدام بضربة عراقية - أميركية

المالكي: اعتقلنا قيادات عسكرية وضبطنا مراسلات مع بن لادن والظواهري * مسؤول أمني لـ «الشرق الأوسط»: إعلاننا السابق باعتقال زعيم «دولة العراق الإسلامية» كان للتمويه

صحافي عراقي يتابع مؤتمرا صحافيا عبر شاشة التلفزيون، أمس، أعلن خلاله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن اعتقال زعيمي تنظيم القاعدة في العراق (أ.ف.ب) وصورة لشخص اعتقلته القوات العراقية العام الماضي وقالت إنه البغدادي (أ.ب)
TT

أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، مقتل أبو عمر البغدادي، زعيم ما يسمى بـ«دولة العراق الإسلامية» وأبو أيوب المصري، وزير حربه, في عملية استخباراتية في منطقة الثرثار في محافظة صلاح الدين (شمال بغداد). وبعد أقل من ساعة أكد الجيش الأميركي تلك التصريحات موضحا أن العملية كانت أميركية - عراقية مشتركة.

وقال المالكي في مؤتمر صحافي إن «قوة عراقية - أميركية وجهت ضربة لبيت كان فيه أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري في منطقة الثرثار»، مشيرا إلى أن العملية تمت خلال اليومين الماضيين. وعرض المالكي صورا للبغدادي وأبو أيوب المصري وهما مقتولان. وأوضح المالكي أن «خلية استخباراتية استطاعت أن تقبض على رؤوس تنظيم القاعدة وهي التي قادت إلى أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري». وقال إن «العملية أدت كذلك إلى اعتقال أغلب القيادات العسكرية وكانوا يخططون لعمل إجرامي كبير خلال اليومين الماضيين يقضي باستهداف عدد كبير من الكنائس». وأضاف «حصلنا خلال العملية على الكومبيوترات وعلى كل المراسلات بينهم وبين إرهابيين في العالم ومنهم أيمن الظواهري وأسامة بن لادن».

وقال إن «قوة عراقية انتشرت وفق معلومات استخباراتية محددة في مناطق مختلفة في العراق وباشرت بضرب الأهداف».

وقال المالكي إن «(القاعدة) بعد هذه الضربة أصبحت في أضعف حالاتها»، وأضاف «عندما تنزف (القاعدة)، وتسقط قياداتها بهذا الشكل وتكون جميع اتصالاتهم ومعلوماتهم وشبكتهم وامتداداتهم تحت أيدينا تصبح في أضعف حالة». واستدرك قائلا «لكن لا بد أن نكون أكثر حذرا ويقظة واستمرارا في العملية تصاعديا، وحتى نضمن نهاية لاجتثاث (القاعدة) في العراق نحتاج إلى ترابط أكثر». وأكد المالكي أن «الجانب الأميركي ساعد في التحقيق، وكان شريكا في عملية تدقيق المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالتنظيمات».

ومن جانبه، قال الجيش الأميركي في بيان إن «قوة عراقية بدعم من القوات الأميركية قتلت أبرز قياديين لتنظيم القاعدة في العراق في وقت مبكر من صباح الأحد (الماضي) خلال سلسلة من العمليات الأمنية المشتركة على بعد 10 كيلومترات جنوب غربي مدينة تكريت»، مسقط رأس الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

وأوضح البيان أن «أبو حمزة المهاجر المعروف بأبو أيوب المصري القائد العسكري لتنظيم القاعدة، قد حل بدلا من أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في ضربة جوية في يوليو (تموز) 2006 والمسؤول المباشر عن التفجيرات الدامية التي تستهدف المدنيين في العراق».

وأكد البيان أن «حميد داود محمد خليل الزاوي الملقب بأبو عمر البغدادي الذي يتزعم دولة العراق الإسلامية قتل كذلك في الاشتباك». واعتبر البيان الأميركي «مقتل الإرهابيين ضربة كبيرة لتنظيم القاعدة في العراق».

ومن الجدير بالذكر، أن السلطات العراقية كانت قد أعلنت غير مرة عن مقتل أو اعتقال القياديين في تنظيم القاعدة.

وكان المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا قد أعلن في 29 من أبريل (نيسان) من العام الماضي، عن اعتقال زعيم دولة العراق الإسلامية أبو عمر البغدادي قرب جامع النداء في حي القاهرة ببغداد، قائلا إن «اسم البغدادي الحقيقي هو أحمد عبد أحمد خميس المجمعي». ولم يؤكد الجيش الأميركي آنذاك صحة تلك التقارير كما لم ينفها، وأثيرت شكوك من أطراف عدة حول صحة تلك التقارير العراقية.

وقال اللواء عطا أمس لـ«الشرق الأوسط» حول مقتل البغدادي الذي كان قد أعلن هو شخصيا عن اعتقاله العام الماضي وعرض صوره مع شريط لاعترافاته إن «الشخص الذي تم عرضه على شاشات التلفزيون على أنه أبو عمر البغدادي العام الماضي كان شخصا آخر وقد تم الاتفاق مع الأجهزة الاستخبارية على المضي في هذه الخطة للتمويه على تنظيمات القاعدة للاستمرار في أنشطتها، بعد أن قامت بمبايعة الشخص الملقى القبض عليه في مدينة ديالى على أنه أبو عمر البغدادي للتمويه على القوات الأمنية وإبعادها عن الشخص الحقيقي، وقد تماشت القوات الأمنية مع مخططهم لخداعهم».

وقال اللواء عطا حول عملية أول من أمس إن «القوات الأمنية العراقية ومن خلال معلومات استخباراتية عالية المستوى وبدعم لوجيستي من قبل القوات الأميركية قامت بقتل زعيمي دولة (القاعدة) في العراق أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي خلال اليومين الماضيين»، مضيفا أن «زعيمي (القاعدة) وجدا في مخبأ تحت الأرض في منطقة الثرثار»، مؤكدا إلقاء القبض على أشخاص آخرين يشتبه في أنهم أيضا من تنظيم القاعدة ولهم علاقة وثيقة بالمصري والبغدادي في مناطق أخرى من العراق.