محامي الأصوليين لـ «الشرق الأوسط»: أبو أيوب المصري.. لغز محير

تولى قيادة تنظيم القاعدة خلفا للزرقاوي

صورة أبو أيوب المصري كما عرضتها السلطات العراقية أمس (رويترز)
TT

ليست المرة الأولى التي تعلن فيها السلطات العراقية قتل أبو أيوب المصري، الذي يعتقد أنه زعيم تنظيم القاعدة في العراق، فقبل عامين قالت الداخلية العراقية إنه قتل في اقتتال داخلي بين المجموعات المسلحة.

ويعتقد أن أبو أيوب، وهو مصري يعرف أيضا باسم أبو حمزة المهاجر، تولى قيادة تنظيم القاعدة في العراق خلفا للأردني أبو مصعب الزرقاوي، الذي قتل في يونيو (حزيران) 2006. وفي يوليو (تموز) صدر بيان موقع من تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أعلن أن مجلس شورى الجماعة في العراق قد «وافق بالإجماع على اختيار الشيخ أبو حمزة المهاجر ليخلف الشيخ أبو مصعب الزرقاوي».

وتتضارب الأنباء حول شخصية أبو أيوب المصري، فبينما يقول منتصر الزيات، محامي الإسلاميين في مصر لـ«الشرق الأوسط»، إن «أبو أيوب المصري ليس الإسلامي المصري شريف هزاع كما يتردد، لأن الأخير كان في السجون المصرية منذ عشر سنوات على الأقل، وهذا يتناقض مع العقل والنقل والمنطق». وأكد أن أبو أيوب المصري ربما شخصا آخر، مشيرا إلى أن «ميول شريف هزاع تتعارض مع العنف الذي خرج به أبو أيوب المصري في العراق».

إلا أن ممدوح إسماعيل، محامي الأصوليين، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن شريف هزاع، هو شخص احتجز في معتقل طرة بالقاهرة منذ عام 1999 قبل الإفراج عنه. ونسب إسماعيل إلى هزاع، والأخير من مدينة شبين الكوم، قوله إنه لم يسافر مطلقا إلى العراق وليس له أي صلة بتنظيم القاعدة وإنه لم يلتق مطلقا بأيمن الظواهري أو أي عضو في «القاعدة». وأشار إلى أن أبو أيوب المصري سيظل لغزا محيرا، لأن الجماعات الأصولية تحرق أوراقها الثبوتية قبل الذهاب إلى العراق أو أفغانستان وتتحرك بأوراق مزورة وأسماء مستعارة. وأكد أن أبو أيوب غير معروف ضمن جماعة «الجهاد» المصرية. وقال إسماعيل الذي دافع عن عدد كبير من قيادات جماعة «الجهاد» المصرية المحظورة، إن عددا ضئيلا جدا من الأصوليين المصريين دخلوا العراق بعد سقوط حركة طالبان في أفغانستان عام 2001. وأضاف أن قيادات جماعة «الجهاد» المصرية التي هربت من أفغانستان ساحت في الأرض، بعضها هرب إلى إيران وباكستان، وآخرون ما زالوا في الشريط الحدودي بالقرب من أفغانستان. وقال: «من الصعب أن يتولى قيادة (القاعدة) في العراق شخصية مصرية». إلا أنه أعرب عن اعتقاده أن إعلان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نوع من البروباجندا السياسية لتدعيم موقفه بعد نتائج الانتخابات.

ووصف الجيش الأميركي المصري بأنه مساعد مقرب للزرقاوي الذي تلقى تدريبات في أفغانستان وشكل أول خلية لـ«القاعدة» في بغداد. وكان الجيش الأميركي يدرج اسم أبو أيوب المصري على قائمة سابقة للمطلوبين تضم 29 مسلحا. وبعد ظهور تقارير عن تولي المصري قيادة «القاعدة» في العراق أعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يساعد في اعتقاله أو قتله. وقالت زوجة لأبو أيوب المصري، الذي قالت أميركا في وقت سابق إنه أصبح خليفة لأبو مصعب الزرقاوي بعد مصرعه في هجوم أميركي على مقره، إن زوجها معتقل في سجن «طرة» بمصر منذ 7 سنوات ولم يذهب إلى العراق أبدا. وقالت هدى أحمد السيد «أم بلال»، زوجة أخرى لأبو أيوب المصري، إنه عاش فترة في الأردن وبيشاور في باكستان، وإنه وصل إلى درجة الماجستير بعد أن حصل على تعليمه الجامعي في العلوم الإسلامية من المدينة المنورة، وتتلمذ على يد مجموعة من علماء السعودية السلفيين «الذين أجمعوا على أنه خليفة الشيخ الألباني إمام المحدثين في العصر الحديث» على حد قولها. وكان أبو أيوب المصري قد برز في الإعلام الجهادي بالشاحنات المفخخة وكتائب الانتحاريات وفتية الجنة (طيور الجنة)، لتجنيد أطفال للقيام بعمليات انتحارية، كما برز بقتل شيوخ العشائر وتنفيذ عمليات نوعية خطيرة بالعراق ضد العراقيين من مدنيين ومؤسسات حكومية. وكانت القوات الأميركية في العراق قد نشرت صورة قالت إنها لأبو أيوب المصري الزعيم الجديد لـ«القاعدة» في العراق، ثم علقت السلطات المصرية بأنه لا يوجد في سجلاتها هذا الاسم، وأنه ربما يكون المقصود شريف هزاع خليفة، لكن محامي الجماعات الإسلامية في مصر أكد فيما بعد أن هزاع معتقل في سجن استقبال «طرة»، وأنه التقاه مؤخرا أثناء زيارته لبعض موكليه حين شاهده وتعرف عليه.

وعاش شريف هزاع في المعتقلات المصرية منذ عشر سنوات، وقال إسلاميون إن كنية «أبو أيوب المصري» أطلقها أصدقاء هزاع عليه، نظرا لحبه الشديد للصحابي أبو أيوب الأنصاري.

إلى ذلك أكد «المرصد الإسلامي»، وهو هيئة حقوقية تهتم بأخبار الأصوليين حول العالم، أن أبو أيوب المصري بحسب هويته العائلية التي تحمل بياناته الشخصية فإن اسمه: محمد فؤاد حسن السيد هزاع، وشهرته الشيخ شريف هزاع، من مواليد 13 يونيو (حزيران) 1957 وحاصل على ليسانس الدراسات الإسلامية من السعودية عام 85، ولم تثبت الهوية طبيعة عمله في بطاقته الشخصية، حيث ذكرت أنه «لا يعمل» ويقيم في شبين الكوم برقم قيد 4512 منذ الإفراج عنه من سجن «طرة» وفصيلة دمه B ورقم البطاقة هو (37160) محافظة المنوفية، صادرة بتاريخ 26 مايو (أيار) 1990. وقال أبو عمار المصري، الإسلامي المصري مدير «المرصد»، في اتصال لـ«الشرق الأوسط»: «إن أبو أيوب المصري اتهم من قبل في قضية العائدين من ألبانيا، وتمت تبرئته، واعتقل على ذمة قانون الطوارئ، وكان ملتزما منذ شبابه وأثناء حياته الجامعية، فقد كان طالبا في كلية الصيدلة ثم تركها ليدخل كلية التجارة ولم يكمل بها عاما دراسيا ليتركها ويذهب إلى السعودية لدراسة العلوم الشرعية والتخصص في علوم الحديث، وحصل على ليسانس الدراسات الإسلامية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان في بداية التزامه مقتنعا بالفكر الإخواني، ثم اتجه إلى الفكر السلفي القائم على تعلم العلم على يد مشايخه وأهله، وقد تتلمذ على يد مجموعة من العلماء السلفيين.

وظل فترة في السعودية بعد أن وضعت زوجته ابنته سمية، ثم انتقل إلى الأردن ليجاور شيخه الألباني وليستكمل دراسة في علم الحديث على يديه»، إلا أنه أكد أن هزاع يبلغ من العمر اليوم 53 عاما، ويعاني من عدة أمراض، وهناك تضارب شديد حول شخصيته مقارنة بالصور المنشورة.