الحكيم يعبر عن شكوكه في حصول المالكي أو علاوي على منصب رئاسة الحكومة القادمة

زعيم المجلس الأعلى الإسلامي: كلا الخصمين يواجهان صعوبات في قبولهما محليا وإقليميا ودوليا

عمار الحكيم (أ.ب)
TT

أعرب زعيم واحد من أكبر الأحزاب الشيعية في العراق، أمس، عن تشككه في تمتع أي من المنافسين الرئيسيين على منصب رئيس الوزراء بدعم شعبي كاف لقيادة الحكومة الجديدة.

أثناء مقابلة أجرتها معه «أسوشييتد برس»، قال عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، إنه حريص على القول بأنه لن يرفض أيا من المرشحين إذا ما اتفقت جميع الأطراف المتنافسة على السلطة في العراق حاليا على أي منهما.

المعروف أن الائتلاف الذي يتزعمه إياد علاوي، رئيس الوزراء الأسبق، تفوق على ائتلاف نوري المالكي، رئيس الوزراء الحالي، بفارق مقعدين فقط خلال الانتخابات البرلمانية التي عقدت في 7 مارس (آذار)، حيث حصل ائتلاف «العراقية» بزعامة علاوي على 91 مقعدا، مقابل 89 مقعدا لائتلاف «دولة القانون» بقيادة المالكي، من إجمالي مقاعد البرلمان البالغة 325 مقعدا، وهو عدد أدنى بكثير من الأغلبية اللازمة لانفراد أي من الائتلافين بالسلطة. ومهدت هذه النتيجة غير الحاسمة الساحة إلى شهور من التشاحن قبل إعلان الحكومة المقبلة.

وعلى الرغم من رفض الحكيم التعليق بشأن من يعتقد أنه يشكل مرشحا أفضل لرئاسة الوزراء، قال إنه يرى أن كلا المرشحين يواجه «صعوبات» في الحصول على قبول واسع النطاق داخل العراق والشرق الأوسط وبقية أرجاء العالم.

وتعد تلك أقوى تعليقات من نوعها حتى الآن حول المتنافسين على منصب رئيس الوزراء تصدر عن عنصر يشارك في المفاوضات رفيعة المستوى الجارية بهذا الشأن.

وقال الحكيم خلال المقابلة التي جرت داخل مكتبه بجنوب شرقي بغداد: «إننا نتحدث عن شخص ينبغي تقبله على مستوى وطني. وهذه هي النقطة الأكثر أهمية لأن رئيس الوزراء لن يترأس حزبه أو حركته السياسية، وإنما وزراء العراق بأسره... وعلى هذا الأساس، نجد أنه من العسير على المالكي أو حتى إياد علاوي الفوز بمستوى القبول المطلوب».

يعد الحكيم شخصية مهمة في المفاوضات الجارية في حقبة ما بعد الانتخابات، وكان المجلس الأعلى الذي يتزعمه قد خسر السلطة خلال انتخابات 7 مارس والذي شارك فيها كجزء من الائتلاف الوطني العراقي المؤلف من أحزاب دينية شيعية، ويضم مقتدى الصدر، رجل الدين الراديكالي المعادي للولايات المتحدة.

كانت كتلة الائتلاف الوطني العراقي قد حصدت ثالث أكبر عدد من المقاعد خلال الانتخابات ويجري النظر إليها باعتبارها عنصرا أساسيا محتملا في تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة. وأضاف الحكيم: «هناك الكثير من الوطنيين والسياسيين المعروفين، ولهذا لا يزال الخيار مفتوحا». وقال: «أهم شيء أن نبحث عن معايير معينة تلائم هذا المنصب، وشخص يمكن قبوله محليا وإقليميا ودوليا».

ورفض الحكيم إعلان توقعه بشأن الفترة التي قد تستغرقها التحالفات العراقية الستة الكبرى للتوصل إلى تسوية تصيغ شكل الحكومة القادمة. لكن ميسون دملوجي، المتحدثة الرسمية باسم كتلة «العراقية»، أعربت عن اختلافها في الرأي مع توقع الحكيم بألا يحظى علاوي بتأييد واسع كرئيس للوزراء، موضحة أن الأصوات التي تنالها «العراقية» تعكس تأييدا واسعا.

وقالت: «حصلنا على عدد ضخم من الأصوات، مما يعني أنه مقبول. إننا الكتلة الوحيدة المتميزة بالتنوع، فلدينا عرب وأكراد وتركمان، نضمهم جميعا، لذا إذا كان هناك شخص مقبول على نطاق واسع فهو علاوي».