عاليه وبعقلين لرئيس «التقدمي الاشتراكي» والشويفات وحاصبيا لرئيس «الديمقراطي»

جنبلاط وأرسلان يثبّتان توافقهما ويتقاسمان البلديات الدرزية الكبرى

TT

تحول الاتفاق الأمني بين الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني ورئيسيهما الزعيمين الدرزيين وليد جنبلاط وطلال أرسلان - الذي بدأ في اليوم الثاني لأحداث السابع من مايو (أيار) 2008 - إلى توافق سياسي أقرب إلى التحالف الاستراتيجي بين الزعيمين، كانت محطته الأولى في تزكية جنبلاط لأرسلان كوزير في حكومة ما بعد اتفاق الدوحة، ثم حفظ مقعده النيابي عن دائرة عالية في الانتخابات البرلمانية التي جرت صيف العام الماضي من خلال عدم ترشيح منافس له، وصولا إلى توافقهما المبدئي والثابت في الانتخابات البلدية التي ستبدأ في الثاني من الشهر المقبل على إضفاء غطائهما السياسي على أي توافق عائلي في البلدات التي للحزبين حضور فيها وتمرير هذا الاستحقاق الانتخابي من دون تشنجات على الأرض. وما عزز التقارب بين الطرفين هو خروج جنبلاط من تحالف 14 آذار بعدما كان رأس حربته على مدى أربع سنوات وفتحه خطوط التواصل مع سورية من خلال حلفائها في لبنان ومنهم أرسلان. ويؤكد مطلعون على مشروع توافق الانتخابات البلدية بين قيادتي الحزبين «أن النائبين وليد جنبلاط وطلال أرسلان أضفيا في لقائهما أول من أمس على التوافق العائلي في القرى والبلدات الدرزية الكبرى والبلدات ذات الاختلاط الدرزي المسيحي الغطاء السياسي والحزبي، وأعطيا لكوادرهما الضوء الأخضر لتطبيق مضمون هذا الاتفاق».

وتوفرت معلومات لـ«الشرق الأوسط» مفادها «أن توافق جنبلاط - أرسلان أفضى إلى تقاسم المجالس البلدية في البلدات والمدن الدرزية الكبرى مناصفة بحيث يكون التوافق العائلي في بلديتي الشويفات وحاصبيا من حصة النائب طلال أرسلان والتوافق العائلي أيضا في بلديتي عالية وبعقلين من حصة النائب وليد جنبلاط»، وأكدت المعلومات أيضا أنه «جرى الاتفاق على تسمية وجدي مراد رئيسا لبلدية عالية ونهى الغصيني رئيسة لبلدية بعقلين وهما من القريبين جدا من جنبلاط، فيما تتواصل الاتصالات بين أرسلان والفاعليات في الشويفات وحاصبيا لتسمية أعضاء المجلس البلدي والرئيس لكل منهما على أن يتبلور الاتفاق خلال ساعات».

وفي هذا الإطار أكد نائب رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني مروان أبو فاضل لـ«الشرق الأوسط» أن اجتماع جنبلاط وأرسلان «أرسى صيغة تفاهم تحفظ خصوصيات العائلات في الانتخابات البلدية»، وقال «في الدوائر التي فيها وجود ونفوذ للحزبين الديمقراطي والاشتراكي، ثمة وجود للحزب القومي السوري الاجتماعي والتيار الوطني الحر والمسيحيين المستقلين الذين لهم دورهم أيضا، ولا بد من التواصل بين الجميع، من دون أن ننسى أن الانتخابات البلدية ترتدي في الدرجة الأولى الطابع العائلي الذي يتخطى البعد السياسي».

أما أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي المقدم شريف فياض فقال لـ«الشرق الأوسط» إن «توافقنا مع الحزب الديمقراطي والنائب طلال أرسلان يأتي ضمن دعوتنا للتوافق بين كل القوى السياسية»، معتبرا أن «التوافق في الجبل ليس حكرا على التقدمي الاشتراكي ولا على الحزب الديمقراطي، بل هو متروك للقوى المحلية والعائلية والنوادي والجمعيات الأهلية أن تقرر، لأن هذه الأعراف والتقاليد هي السائدة في كل الاستحقاقات البلدية والاختيارية».