نتنياهو ينتقد أوباما ويرفض وقف الاستيطان في القدس.. ويهدد إيران و«أذرعها العربية»

باراك: الأزمة مع واشنطن «ليست في صالح إسرائيل»

TT

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، رفضه لتوقيف الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية المحتلة، وانتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يطالبه بذلك، وهاجم إيران وهددها، وهدد ما سماه «أذرعها العربية»، قاصدا سورية وحزب الله اللبناني وحماس.

وكان نتنياهو ورئيس الدولة، شيمعون بيريس، ورئيس أركان الجيش، غابي أشكنازي، وغيرهم من القادة السياسيين والعسكريين يتكلمون بمناسبة إحياء ذكرى قتلى الحروب الإسرائيلية، الذي صادف أمس، وعشية الاحتفالات بالذكرى السنوية الثانية والستين لتأسيس الدولة العبرية، الذي يصادف اليوم وفقا للتقويم العبري. فراحوا ينشرون جوا من الخوف إزاء ما سموه «خطر تدمير إسرائيل».

وقال نتنياهو إن أنظمة الحكم الإسلامية المتطرفة، وخصوصا إيران، جعلت من شعار إبادة إسرائيل مطلبا عاديا لا يقض مضاجع البشرية. وهدد بـ«تدمير الذين يسعون لتدمير إسرائيل».

وقال أشكنازي إن إسرائيل رغم إنجازاتها الكبرى على جميع الأصعدة وشتى المجالات، فإنها ما زالت تعاني من خطر وجودي. بيد أنه أشار إلى أن لها جيشا قادرا على صد هذا الخطر.

وقال بيريس إن إيران وأذرعها العربية وضعت لنفسها هدفا هو إبادة إسرائيل، وهذا الهدف وما يتبعه من نشاطات ميدانية وتصريحات سياسية علنية يعرقل مسيرة السلام، ويكلف إسرائيل والكثير من دول العالم ثمنا دفاعيا باهظا، أكان ذلك بالموارد البشرية أو المادية.

وأدلى ننتنياهو بتصريحات خاصة إلى برنامج «صباح الخير أميركا» في شبكة التلفزيون «إيه بي سي»، أمس، انتقد فيها الرئيس أوباما، وقال إن مطلبه وقف البناء لليهود في القدس الشرقية بعيد عن المنطق، ويستحيل أن تقبل به إسرائيل، مشيرا إلى أن هذا البناء قائم منذ حكومات غولدا مائير وإسحاق رابين وشيمعون بيريس، ولم تواجه بمطلب حازم من واشنطن كما هو الحال اليوم. ولكنه استدرك قائلا: «يوجد بيننا خلافات في هذا الشأن، ونحن نحاول تسويتها بالطرق الودية». ثم هاجم قادة دول الغرب أجمعين قائلا: «كنت قد حذرت من خطر التسلح الإيراني النووي قبل 14 سنة، وقلت يومها إن هناك خطرا بأن يصل السلاح النووي إلى أياد خطيرة في دول إرهابية وتنظيمات إرهابية، ولكنهم لم يصدقوني، واستخفوا بهذا التحذير. واليوم يعرف الجميع أنني كنت على حق». وأضاف: «من هنا فإننا لن ننتظر أن يقرر لنا العالم كيف نتعاطى مع الأخطار. فنحن دولة مستقلة لشعب ذاق الأمرين بسبب الاعتماد على الآخرين، ونحن نعتمد اليوم على أنفسنا». وقال إن إسرائيل تضع القضية الإيرانية النووية في مقدمة القضايا، وتترك كل القضايا الأخرى جانبا.

ومن جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس أن الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل والولايات المتحدة «ليست في صالح إسرائيل»، داعيا حكومة نتنياهو إلى إنهاء الخلافات مع الحليف الأميركي، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. و قال باراك إن «التوتر القائم مع الولايات المتحدة ليس في صالح إسرائيل».

وأضاف: «يجب علينا تغيير هذا الوضع تماما بمبادرة سياسية تتناول المسائل الأساسية في قلب النزاع» مع الفلسطينيين، في إشارة بالخصوص إلى رسم الحدود ووضع القدس والمستوطنات اليهودية واللاجئين الفلسطينيين.

وزاد باراك قائلا: «إذا كان من الضروري توسيع الائتلاف الحكومي لتحقيق هذا الهدف فيجب القيام بذلك». ويشير بذلك إلى حزب كاديما (وسط) الذي تتزعمه تسيبي ليفني، الداعي إلى تنازلات كبيرة بالنسبة إلى الأراضي بهدف التوصل إلى اتفاق سلام مع السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس.

واعتبر باراك أن المجتمع الدولي ليس مستعدا لقبول استمرار إسرائيل في احتلال الأراضي الفلسطينية المحتلة في يونيو (حزيران) 1967.

من جهة أخرى، سعى باراك إلى تهدئة القلق من حصول نزاع مسلح في الشرق الأوسط، في رد على مخاوف عبر عنها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

وقال باراك: «أعتقد أنه ما من سبب لاندلاع حرب قريبا» في رد على سؤال صحافي بشأن تصريحات للملك عبد الله الثاني أطلقها أخيرا تحدث فيها عن مخاطر كبيرة لاندلاع حرب في المنطقة إذا لم تستأنف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية.

وقال باراك «ليس في نيتنا إطلاقا أن نبدأ أمرا كهذا وآمل ألا يعمل جانب آخر على تدهور الوضع».

وفي يوم إحياء ذكرى القتلى، أعلن أن 22684 جنديا إسرائيليا قتلوا خلال الحروب (منذ سنة 1860، عندما خرج يهوديان من البلدة القديمة في القدس وقتلا)، و3971 مدنيا قتلوا في عمليات تفجير. الى ذلك اتهمت إسرائيل كلا من إيران وسورية بتكثيف جهودهما لتسليح الفصائل الفلسطينية وحزب الله في الآونة الأخيرة. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن إيران زودت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في الآونة الأخيرة بصواريخ ذات مدى كبير قادرة على ضرب أهداف استراتيجية في داخل إسرائيل، والوصول حتى مدينة تل أبيب وضواحيها.

وأشارت المصادر إلى أن الصواريخ الإيرانية من طراز «فجر» و«الفاتح 100» يصل مداها إلى 300 كلم، وصلت إلى الأطراف الحليفة لإيران في المنطقة، وهي قادرة على حمل رؤوس متفجرة وزنها 500 كلغ.

وادعت المصادر أن حزب الله أنشأ خمس وحدات كوماندوز ستكون مهمتها اقتحام جزء من شمال إسرائيل وبلدة نهاريا لمنع أي تقدم إسرائيلي في داخل لبنان في حال نشوب حرب، مشيرة إلى انتهاء عملية تسليح حزب الله وتزويده بصواريخ أرض جو، وصواريخ مضادة للسفن، ومنظومات صاروخية متطورة ضد الدبابات.

وحذرت المصادر من إمكانية قيام حزب الله بهجوم وقائي تصاحبه هجمات مكثفة من قطاع غزة. ورفضت المصادر تحذيرات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الذي يزور واشنطن حاليا، والتي حاول فيها إقناع الإدارة الأميركية بأن سبب نشوب حرب قادمة في الصيف سيكون الجمود السياسي وتوقف العملية التفاوضية بين إسرائيل والأطراف العربية. وزعمت المصادر أن السبب الرئيسي لأي حرب قادمة تشارك فيها سورية وحزب الله وغزة سيكون محاولة أطراف الحلف الإيراني الرد على أي هجمات متوقعة على المنشآت النووية الإيرانية.

وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل أبلغت القاهرة بحجم التوترات الحالية والتخوفات من اندلاع حرب شاملة، في محاولة لمنع سورية وحزب الله من الانضمام إلى معركة قد تقع في حال هاجمت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية.

من ناحية ثانية، يصل إسرائيل في الأيام القريبة الجنرال مايك مولن، رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي، لمناقشة إمكانية تعزيز قدرات الجيش الإسرائيلي للحد من دعم طهران لحزب الله وحماس.

ومن المقرر أن يجتمع مولن مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي، ووزير الدفاع إيهود باراك، وعدد من أعضاء هيئة الأركان العامة، لبحث الملف النووي الإيراني. وسيبحث أيضا سبل ضمان التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي، والجهود المبذولة لمنع «تهريب» الأسلحة لحماس وحزب الله.