أعلنت المصادر الرسمية في قيرغيزستان عن تجدد مظاهر الشغب في ضواحي العاصمة بشكيك بعد اندلاع المعارك بين أصحاب أراض وآخرين يحاولون الاستيلاء عليها، ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة آخرين. وقالت المصادر إن الشرطة تحاول فرض السيطرة على الموقف هناك وإنها طلبت إرسال المزيد من القوات لفرض الاستقرار هناك. وكانت الحكومة المؤقتة أعلنت في قيرغيزستان عن قرارها حول الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين الذين كان نظام الرئيس المخلوع قرمان بك باقييف أودعهم سجونه خلال الفترة الماضية.
وقال ألماظ بك اطامبايف نائب رئيس الحكومة المؤقتة إن الحكومة جادة تجاه ما أعلنته حول تطبيع الأوضاع في الجمهورية خلال الفترة الانتقالية، وإن الجميع يمكنهم التأكد من ذلك بعد ستة أشهر، مؤكدا القضاء على أية مظاهر للتمييز بين أعراق الجمهورية ومواقعها الجغرافية، في إشارة إلى احتمالات تمييز الشمال عن الجنوب معقل الرئيس المخلوع، الذي يواصل الكثيرون من سكانه حركات الاحتجاج.
وقال إنه سوف يقوم بزيارة هذه المناطق بتكليف من القيادة الحالية. وكان سكان المناطق الجنوبية واصلوا مظاهراتهم خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجا على تنحية باقييف.
وواصل مؤيدو باقييف سيطرتهم على مقر إدارة الإقليم ومكاتب التلفزيون المحلي في جلال آباد. ورفع المتظاهرون الشعارات التي تطالب بإعادة باقييف وتتهم السلطة المؤقتة بالتزييف والتزوير. وكشفت المصادر عن اعتداءات المتظاهرين على بولوت شير نيازوف القائم بأعمال وزير الداخلية في الحكومة المؤقتة، الذي كان توجه إلى هذه المناطق في محاولة لتهدئة المتظاهرين. وفي الوقت الذي اتهمت فيه السلطات المؤقتة باقييف وأنصاره بسرقة أموال الشعب، توجهت روزا أوتونبايفا رئيسة الحكومة المؤقتة إلى المجتمع الدولي بطلب مساعدة قيرغيزستان في استعادة ما جرى تهريبه إلى الخارج. وقالت إن أقرباء باقييف ممن كانوا يسيطرون على الكثير من البنوك والمؤسسات المالية استطاعوا تهريب ما يقرب من مائتي مليون دولار خلال الأيام القليلة الماضية.
في غضون ذلك أعلنت وزارة خارجية كازاخستان أمس أن رئيس قيرغيزستان المخلوع باقييف غادر كازاخستان المجاورة التي كان لجأ إليها الخميس الماضي. لكن كازاخستان لم تكشف على الفور الجهة التي توجه إليها باقييف. وفي غضون ذلك قالت مصادر إن باقييف توجه إلى بيلاروسيا وإن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو أعرب عن استعداده لمنحه حق اللجوء السياسي. ونقلت وكالات الأنباء عنه قوله: «إذا أراد باقييف المجيء إلى بيلاروسيا اليوم أو غدا أو بعد غد فإننا على استعداد لاستقباله». وقال: «إن ذلك سيكون قراره كرئيس للجمهورية». وأشار إلى أن الإطاحة بباقييف كان نتيجة ألاعيب تمارسها «ما تسمى بالحكومة المؤقتة وروسيا وكازاخستان» على حد تعبيره. وأضاف أنه «يعرب عن شكوكه تجاه احتمالات انضمام أميركا إلى هذا المخطط».