البوسنة تشيع قائد جيشها أثناء الحرب الجنرال ديليتش

في جنازة مهيبة تقدمها كبار رجال السياسة وعلماء الدين

TT

شيع البوسنيون أمس قائد جيشهم أثناء الحرب الجنرال راسم ديليتش الذي وافاه الأجل يوم الجمعة الماضي عن عمر ناهز الـ61 عاما. وتقدم موكب الجنازة المهيبة في العاصمة سراييفو، رئيس العلماء الدكتور مصطفى تسيريتش، ورئيس مجلس الرئاسة البوسني الدكتور حارث سيلاجيتش، وقائد الجيش الحالي سليم سيكوتيتش، وزعيم كتلة حزب العمل الديمقراطي في البرلمان، باكر علي عزت بيغوفيتش، ورئيس حزب العمل سليمان تيهيتش، وقادة الأحزاب، ومنظمات المجتمع المدني في البوسنة.

وقد شارك الآلاف في الجنازة الأضخم منذ وفاة الزعيم الراحل علي عزت بيغوفيتش (1925 - 2003). وقد دفن الفقيد في مقبرة الشهداء بمنطقة بكواتشي في سراييفو العتيقة، إلى جانب الرئيس الراحل علي عزت بيغوفيتش. وقد تمت مراسم الدفن وفق الشريعة الإسلامية، وفق ما أعلنته وزارة الدفاع البوسنية. وكان نبأ موت قائد الجيش البوسني الأسبق الجنرال ديليتش في بيته بفيسوكو (25 كيلومترا جنوب سراييفو) قد نزل كالصاعقة على المسلمين، الذين توافدوا قبل صلاة الجمعة وبعدها على منزله لتقديم واجب العزاء، والتعبير عن حزنهم على فقدهم قائدهم العسكري أثناء العدوان الذي تعرضت له بلادهم على مدى 4 سنوات. وكان ديليتش المولود في 4 فبراير (شباط) 1949 ضابطا كبيرا في الجيش اليوغوسلافي السابق، وفي سنة 1992 انضم للمقاومة الشعبية ضد الإبادة التي كان يقوم بها الجيش اليوغسلافي ضد غير الصرب ولا سيما البوشناق في البوسنة.

دخل الجنرال ديليتش الجيش سنة 1967، وأنهى الأكاديمية العسكرية سنة 1971، وفي عام 1989 دخل مدرسة إعداد القادة العسكريين وفي 13 أبريل (نيسان) 1992 ترك الجيش اليوغوسلافي وفي 8 يونيو (حزيران) 1993 تولى قيادة الجيش البوسني خلفا للجنرال سفر خليلوفيتش وظل في منصبه حتى نهاية الحرب في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 1995. ومنذ 1995 وحتى عام 2000، كان قائدا للجيش الفيدرالي. وبعد اتهامه بالتقصير في معاقبة متهمين بارتكاب تجاوزات أثناء الحرب، حكم عليه من قبل محكمة الجزاء الدولية في لاهاي بالسجن لمدة 3 سنوات. وقالت أسرته إنه توفي في الساعة السادسة والنصف بعد أدائه صلاة الفجر في المسجد، وكان في الأيام الأخيرة يتردد على المستشفى.

وقال الجنرال راسم دريكوفيتش في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» في وقت سابق من سراييفو: «الجنرال ديليتش، رحمه الله، كان ضابطا حازما وفي نفس الوقت سهلا، وكان حكيما ويفرض احترامه على الجميع، وأعتقد بموته فقدت البوسنة قبل أسرته وأحبائه الكثير». وتابع: «ما تعرض له من محاكمة كان ظلما صراحا، لم يكن مسؤولا عن وحدات عسكرية غير خاضعة لإمرته، وكانت تعمل بمفردها ولديها قنواتها الخاصة».

من جهته عبر رئيس مجلس الرئاسة البوسني الدكتور سيلاجيتش عن حزنه العميق لوفاة الجنرال ديليتش، ووصفه نجل الزعيم الراحل باكر علي عزت بيغوفيتش، بـ«الابن البار للبوسنة»، معتبرا ديليتش «واحدا من رموز البوسنة التاريخيين، والآباء الذين تركوا بصماتهم على تاريخ البوسنة ومستقبلها».