فرنسا: المطارات تستعيد الرحلات تدريجيا والحكومة ترصد مسار السحب البركانية

وزير فرنسي يدعو مواطنيه لتأجيل أسفارهم لإفساح المجال أمام العالقين

TT

عادت الحركة جزئيا إلى المطارات الفرنسية وعلى رأسها المطاران الرئيسيان في باريس (رواسي، شمال العاصمة وأورلي جنوبها) منذ صباح أمس، وذلك بعد خمسة أيام من الإغلاق ومئات الملايين من الخسائر التي ضربت شركات الطيران الفرنسية وأولها «إير فرانس».

وقال وزير النقل دومينيك بوسرو أمس، إن المطارين المذكورين يعاودان تدريجيا تسيير الرحلات الجوية بحيث يفترض أن يؤمنا في اليوم الأول 30 في المائة من الرحلات الداخلية والخارجية. وأفاد وزير البيئة جان لوي بورلو بأن رواسي وأورلي سيؤمنان 3 أرباع الرحلات الدولية (أي خارج الاتحاد الأوروبي). ومن حيث الأرقام، برمج مطار رواسي الدولي وهو الأكبر في فرنسا 564 رحلة (من أصل 1500 رحلة) فيما التزمت إدارة مطار أورلي المخصص في الغالب للرحلات الداخلية والأوروبية بتوفير 272 رحلة من أصل 700 رحلة في الأيام العادية.

وفيما اندلع جدل حول فائدة التدابير الصارمة التي اتخذت والتي أدت إلى شلل حركة النقل الجوي، سارعت الحكومة إلى تطويقه بالتأكيد على أن أولى أولوياتها انصبت على ضمان سلامة السفر والمسافرين. وقال وزير النقل إن للحكومة أولويتين: ضمان سلامة المسافرين من جهة وإعادة المواطنين الفرنسيين إلى بلادهم. وأفادت وزارة الخارجية أمس بأن هناك 85 ألف مواطن فرنسي عبر العالم، وأن الدولة تسعى بكل الوسائل لإعادتهم إلى بلادهم. وكانت طائرة «إير فرانس» من طراز «إيرباص» 380 العملاقة (وهي الأضخم في العالم) حطت ظهر أمس في مطار رواسي قادمة من نيويورك وهي تحمل 560 مسافرا. وبحسب الخارجية الفرنسية هناك 12 ألف فرنسي في نيويورك بينهم آلاف التلاميذ الذين ذهبوا إلى هناك في إطار مدرسي.

وفي هذا السياق، جدد وزير البيئة دعوة الفرنسيين القادرين على تأجيل سفرهم إلى الخارج لإفساح المجال أمام إعادة الأجانب إلى بلادهم والعودة بالفرنسيين الموجودين في الخارج.

وعمدت باريس إلى فتح «ممرات جوية مضمونة» بين مطاري العاصمة ومطارات المناطق لتسهيل السفر داخل فرنسا وإلى الخارج. وقامت سلطات الطيران المدني بتحديد هذه الممرات التي يبلغ عرضها 18 كلم بين المدن الرئيسية الفرنسية. ويفترض بالطائرات التجارية أن لا تبتعد عنها. ويتم تحديد الممرات من خلال إرسال طائرة «تستكشف» الأجواء ويتم فحصها عند عودتها إلى قاعدة إقلاعها. وتلتزم الطائرات المتجهة إلى الخارج هذه الممرات حتى انتهاء المجال الجوي الفرنسي قبل أن تسلك إما المجال الدولي وإما ممرات الدول الأخرى. وهكذا فإن طائرة مسافرة من باريس إلى نيويورك مضطرة إلى سلوك الممر الجوي حتى مدينة بوردو المطلة على الأطلسي ومن هناك تتجه إلى نيويورك.

وبعد ظهر أمس، عقد اجتماع إضافي ضم رئيس الحكومة فرنسوا فيون والوزراء المعنيين لتقويم الوضع وإعطاء التعليمات لليوم لثاني. وحرصت الحكومة على نفي الاتهامات التي وجهت إليها والتي زعمت أنها «خضعت» لمطالب وضغوطات شركات الطيران. وساهمت شركة «إيرباص» لصناعة الطائرات بموازاة ذلك، استعادت مطارات المناطق نشاطها بمستويات مختلفة في كل أنحاء فرنسا بعد أن كانت الحركة توقفت تماما شمال خط يذهب من مدينة نانت غرب فرنسا إلى غرنوبل (شرق). وكانت مطارات جنوب البلاد الأنشط إذ عادت إلى الحركة تقريبا إلى سابق عهدها في مطارات مونبوليه ونيس وجزيرة كورسيكا وتولوز وبوردو ونانت التي استفادت من إقفال مطارات الشمال وخصوصا مطاري باريس لاستقبال رحلات دولية. ساعدت شركة «إيرباص» لصناعة الطائرات في «إقناع» الحكومة بفتح تدريجي للمطارات المقفلة عبر القيام برحلتين تجريبيتين قامت بهما طائرة إيرباص 380 و340، وأفادت الشركة الصانعة بأنها «لم تلاحظ أي شيء غير طبيعي» على الطائرتين علما أن التخوف كان من تأثير الرماد البركاني على المحركات وعلى هيكل الطائرات وبناها وطلائها. وأصدر مركز الرقابة على الرماد البركاني الموجود في مدينة تولوز بيانا أكد فيه أن الانبعاثات الرمادية من البركان الثائر في آيسلندا «لن تؤثر على فرنسا» وحتى يوم أمس، كانت حالة من البلبلة تسود المطارات الفرنسية رغم معاودة الحركة حيث ما زالت مواعيد الإقلاع والهبوط غير محددة بدقة كما أن المسافرين الذين ينتظر بعضهم منذ خمسة أيام في قاعات المطار والفنادق القريبة يعانون في غالبيتهم من التوتر الحاد بسبب ظروف الانتظار. وما يزيد الوضع صعوبة استمرار إضراب السكك الحديدية. ورغم أن الإضراب جزئي، فإنه يزيد من متاعب المسافرين الذين انصبوا على شركات تأجير السيارات وعلى شركات الحافلات للنقل الدولي. وتتجه الأنظار مجددا نحو آيسلندا للتعرف على مسار الغيوم الرمادية التي ينفثها البركان الثائر والتي ستؤثر على حركة الطيران. وقال وزير الدولة لشؤون السياحة هنري نوفلي إن الحكومة لن تتردد في إقفال الفضاء الجوي الفرنسي إذا تبين وجود أي تهديدات لسلامة الطائرات والمسافرين.