كابل تطلق حملة تسجيل المرشحين للانتخابات التشريعية

مقتل نائب رئيس بلدية قندهار.. ومؤتمر دولي حول أفغانستان في يوليو المقبل

TT

بدأت حملة تسجيل آلاف المرشحين للانتخابات التشريعية المرتقبة في 18 سبتمبر (أيلول) في هذا البلد الذي تمزقه الحرب. وقال زكريا باركزائي، المسؤول في اللجنة الانتخابية المستقلة، للصحافيين: «اليوم هو الأول لتسجيل المرشحين للانتخابات التشريعية». وهذه الهيئة مكلفة الإشراف على عمليات الانتخاب، ويعيّن أعضاءها الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الذي أعيد انتخابه رئيسا في أغسطس (آب) 2009 إثر انتخابات شابتها أعمال تزوير لصالحه. وكان كرزاي عيّن إثر تعرضه لضغوط دولية وداخلية رئيسا جديدا للجنة الانتخابية الأسبوع الماضي، بعد استقالة الرئيس السابق القريب من الحكومة عزيز الله لودين ومساعده داود علي نجفي.

وصرح باركزائي: «أريد أن أطمئن الشعب الأفغاني إلى أن اللجنة الانتخابية ستعمل ليل نهار لتكون الانتخابات التشريعية حرة وعادلة». وشهدت الانتخابات التي جرت في 20 أغسطس وجاءت في غالبيتها لمصلحة كرزاي نسبة امتناع فاقت الـ61%، وإلغاء أكثر من ثلث الأصوات بسبب التزوير. ووجه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة انتقادات شديدة إلى الحكومة واللجنة الانتخابية بسبب عمليات التزوير، إلا أنهما اعترفا مع ذلك بإعادة انتخاب كرزاي في منصبه.

وتولى كرزاي السلطة بعد اجتياح دول التحالف بقيادة أميركية بلاده عام 2001 والإطاحة بنظام طالبان. وانتخب عام 2004 ثم انتخب مجددا عام 2009 بعد اقتراع شابته عمليات تزوير واسعة لمصلحته، ندد بها المجتمع الدولي. ووجه كرزاي انتقادات حادة قبل أسابيع إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبشكل غير مباشر إلى الولايات المتحدة، متهما إياها بالوقوف وراء عمليات التزوير في الانتخابات، وذلك على الرغم من تعرضه للانتقادات بسبب عدم معالجته للفساد المستشري في حكومته. إلا أن الأسرة الدولية وواشنطن خصوصا قامت بالتهدئة وأسكتت الانتقادات ضد كرزاي، الشريك الوحيد في معركتها ضد حركة طالبان. واعتبرت واشنطن كرزاي شريكا حيويا وسط سلسلة من الجهود العسكرية والمدنية الكبرى لإنهاء تمرد طالبان المستمر منذ نحو تسع سنوات. وضاعفت طالبان هجماتها في السنتين الأخيرتين على الرغم من انتشار 130 ألف جندي ضمن القوة الدولية المنتشرة في أفغانستان.

وكان باركزائي أعلن في مقابلة مطلع الأسبوع مع وكالة الصحافة الفرنسية أن الانتخابات البرلمانية الثانية التي تجري في البلاد منذ الإطاحة بنظام طالبان عام 2001 لن تكون حرة ونزيهة بالكامل، لا سيما بسبب أعمال العنف التي تقوم بها حركة طالبان. وكانت طالبان قاطعت الانتخابات الرئاسية وشنت عدة هجمات في كافة أنحاء البلاد لعرقلة عمليات الاقتراع، وقتل عشرات الأشخاص، بينهم موظفون في اللجان الانتخابية، في تلك الهجمات.

وإذا سارت الأمور كما يجب فإن انتخابات سبتمبر التي كانت مقررة أساسا في مايو (أيار) ستكون ثاني اقتراع تشريعي منذ الإطاحة بنظام طالبان. وكانت أول انتخابات جرت في 2005 وهيمن عليها زعماء الحرب وقادة المقاومة المناهضة للسوفيات في الثمانينات من القرن الماضي.

وقال المتحدث باسم اللجنة الانتخابية المستقلة نور أحمد نور لوكالة الصحافة الفرنسية إن عشرات الأشخاص سجلوا أسماءهم أمس، دون إعطاء تفاصيل إضافية.

إلى ذلك أعلنت السلطات الأفغانية أن نائب رئيس بلدية قندهار، كبرى مدن جنوب أفغانستان ومهد حركة طالبان، قتل الاثنين برصاص من سلاح أوتوماتيكي في أحد المساجد. وكان القتيل عزيز الله يارمال يؤدي الصلاة مساء أول من أمس في مسجد الحي الذي يقيم فيه. وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية قال زلماي أيوبي، المتحدث باسم حاكم قندهار، إن «مسلحين دخلوا المسجد وأطلقوا على رأسه رشقا من بندقية رشاشة بينما كان يسجد». وأكدت وزارة الداخلية في كابل أن «إرهابيا قتله بسلاح أوتوماتيكي لدى خروجه من المسجد». وتستخدم السلطات تعبير «إرهابيون» للإشارة إلى متمردي طالبان والمجموعات الأخرى المنضمة إليها. وأضاف أيوبي أن المهاجمين لاذوا بالفرار بعدما أفرغ أحدهم ممشط بندقيته الكلاشنيكوف في رأس نائب رئيس البلدية.

وتعتبر قندهار عاصمة الولاية، التي تحمل الاسم نفسه، من معاقل التمرد الذي تشنه حركة طالبان ضد الحكومة الأفغانية وحلفائها الدوليين الذين أطاحوا بنظام طالبان نهاية 2001. وينفذ مقاتلو طالبان بانتظام اعتداءات معظمها انتحارية، وقد شهدت قندهار سلسلة من الانفجارات المنسقة أسفرت عن سقوط 35 قتيلا، بينهم 13 شرطيا، وجرح 60 في مارس (آذار). ويعتبر معدو الاستراتيجية العسكرية الأميركية والحلف الأطلسي ولاية قندهار منطقة أساسية في المعركة، ويعتزمون أن يشنوا عليها هجوما واسعا الشهر المقبل.

وقال ريتشارد هولبروك، المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان، أول من أمس من واشنطن، إن مؤتمرا دوليا حول أفغانستان سيعقد في العشرين من يوليو (تموز) المقبل في كابل. ومن المقرر عقد الاجتماع لمتابعة ما تم بعد الاجتماع السابق الذي عقد في يناير (كانون الثاني) الماضي في لندن لحشد التأييد خلف الحكومة الأفغانية التي تقاتل حركة طالبان المتمردة. وقال هولبروك إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تخطط لحضور اجتماع يوليو. ووصف المبعوث الأميركي الاجتماع المزمع بأنه «خطوة مهمة.. دون شك». وقال: «سيكون تأكيدا للدعم الدولي للحكومة (الأفغانية)».

ومن المقرر أن يزور الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الولايات المتحدة خلال الفترة من 10 - 14 مايو المقبل، ويلتقي خلالها نظيره الأميركي باراك أوباما. وتهدف اللقاءات المخطط لعقدها إلى تعزيز العلاقات الأميركية الأفغانية، بعد التوترات التي شابت علاقة كرزاي بإدارة أوباما خلال الأشهر الماضية.