السيدة الأولى في المكسيك تحب ممارسة نشاطها العام بعيدا عن الأضواء

زافالا ترعرعت في أسرة محاميين وعملت برلمانية وتركز على محاربة الإدمان ومساعدة المهاجرين

TT

عندما قيل لمارغريتا زافالا، زوجة الرئيس المكسيكي، إن الصحف نشرت صورا لها في صفحاتها الأولى تظهرها وهي تقدم العزاء في اثنين من طلبة الجامعة قتلا خلال أعمال عنف مرتبطة بالمخدرات، عبست قليلا. وخلال الأشهر القليلة الماضية كان لهذه السيدة الأولى دور في مواساة عائلات الضحايا في الوقت الذي يزداد فيه عدد الأبرياء الذين يموتون بسبب حرب المخدرات الدائرة داخل المكسيك. ولكن، لم تكن قد خططت لأن تكون هذه الإشارات التي تعبر من خلالها عن تضامنها علنية؛ إذ إنها تقوم بزيارات غير معلن عنها وتجري اتصالات هاتفية. وقالت خلال مقابلة أجريت معها داخل غرفة دراستها: «لا أحب القيام بذلك بصورة علنية، لأنه أمر شخصي للغاية، وأعتقد أنه مهم لأي شخص وللأم تحديدا أن تشعر أنها ليست وحيدة».

ظهرت زافالا بصورة علنية أكبر خلال الأسبوع الماضي عندما استضافت ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأميركي، التي قامت بزيارة عاجلة إلى المكسيك في زياراتها الخارجية الأولى التي تقوم بها بمفردها. وخلال كلمة لها أمام طلاب جامعيين وطلاب ثانويات، خرجت ميشيل أوباما مرة واحدة عن النص المعد للثناء على زافالا. وقالت ميشيل عن مضيفتها: «إنها ذكية وحازمة وعطوفة». وفي ما بعد، قالت ميشيل للصحافيين إن زافالا قدمت لها عرضا مفصلا خلال جلسة نقاش عقدتاها في الصباح الباكر عن محاربة إدمان المخدرات. وقبل أن تصبح السيدة الأولى في المكسيك قبل ثلاثة أعوام، عملت زافالا، 42 عاما، محامية ثم أصبحت بعد ذلك عضوا في الكونغرس المكسيكي. ودرست زافالا، الذي كان والداها محاميين، في مدرسة كاثوليكية وبعد ذلك في إحدى كليات القانون البارزة داخل البلاد، وترعرعت داخل حزب العمل الوطني المحافظ حيث التقت مع زوجها فيليب كالديرون. ولكن، عندما أصبح رئيسا قبل ثلاثة أعوام، تحلت بالهدوء في ممارستها لدورها الجديد. ويرجع ذلك بصورة جزئية إلى أن لديها ثلاثة أطفال، أصغرهم في السابعة من عمره، وتريد أن تجعل الحياة بالنسبة لهم طبيعية بأقصى ما تستطيع. ولا زالت تدرِّس القانون لطلاب الصف الأخير في المدرسة العليا، التي يدرس فيها الأطفال وكانت هي نفسها درست فيها. وقالت إن عليها أن توضح لهم ما يعني «أن يكون والدهم في إعارة للبلاد لمدة ستة أعوام».

ولكن، كانت واعية أن السيدة الأولى قبلها، كانت لها طموحات رئاسية وصاحبة شخصية استقطابية. وقد كانت التوترات السياسية كبيرة بعد أن فاز كالديرون في الانتخابات عام 2006 التي قسمت البلاد، ولم تكن زافالا تريد أن تحدث أي خلاف، حسب ما تقوله سارة سفتشوفيتش، الأستاذة في جامعة المكسيك الوطنية المستقلة التي تكتب عن السيدات الأوَل في المكسيك. وفي حين كانت تعمل من أجل تعزيز مكانة المرأة داخل حزبها، وتناصر حقوق المرأة في العمل، لم تغيرها فكرة نسوية تقليدية، حيث تعارض الإجهاض. وكان التصريح السياسي الوحيد لها منذ أن تولى كالديرون منصب الرئيس هو إدانة قانون الإجهاض في العاصمة مكسيكو.

وبعيدا عن هذا الموقف، عملت زافالا على دعم المؤسسات التي تحارب إدمان المخدرات، والمؤسسات الأخرى التي ترعى الأطفال المهاجرين الذين عادوا وحدهم من الولايات المتحدة. وحتى منتقدو سياسات كالديرون يثنون على الدفء الذي تتحلى به زافالا وعلى عقلها المتفتح. وعندما كانت مشرِّعة «كانت حساسة وكانت تحب الاستماع إلى آراء النساء الأخريات»، حسب ما تقول غودالوب لوازا، وهي معلقة اجتماعية قابلت زافالا. وتبين من استطلاع نشرت نتائجه صحيفة «إكسلسيور» مؤخرا، أن زافالا هي السياسية الأكثر شعبية داخل حزبها، قبل زوجها ومجلس وزرائه والقيادات داخل الكونغرس. ومن غير الواضح ما إذا كان لزافالا دور في إقناع زوجها بالتركيز بقدر أكبر على الأسباب الاجتماعية للعنف داخل المكسيك، ولكنها كانت إلى جانبه حين كان يبدأ تغيير بعض التصريحات القتالية التي ميزت الأعوام الأول من المعركة التي شنها ضد عصابات المخدرات. وعندما اجتمعت أم لطالبين في الثانوية قتلا في حفلة بمدينة سيوداد خواريز الحدودية مع كالديرون في فبراير (شباط) الماضي، كانت زافالا هناك أيضا. وكانت تنصت بينما كانت المرأة المكلومة تتحدث. وقامت بزيارة المنطقة التي وقعت فيها أحداث القتل، حسب ما قاله سكان محليون، وأتبعت ذلك بدعوات للتأكد من أن الضحايا وعائلاتهم يحصلون على المساعدة النفسية والطبية. وتقول سفتشوفيتش: «تستشعر هذه اللحظة المرعبة في حرب المخدرات، وتأتي مواساة للناس من أعمق أعماقها». وعندما سئلت عن ما إذا كانت لديها طموحات سياسية بعد انتهاء ولاية زوجها الرئاسية في عام 2012، قالت إنها تتعهد بالعمل من أجل محاربة إدمان المخدرات. وأضافت: «دائما ما أفكر في العمل السياسي بمعناه الواسع، بمعنى تعزيز الأوضاع المعيشية. ولا يعتمد ذلك على المنصب الذي يشغله المرء».

* خدمة «نيويورك تايمز»