نشاط عسكري واستخباراتي غير مسبوق في الساحل الأفريقي لمحاربة تنظيم القاعدة

«هيئة أركان» عسكرية بالجزائر.. وبرنامج تدريب أميركي ببوركينافاسو

TT

تشهد منطقة الساحل الأفريقي نشاطا عسكريا واستخباراتيا لافتا، ميزه اجتماع مهم لقادة أركان أربع دول بالمنطقة تحت إشراف الجزائر، أفضى إلى استحداث «هيئة أركان مشتركة»، وذلك بموازاة مع انطلاق برنامج تدريب عسكري أميركي لفائدة دول المنطقة يهدف إلى محاربة «القاعدة»، وقطع الشريان الذي يربطها بتجار المخدرات وعصابات تهريب السلاح.

وأطلق مسؤولون بقيادات أركان جيوش الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر، أمس، «هيئة أركان مشتركة» مختصة في تنسيق وتنظيم عمليات عسكرية مركزة ضد تنظيم القاعدة. وجاء ذلك في ختام أشغال اجتماع دام يومين، وجرى في منطقة عسكرية بتمنراست، التي تقع بأقصى جنوب الجزائر.

ويعتبر المشروع باكورة لقاء عالي المستوى جمع رؤساء أركان جيوش البلدان الأربعة بتمنراست في أغسطس (آب) الماضي، ويندرج في إطار سلسلة لقاءات على مستوى وزراء خارجية بلدان الساحل، وقادة أجهزة المخابرات فيها.

وقالت مصادر مهتمة بالموضوع لـ«الشرق الأوسط»، إن هيئة الأركان ستكون النقطة التي تنطلق منها وحدات عسكرية صغيرة، تتكون كل واحدة منها من 25 عسكريا على الأكثر مدربين وفق تقنيات عالية متخصصة في حرب العصابات.

وستكون هذه الوحدات مكلفة تعقب آثار الجماعات السلفية المسلحة، وتتدخل أثناء حدوث أي طارئ، كأن يتم خطف رعايا أجانب أو تتعرض دوريات عسكرية لهجوم من طرف عناصر «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، كما حدث عدة مرات في موريتانيا والنيجر ومالي.

وتملك هذه الوحدات، حسب المصادر ذاتها، صلاحية التوغل داخل أراضي أي بلد من الساحل إذا كان الأمر يتعلق بمطاردة المسلحين أو تجار المخدرات أو الجماعات المتمردة، التي تمارس المعارضة بواسطة السلاح، والتي يرجح بأن صلات تربطها مع «القاعدة».

وفي سياق ذي صلة، كشفت صحف مالية صادرة أمس عن بدء تنفيذ برنامج تدريب عسكري أميركي ببوركينافاسو، لفائدة جيوش بلدان يقع أغلبها غرب أفريقيا، وهي السنغال وموريتانيا ومالي ونيجيريا وبوركينافاسو. ويسمى البرنامج «فلنتلوك 2010» وتدوم التدريبات من 21 أبريل (نيسان) الحالي إلى 25 من الشهر المقبل.

ونقلت الصحافة عن مسؤول الإعلام بـ«القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا» قوله أثناء حديث هاتفي جرى مع صحافيين ماليين بمقر السفارة الأميركية بباماكو، إن الهدف من التدريبات هو «تطوير علاقة القوات العسكرية وإتاحة الفرصة لمختلف الدول (من المنطقة وخارجها) لتبادل الأفكار لمحاربة الإرهاب، وتجارة المخدرات وتهريب السلاح والمتاجرة بالبشر بالمنطقة».

وتهدف التدريبات أيضا، حسب نفس المسؤول، إلى «مساعدة جيوش المنطقة على إحداث ديناميكية في العمليات العسكرية»، التي يرتقب إطلاقها، والتي وصفها بـ«أساس الأمن والاستقرار بالمنطقة»، مشيرا إلى أن «الأمر يتعلق بمنح الإمكانية لمصالح الأمن المحلية لفرض الأمن بالمنطقة». وفي إطار التحضير للعمليات تحت إشراف الولايات المتحدة أعلن في بوركينافاسو الأسبوع الماضي عن إنشاء «مركز تنسيق متعدد الجنسيات» بواغادوغو. وهو عبارة عن مكتب للاستعلامات تتجمع فيه المعطيات المتعلقة بالإرهاب وجماعات التهريب، ومنه يتم توزيعها على الأجهزة والبلدان المهتمة بالشؤون الأمنية بالمنطقة. ويعتقد متتبعون بأن «المركز» يشبه في عمله «المركز الأفريقي للبحوث والدراسات حول الإرهاب» الموجود مقره بالجزائر التابع لـ«الاتحاد الأفريقي».