إيران تتراجع عن تحديد المواقع النووية وتبدأ حملة خارجية ضد العقوبات

خامنئي يهاجم واشنطن.. والحرس الثوري يعلن مناورات بالصواريخ في الخليج ومضيق هرمز

خامنئي لدى خطابه لممرضات إيرانيات في طهران أمس (رويترز)
TT

تراجعت طهران، أمس، عن تصريحات سابقة اعتبرت تحديا للجهود الدولية الخاصة بملفها النووي. وأعلنت أنها لم تحدد بعد المواقع الجديدة لتخصيب اليورانيوم. في الوقت ذاته نفت أنها تريد إنتاج صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على إصابة الولايات المتحدة، وذلك ردا على تقرير للبنتاغون أول من أمس يحذر من أن صواريخها يمكن أن تصيب الولايات المتحدة بحلول عام 2015.

في الوقت ذاته، قررت إيران إطلاق حملة دبلوماسية قوية واسعة النطاق ترمي لإقناع أكبر عدد ممكن من الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بمعارضة فرض عقوبات أشد عليها بسبب برنامجها النووي.

وأعلن رئيس البرنامج النووي الإيراني أمس أن الرئيس محمود أحمدي نجاد لم يوافق بعد على المواقع الجديدة لتخصيب اليورانيوم، نافيا بذلك تصريحات بهذا المعنى أدلى بها مستشار للرئيس الإيراني.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الطلابية عن رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي قوله «إن مكان المواقع الجديدة لم يحدد بعد. بعد موافقة الرئيس سيتخذ قرار» بدء الأعمال.

وكان مجتبى سماره هاشمي المستشار الخاص للرئيس الإيراني، أعلن يوم الاثنين الماضي أن الرئيس وافق على عدة مواقع لإقامة مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم رغم التهديدات بفرض عقوبات جديدة على طهران.

وشككت واشنطن وقتها في هذه التصريحات معتبرة أنها لا تتماشى مع واقع برنامج إيران النووي.

من جهة أخرى، نفى وزير الدفاع الإيراني الجنرال احمد وحيدي أمس، أن تكون إيران تريد إنتاج صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على إصابة الولايات المتحدة، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية.

وقال وحيدي «لا نملك مثل هذا البرنامج. هذا جزء من الحرب النفسية التي يطلقها الأعداء».

وكان وحيدي يرد على سؤال حول تقرير لوزارة الدفاع الأميركية مفاده أن إيران قد تتمكن من تطوير صاروخ بعيد المدى قادر على بلوغ الولايات المتحدة في 2015.

وردا على سؤال حول جلسة الاستماع البرلمانية بشأن قدرة إيران مستقبلا على إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات على الولايات المتحدة، قال معاون وزير الدفاع الأميركي جيمس ميلر «قد يحصل ذلك على الأرجح اعتبارا من 2015». وأضاف «سيستلزم ذلك مساعدة أجنبية».

وفي تطور آخر، ندد المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي أمس بالتهديدات النووية الأميركية ضد إيران، بينما أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه سيجري مناورات حربية في الخليج وفقا لـ«رويترز».

وقال خامنئي إن إيران ترفض فكرة «هيمنة» الولايات المتحدة على البلاد كما نقلت عنه وكالة أنباء «فارس».

وقال خامنئي «لا أحد يجرؤ على تهديد البشرية بهذه الطريقة. لن نسمح للولايات المتحدة بأن تفرض مجددا هيمنتها على البلاد مع مثل هذه التهديدات».

وأضاف خامنئي أن «التهديدات النووية التي أطلقها الرئيس الأميركي نقطة سوداء بالنسبة للحكومة» الأميركية و«نقطة عار في تاريخ الولايات المتحدة».

وفي إطار عقيدتها النووية الجديدة لم تستبعد واشنطن استخدام أسلحة ذرية ضد إيران وكوريا الشمالية في حال حصول نزاع مسلح.

وأضاف «ما كان مخبأ وراء يد الصداقة التي مدتها الولايات المتحدة أصبح واضحا. تحول الثعلب إلى ذئب. كانوا يقولون حتى الآن إنهم يمدون لنا يد الصداقة.. اليوم يظهرون طبيعتهم الدموية والمهيمنة».

وأضاف خامنئي أن «سياستنا النووية بسيطة، نحن ضد استخدام أسلحة الدمار الشامل. مثل هذه التهديدات لن تفضي إلى نتيجة وسنجعل الأعداء يركعون».

وحول المناورات العسكرية، أعلن مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني أمس أنه ستبدأ اليوم مناورات عسكرية لثلاثة أيام يختبر خلالها مجموعة من الصواريخ المحلية الصنع إضافة إلى أسلحة أخرى.

وقال الجنرال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري، لتلفزيون «العالم» الرسمي الناطق بالعربية، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، إن المناورات ستشارك فيها وحدات برية وبحرية وجوية من الحرس الثوري، وهي تهدف إلى «الحفاظ على أمن الخليج الفارسي ومضيق هرمز وخليج عمان».

وأضاف أنه خلال هذه المناورات «سيجري استخدام صواريخ إيرانية وأسلحة أخرى لاختبار القدرة الدفاعية الإيرانية».

على الصعيد الدبلوماسي، قال منوشهر متقي، وزير الخارجية الإيراني، إن بلاده سترسل «خلال الأيام الـ10 القادمة، وفودا ستجوب عواصم روسيا والصين ولبنان وأوغندا، لعقد محادثات هناك. وسنزور دولا أخرى في المستقبل القريب»، مشيرا إلى أن «قضايا نووية» ستكون على أجندة هذه الزيارات.

وتخطط إيران أيضا لمحاولة حشد التأييد لموقفها خلال المؤتمر الدولي لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي. من وجهة النظر الإيرانية، يشكل هذا المؤتمر، المقرر انعقاده في مايو (أيار) في نيويورك، لحظة مواجهة بين القوى النووية والدول النامية.

ويتمثل الموقف الإيراني الرسمي في أن عقوبات الأمم المتحدة غير فاعلة. بيد أنه على الصعيد غير الرسمي، سيجري الترحيب بأي قرار بالتصويت ضد العقوبات الجديدة باعتباره نصرا دبلوماسيا عظيما.

وصرح كاظم جلالي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية التابعة للبرلمان الإيراني، بأن «المجموعات التي نرسلها إلى الخارج ستركز على قضايا التطبيق الصحيح لمعاهدة حظر الانتشار النووي ونزع التسليح ومقايضة الوقود. من الطبيعي أن الشرح الذي سنعرضه خلال هذه الزيارات سيترك أثرا إيجابيا في مواجهة جهود الولايات المتحدة الرامية لفرض عقوبات جديدة ضدنا».

وحسب «واشنطن بوست»، تبدو الجهود الدبلوماسية الإيرانية موجهة بصورة خاصة باتجاه دول نامية مثل البرازيل ونيجيريا وتركيا، التي تحظى بعضوية مجلس الأمن حاليا. كما تعمل إيران على تشجيع لبنان، عضو مجلس الأمن، الذي تضم حكومته أعضاء من حزب الله المدعوم من طهران وأوغندا، على التصويت ضد فرض عقوبات جديدة ضدها أو الامتناع عن التصويت.

وكجزء من الحملة، سيبدأ الرئيس محمود أحمدي، الجمعة، زيارة رسمية على مدار يومين إلى أوغندا، حيث من المتوقع أن يتعهد بالمعاونة في بناء معمل لتكرير النفط هناك.