باراك يقترح مبادرة سلام ويحذر من خطورة تأزم العلاقات مع واشنطن

ليبرمان: القدس ستبقى موحدة تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد

TT

في الوقت الذي أطلق فيه وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، تصريحات استفزازية جديدة تعمق الصراع مع الفلسطينيين والخلاف مع واشنطن، اقترح زميله نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، إيهود باراك، أن تخرج حكومته من مأزقها مع الإدارة الأميركية بطرح مبادرة سلام إسرائيلية تتضمن «حلولا ابداعية» للقضايا الجوهرية لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وحذر باراك، في حديث إذاعي أمس، من أخطار أزمة في العلاقات مع الإدارة الأميركية وقال إن أزمة كهذه تلحق ضررا كبيرا بالمصالح الإسرائيلية. وأضاف أن على الحكومة أن تخرج من هذا المأزق بتغيير جذري في العلاقات لما هو أفضل.

يذكر في هذا السياق أن وزراء «العمل» في الحكومة منهم بنيامين بن أليعازر وإسحاق هرتزوغ وافيشاي بريفمان، اجتمعوا يوم الأحد الماضي وأبلغوا باراك بأنهم يفكرون في الانسحاب من الحكومة إذا لم تتخذ خطوات مهمة لدفع عملية السلام. ومن الأفكار التي طرحت أيضا في الاجتماع العمل على إقناع حزب «كديما» المعارض بقيادة تسيبي ليفني بالانضمام إلى الحكومة مقابل التخلص من الأحزاب اليمينية المتطرفة.

وكان ليبرمان قد أطلق تصريحاته الاستفزازية أمام السفراء الأجانب، الذين حضروا إلى مقر رؤساء إسرائيل لتهنئة الرئيس شيمعون بيريس بالذكرى الثانية والستين لتأسيس إسرائيل، فقال إن محاولة الإدارة الأميركية فرض تسوية على أطراف الصراع في الشرق الأوسط لن تحقق السلام، بل ستعمق الصراع. وتابع القول إن القدس بكل أطرافها، شرقها وغربها وشمالها وجنوبها، تقع تحت السيادة الإسرائيلية وستظل كذلك إلى الأبد ولن تقسم بشكل مباشر أو غير مباشر، مستدركا بالقول إن موقفه هذا لن يعرقل مسيرة السلام «إذا وجد في الطرف الآخر شريك لعملية السلام»، وادعى أن المشكلة اليوم تكمن في أنه لا يوجد شريك كهذا لدى الفلسطينيين. وقال إن الشرط لتحقيق السلام هو التقدم فيه بشكل تدريجي، حتى يسود الاستقرار تماما في المنطقة وتشعر إسرائيل بالأمن الكامل وتبدأ السلطة الفلسطينية الازدهار الاقتصادي.

من جهة ثانية، أعرب مصدر سياسي مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن سعادته بتصريحات رام عمانوئيل، رئيس طاقم موظفي البيت الأبيض، التي قال فيها إن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة ثابتة إلى الأبد وإن الرئيس أوباما يكن التقدير والاحترام لنتنياهو وإنه للدلالة على ذلك «أمضى معه ساعات طويلة منذ انتخابه رئيسا، أكثر من أي زعيم آخر في العالم». لكن المصدر نفسه أبدى انزعاجه من مضمون المقال الذي نشر في «نيويورك تايمز»، أمس، ضد السياسة الإسرائيلية، بقلم مارتن إنديك، السفير الأميركي الأسبق لدى إسرائيل، الذي يشغل اليوم منصب نائب رئيس معهد «بروكينغز» للبحوث ومستشار خاص للمبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل. ونقلت صحيفة «هآرتس»، أمس، غضب مسؤولين في البيت الأبيض على نتنياهو بسبب قيام مقربين له بنشر إعلانات في الصحف الأميركية ضد أوباما في موضوع القدس، وقالت إن هؤلاء المسؤولين قالوا إن تصرف نتنياهو هذا غير حكيم.

يذكر أن إسرائيل لم تعط إجاباتها على المطالب الأميركية بعد، التي تضعها واشنطن شروطا لاستئناف المفاوضات بينها وبين الفلسطينيين. وعلى الرغم من التصريحات الأميركية الحميمية عن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، فإن مماطلة إسرائيل في إعطاء هذه الأجوبة، يثير مرارة في الولايات المتحدة، وهي تجد التعبير عن هذه المرارة بواسطة كثير من الرسائل غير المباشرة، مثل مقال إنديك وغيره. وترد إسرائيل على هذه المرارة برسائل رفضية مباشرة، كما فعل ليبرمان، وغير مباشرة، كما يفعل نتنياهو.