النجف: إصابات سرطانية في معهد كانت تتخذه القوات الأميركية مقرا

الطلبة يخشون إصابتهم بالمرض قبل إكمال دراستهم

طلبة يحضرون ندوة حول مرض السرطان في المعهد الفني بالنجف («الشرق الأوسط»)
TT

يبدو أن مدينة النجف لم تنته بعد من قصة طويلة ومحزنة مع الأمراض السرطانية التي بدأت تغزو بعض مناطقها وأحيائها الفقيرة مشكّلة بؤرا سرطانية خبيثة حصدت أراوح الكثيرين. واليوم بدأت المخاوف تنتشر بين طلبة المعهد الفني في المدينة، الذي اتخذته القوات الأميركية مقرا بعد عام 2003. وظهرت في هذا المعهد 13 إصابة سرطانية إلى الآن.

وقالت شيماء شهيد، طالبة في المعهد الفني كانت تتحدث معنا وملامح الخوف مرسومة على وجهها لـ «الشرق الأوسط»، إن «التخوف بين الطلبة من إصابتهم بالأمراض السرطانية أصبح الحديث الذي لا يفارق تجمعاتهم». وأضافت «أبلغت عائلتي بأن موقع المعهد الفني ظهرت فيه حالات سرطانية وقد شجعوني على عدم ترك الدراسة والاستمرار فيها»، مؤكدة «أتمنى أن يمر هذا العام الدراسي بسرعة حتى أكمل دراستي بسلام».

أما الطالبة دعاء حسين علي، فقالت إن «عائلتها أبلغتها بأن تترك الدراسة لحين تشخيص أسباب انتشار الأمراض السرطانية في المعهد». وأضافت «نطالب جميع الجهات المختصة بأن يجدوا حلولا لانتشار السرطان في موقع المعهد».

بدورها، قالت ميناء النجفي، الأستاذة في المعهد، إن «الحالة المالية الصعبة هي التي أجبرتنا على أن نسكن في المعهد ولولا ذلك لسكنا خارجه». وتضيف أن «هناك تخوفا كبيرا لدى الساكنين في المعهد، حيث توجد مراقبة شديدة على الأطفال والحرص على أن لا يخرجوا بعيدا عن المنزل والاقتراب من الأماكن التي كانت القوات الأميركية تتخذها مقرا لها في المعهد».

الدكتور عبد الكاظم الياسري عميد المعهد الفني قال إن «ظهور 13 حالة إصابة بالأمراض السرطانية في المعهد يثير المخاوف، خصوصا أن عدد الساكنين في المعهد 500 شخص»، مضيفا «زارت المعهد عدة لجان من بيئة النجف والعاصمة بغداد وتفيد التقارير العلمية بخلو المعهد من الإشعاعات»، مشيرا إلى أن «هناك مخاوف بسبب وجود القوات الأميركية في المعهد لمدة تجاوزت 5 سنوات وقيامهم بتفجير الأسلحة بالقرب من المبنى». وطالب الياسري وزارة الصحة بافتتاح مركز صحي في المعهد لمعالجة هذه الحالات.

إلى ذلك، أكدت الدكتورة صباح رزاق، مديرة السيطرة على الأمراض السرطانية، أن «المخاوف التي تولدت لدى الطلبة بدأت تخف كثيرا من خلال عقد الندوات في المعهد لإيضاح الصورة لهم». وعن أسباب الإصابة بالسرطان، أكدت أن «الأسباب متعددة منها التلوث الإشعاعي»، مشيرة إلى أن «العراق يعتبر من البلدان المظلومة بكثرة الحروب، إضافة إلى الحصار الذي شهده في تسعينات القرن الماضي.. كل ذلك أثر على ظهور حالات سرطانية».