فرنسا: حركة شبه طبيعية في المطارات و48 ساعة لإعادة العالقين في الخارج

كوشنير ينتقد غياب التنسيق بين الدول الأوروبية خلال الأزمة

مضيفتان في مطار إنشيون في سيول توجهان الركاب إلى مقاعدهم على متن طائرة متجهة إلى باريس أمس (رويترز)
TT

استعادت حركة الطيران من وإلى فرنسا نشاطها المعتاد أمس بعد أن تم تشغيل كافة المطارات الفرنسية شمالا وجنوبا، وتبين أن سحب الرماد البركاني الجديدة لا تمثل تهديدا لحركة الطيران شرط أن لا يتعدى تحليق الطائرات ارتفاع 20 ألف قدم. وبفضل «الممرات الجوية» التي أقامتها سلطات الطيران الفرنسي أول من أمس وتراجع كثافة السحب البركانية وما تحمله من جزيئات صلبة أو سريعة التصلب، استطاعت شركة «إير فرانس - ك إل إم الفرنسية - الهولندية» إعادة تسيير 100 في المائة من رحلاتها البعيدة (خارج دول الاتحاد الأوروبي) ونحو 90 في المائة من الرحلات المتوسطة والقصيرة الداخلية، بعد تشغيل كافة المطارات الفرنسية أينما كان موقعها الجغرافي. وقالت الإدارة العامة للطيران المدني إن كل المطارات الفرنسية قد فتحت وإن كل الرحلات البعيدة مؤمنة وكذلك غالبية الرحلات المتوسطة والقريبة.

وفي سياق الأخبار السارة، انتهى إضراب عمال السكك الحديد الذي أعلن قبل عشرة أيام وعادت الحركة إلى طبيعتها على غالبية الشبكة الفرنسية، وهو ما من شأنه تسريع العودة إلى النشاط العادي لقطارات الركاب والشحن في كل المناطق الفرنسية.

وأفادت «إير فرانس» أنها نجحت في إعادة 40 ألف مسافر (فرنسي وغير فرنسي) إلى الأراضي الفرنسية منذ عودة حركة الطيران. وما يصح على الشركة الفرنسية يصح على الشركات العالمية التي تستخدم مطار «رواسي - شارل ديغول» وهو المطار الأول في فرنسا، حيث استطاعت هي الأخرى تسيير رحلاتها بعيدة المدى بالكامل باستثناء الرحلات المتجهة إلى شمال أوروبا والتي تنتظر فتح المجال الجوي في تلك البلدان.

واستعاد مطار أورلي (جنوب باريس) نشاطه الطبيعي. وقال مسؤول في مطار نيس (الشاطئ اللازوردي)، وهو أكبر مطارات المناطق، إن يوم أمس كان «شبه عادي». وبسبب التحسن الملحوظ، هبطت الطائرات الفرنسية العائدة من منطقة الشرق الأوسط، وهبطت طائرات تلك البلدان التي غابت عن الأجواء الفرنسية طيلة ستة أيام.

وأعلن وزير الخارجية برنار كوشنير أن مهلة 48 ساعة إلى 72 ساعة ستكون ضرورية لإعادة كافة الفرنسيين العالقين في الخارج. وكانت وزارة الخارجية أعلنت الثلاثاء أن عدد هؤلاء يصل إلى 75 ألف شخص. ويتوزع الفرنسيون، وفق كوشنير، كالتالي: 28 ألفا في بلدان المغرب والشرق الأوسط، و14 ألفا في أوروبا، و14 ألفا في أميركا، ونحو 9 آلاف في آسيا وأخيرا 4.3 فرنسي في أفريقيا. ويضاف إلى هؤلاء ما بين 10 إلى 15 ألف فرنسي لا تتوافر إحصائيات دقيقة بشأنهم.

وانتقد الوزير الفرنسي، الذي كان يتحدث أمس إلى إذاعة «فرانس إنفو»، تعاطي البلدان الأوروبية مع الحالة الطارئة المتمثلة بانبعاث السحب البركانية وغياب التنسيق الفعال فيما بينها. وترى باريس أن حالة الفوضى التي سادت الأجواء الأوروبية وحركة النقل الجوي أبرزت الحاجة إلى وجود هيئة أوروبية موحدة يعود إليها أمر الإشراف على الفضاء الأوروبي.

ومع انحسار مشاكل الطيران وتسريع عودة الفرنسيين العالقين التي جعلتها الحكومة الفرنسية أولى أولوياتها، أخذ المسؤولون بتقييم الخسائر ومعالجة المشاكل «العملية» المترتبة عليها. وأعلن وزير السياحة هنري نوفلي أن خسائر شركات الطيران الفرنسية ومكاتب السفر تقدر «حتى اليوم» بـ 200 مليون يورو منها 150 مليونا لشركات الطيران التي يضاف إليها الخسائر الناجمة عن إلغاء الحجوزات واستحالة وصول السياح والزائرين وما أصاب الدورة الاقتصادية بكاملها. ولا تتوافر حتى الآن تقديرات شاملة لحجم الخسائر التي سببتها السحب البركانية للاقتصاد الفرنسي.