هولندا: رصد الشبكات الإرهابية في الخارج قبل وصولها

متابعة معسكرات تدريب الجهاديين.. ومواجهة خطر البرامج البيولوجية والكيماوية في الخارج

TT

تعمل هولندا منذ فترة على زيادة نشاطها الاستخباراتي خارج البلاد، في محاولة للبحث والتقصي لتحديد مصادر الخطر الإرهابي، وإفشال أي مخطط لهم قبل الوصول إلى هولندا، هذا ما أكده خيرارد بومان رئيس جهاز الاستخبارات الأمنية الهولندي، أثناء عرضه لتقرير حول نشاط الجهاز الأمني الاستخباراتي لعام 2009، وقال إن التهديدات الإرهابية التي تواجهها هولندا من الخارج لا تزال كبيرة للغاية، وهذا يفسر اهتمام الجهاز الأمني الهولندي بالعمل خارج البلاد، مشيرا إلى أن المتشددين الإسلاميين في هولندا الذين يرتبطون بصلة أو علاقات مع الجماعات الإرهابية في الخارج يشكلون مصدرا آخر من مصادر الخطر الإرهابي الذي يهدد البلاد، فضلا عن الإسلاميين المتشددين الذي يعتقدون الجهاد ويقررون السفر إلى مناطق الصراعات، هؤلاء أيضا يشكلون خطرا على المصالح الهولندية. وحسب ما جاء في التقرير فإن العناصر التي تسافر لغرض الجهاد في مناطق مختلفة، ومنها العراق وأفغانستان وباكستان، يمكن أن تكون تلقت تعليمات وتدريبات هناك على المشاركة في عمليات إرهابية في هولندا، سواء في التنفيذ أو المساعدة على ذلك، ولا يقتصر الأمر على الأشخاص الذين سافروا من هولندا فقط، بل يمكن أن يشمل أيضا أشخاصا سافروا من دول أوروبية أخرى.

وفي تعليق لها على التقرير السنوي لعمل الجهاز الأمني قالت مصادر هولندية أمس إن الجهاز الأمني زاد من نشاطه في الخارج من خلال المزيد من عمليات التنصت في عدد من الدول، والقيام بعمليات سرية من قبل عملاء الجهاز الهولندي.. وعن العناصر التي تسافر لغرض الجهاد في الخارج يقول الجهاز الهولندي للأمن والمخابرات إنه يجب متابعة هؤلاء في مراحل مبكرة من نشاطهم، بمساعدة من السلطات المحلية في تلك البلدان، حيث ستؤدي المتابعة المبكرة إلى الكشف عن معسكرات تدريب الجهاديين تلك. وترى المخابرات الهولندية أن تحديد الأشخاص الذين يتابعون دورات تدريبية في تلك المعسكرات لا يكفي لوحده، بل إن الأهم هو معرفة ما إذا كانت شبكة إرهابية أجنبية ما تخطط لضرب أهداف هولندية، داخل هولندا أو خارجها. وقالت إذاعة هولندا العالمية إن السبب المباشر لأسلوب العمل الجديد هو العملية الفاشلة التي قام بها شخص نيجيري لتفجير طائرة كانت متوجهة من مطار سخيبول - أمستردام، إلى مطار ديترويت في الولايات المتحدة. السبب المهم الثاني الذي دفع لزيادة النشاط الخارجي للمخابرات الهولندية هو خطر البرامج النووية، والبيولوجية والكيماوية في بلدان مثل إيران وسورية وباكستان. وحسب جهاز الأمن والاستخبارات الهولندي فإنه من الضروري منع هذه البلدان من الحصول بطرق سرية على التكنولوجيا اللازمة لإنتاج أسلحة دمار شامل. إلى ذلك كشف تقرير المخابرات الهولندية عن تزايد محاولات السطو التي تقوم بها أجهزة استخباراتية أجنبية على معلومات هولندية حساسة من خلال رسائل إلكترونية حاملة للفيروسات، التي تمكن من اختراق أنظمة المعلومات. وقد تزايد هذا النوع من التجسس إلى درجة دفعت الجهاز إلى إرسال تحذيرات مباشرة إلى الوزارات والبلديات والمصالح العامة لاتخاذ المزيد من الاحتياطات. وتستخدم الاستخبارات الأجنبية غالبا رسائل إلكترونية تبدو عادية جدا، لكنها مرفقة بملفات تحمل في داخلها فيروسات. كذلك هناك محاولات لاختراق المواقع الإلكترونية الرسمية، وفلاشات الذاكرة الصغيرة، وأقراص السي دي والدي في دي.

وأورد الجهاز الهولندي للأمن والاستخبارات أسماء كل من روسيا وإيران والصين، بشكل خاص، بوصفها أكثر البلدان التي تمارس هذا النوع من التجسس ضد هولندا.