الرئيس القرغيزي المخلوع يتراجع عن استقالته ويدعو أنصاره «للصمود»

الحكومة المؤقتة تنتقد بيلاروسيا لاستقبالها باقييف وتطالب بتسلمه

TT

ما إن شعر الرئيس القرغيزي المخلوع قربان بك باقييف بقدر من الأمان في بيلاروسيا التي شمله رئيسها ألكسندر لوكاشينكو بحمايته حتى عاد عن استقالته التي سبق وتقدم بها مكتوبة، واعتبر أنه لا يزال الرئيس الشرعي لقرغيزستان. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عنه قوله خلال لقاء مع الصحافيين في مقر منظومة بلدان الكومنولث في مينسك إنه لم يتخل عن مسؤولياته تجاه شعبه، الذي أشار إلى أنه يعيش مأساة مريعة. ووصف ممثلي الحكومة المؤقتة القرغيزية بأنهم «عصابة من المدعين استولت بغير حق على السلطة متجاوزة لكل الحدود». وقال في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «إيتار تاس»: «إنني كرئيس للجمهورية وكضامن للدستور، أتحمل المسؤولية تجاه وقوع الكارثة وأتعهد بالعمل من أجل درئها. إنني لا أعترف باستقالتي».

وإذ أشار إلى أنه لا توجد أية قوة غير الموت يمكن أن تحول بينه وبين تحقيق أهدافه، توجه إلى المجتمع الدولي يطلب منه عدم الاعتراف بشرعية السلطة الجديدة التي وصفها بعصابة المجرمين. وتوجه إلى زعماء بلدان الكومنولث ورجال السياسة في هذه البلدان يناشدهم الحيلولة دون خلق مثل هذه السابقة. وقال إنه استند إلى دستور البلاد حين أعلن فرض حالة الطوارئ في عدد من مقاطعات الجمهورية، محذرا الشعب القرغيزي بأنه يضع نفسه في موقع المسؤولية بامتثاله لأوامر هذه العصابة على حد قوله، في حين هدد كل من يقوم بذلك بالوقوع تحت طائلة القانون. وناشد باقييف الشعب القرغيزي «مواصلة الصمود»، مؤكدا أن قرغيزستان ليست وحدها وأنها لن تكون مستعمرة لأحد، في إشارة غير مباشرة إلى ما يصفه البعض بتدخل روسيا في شؤونها الداخلية وهو ما سبق وحرصت موسكو على تفاديه. وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أعلن خلال لقائه مع نظيره الأوزبكي إسلام كريموف في الكرملين أن قرغيزستان تواجه مشكلة انهيار مؤسسات الدولة. في غضون ذلك، انتقدت الحكومة القرغيزية المؤقتة بيلاروسيا لاستقبالها الرئيس المخلوع. وقالت روزا أوتونباييفا رئيسة الحكومة الانتقالية مساء أول من أمس للصحافيين إن «شعب قرغيزستان لا يمكنه أن يؤيد استقبال بيلاروسيا لشخص كهذا لأنه مسؤول عن مقتل عدد كبير من الأشخاص». وأضافت: «كل الذين عانوا الأمرّين يرون أنه لا يمكن لهذا الشخص الشرير أن يلجأ إلى أي مكان في العالم. يجب تسليم هذا المجرم لبلادنا. وفي حال لم يحصل ذلك هناك شرطة الإنتربول». وتريد الحكومة الجديدة إحالة الرئيس المخلوع إلى القضاء إثر الانتفاضة الشعبية في بشكيك مطلع الشهر الحالي التي أوقعت 85 قتيلا وأطاحت بنظام باقييف.

وكان لافتا أن رئيس بيلاروسيا لوكاشينكو حرص على بسط حمايته على الرئيس القرغيزي المخلوع وأوفد جهاز حراسته إلى كازاخستان لمرافقته مع أفراد عائلته ليلة الاثنين الماضي في خطوة وصفها البعض بمحاولة تحدى موسكو التي اتهمها وكازاخستان والولايات المتحدة الأميركية بالوقوف وراء الانقلاب ضد باقييف. وأضاف لوكاشينكو في خطابه إلى الأمة أن بلاده تبدو مدعوة للصمود وعدم الانصياع لضغط وتسلط روسيا والقوى الأخرى على حد تعبيره، مؤكدا أن «بلاده سوف تبذل قصارى جهدها من أجل الحفاظ على سيادتها ولن تسمح باندلاع أية (ثورات ملونة) في أراضيها، وقد تجاوزت النقطة التي كان يمكن عندها تركيعها». غير أن لوكاشينكو سرعان ما عاد عن نبرة التحدي ليؤكد أن بلاده لا تريد المواجهة مع روسيا وأنها تلتزم بمثل هذا النهج طوال الخمس عشرة سنة الأخيرة وأن الأمر لم يتعد «التلاسن اللفظي» خلال الأشهر الستة الأخيرة بسبب الخلافات حول الرسوم الجمركية.

وسارعت موسكو إلى التعليق على مواقف لوكاشينكو مؤكدة عدم تغير مواقفها تجاه ما يجرى في قرغيزستان بغض النظر عن تصريحات رؤساء بعض الدول، على حد تعبير سيرغي بريخودكو مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية.