بعد ثمانية أيام من الحداد الوطني على مقتل الرئيس ليخ كاتشينسكي في حادث طائرة، دخلت بولندا سريعا الحملة الانتخابية الرئاسية التي انطلقت أمس بالإعلان رسميا عن موعد دورتها الأولى في 20 يونيو (حزيران) المقبل. وأعلن المكتب الإعلامي للبرلمان البولندي أمس في بيان أن «رئيس البرلمان برونيسلاف كوموروفسكي قرر إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية البولندية في 20 يونيو». وأظهر استطلاعان للرأي تقدم كوموروفسكي مرشح حزب البرنامج المدني الليبرالي الحاكم على منافسيه المحتملين بفارق كبير.
وتتجه كل الأنظار إلى الشقيق التوأم للرئيس الراحل ياروسلاف، 60 عاما، الذي تولى رئاسة الحكومة بين 2006 و2007 بالتزامن مع رئاسة ليخ كاتشينسكي. وسرت تكهنات كثيرة حول احتمال ترشحه، فيما يتخذ حزبه المحافظ (القانون والعدالة) قراره السبت المقبل في هذا الصدد. وقال ماكس كراكوفسكي، أمين سر مجلس الاستراتيجية السياسية لدى حزب القانون والعدالة، لوكالة الأنباء البولندية: «برأيي، ياروسلاف كاتشينسكي هو المرشح الطبيعي، لكن القرار في يديه». وياروسلاف كاتشينسكي الذي تراجعت شعبيته كثيرا في أثناء توليه رئاسة الحكومة، لم يدلِ بأي تصريح علني حول مستقبله السياسي منذ مقتل شقيقه والكثير من حلفائه السياسيين في حادث تحطم الطائرة في روسيا في 10 من الشهر الحالي. وأمام كافة المرشحين مهلة حتى 26 أبريل (نيسان) الحالي لإبلاغ اللجنة الانتخابية الوطنية بنيتهم في الترشح.
وقال المحلل السياسي ستانيسلاف موسيك لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنني مقتنع بأن ياروسلاف كاتشينسكي سيترشح للرئاسة. سيكون راغبا في متابعة النهج السياسي لشقيقه الراحل، وليس لدى حزب القانون والعدالة أي مرشح آخر مؤهل».
وبحسب الدستور البولندي فإن الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، في حال كانت هناك ضرورة لإجرائها، ستتم في 4 يوليو (تموز) المقبل، ويتولى رئيس البرلمان مهام رئيس الجمهورية بالوكالة منذ مقتل كاتشينسكي في 10 أبريل. وقتل كاتشينسكي مع زوجته و94 شخصا آخر، بينهم الكثير من كبار المسؤولين البولنديين لدى تحطم طائرتهم الرئاسية قرب سمولنسك في غرب روسيا.
وكانت الانتخابات الرئاسية مقررة أساسا في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وكان كوموروفسكي اختير مرشحا عن حزب البرنامج المدني الليبرالي الحاكم. وكان من المفترض لولا وقوع الكارثة أن يتنافس مع الرئيس ليخ كاتشينسكي، فيما كانت التوقعات ترجح فوزه. والمرشح المعلن للحزب الاجتماعي الديمقراطي (معارضة شيوعية سابقة) جيرزي سمادزينسكي، نائب رئيس البرلمان ووزير الدفاع السابق، قتل في الكارثة الجوية.
واختار كوموروفسكي تاريخ 20 يونيو بعدما تشاور مع الأحزاب، وكان الموعد الأبعد الممكن لإفساح المجال أمام الأحزاب التي خسرت مرشحيها لكي تعيد حشد قواها. وأظهرت استطلاعات الرأي التي نشرت أمس أن كوموروفسكي يعتبر المرشح الأوفر حظا. وذكرت صحيفة «ريزبوسوبوليتا» أن كوموروفسكي سينال 49% من الأصوات في الدورة الأولى مقابل 26% لياروسلاف كاتشينسكي. وأظهر استطلاع آخر أن كوموروفسكي سيفوز في الدورة الثانية بسهولة، ورجحت حصوله على 55% مقابل 32% لكاتشينسكي.