«إخوان» مصر يزورون حزب الوفد.. بحثا عن قواسم مشتركة

العريان: اللقاء بحث القواسم المشتركة بين الجانبين

TT

وفق المثل القائل «عدو الأمس صديق اليوم»، وفي إطار سعيها لعقد لقاءات مع أحزاب المعارضة المصرية، زار وفد إخواني الليلة قبل الماضية مقر حزب الوفد المعارض ذي التوجه الليبرالي، أحد الخصوم الألداء تاريخيا للجماعة، وذلك بعد لقاءات مماثلة مع أحزاب التجمع (ذي التوجه اليساري) والناصري (ذي التوجه القومي) والدستوري الحر (ذي التوجه الليبرالي). وطالب الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان القوى الشعبية بالتحرك لمواجهة التمديد المستمر لحالة الطوارئ، المطبقة في مصر منذ اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981.

وضم الوفد محمد علي بشر وعصام العريان عضوي مكتب الإرشاد والنائب سعد الحسيني وعلي عبد الفتاح القيادي في الجماعة. والتقى وفدا من الهيئة العليا لحزب الوفد ضم منير فخري عبد النور سكرتير عام الحزب، والدكتور علي السلمي، والدكتورة إجلال رأفت، وأحمد عودة، ورمزي زقلمة.

وعلى الرغم من أن الزيارة التي استغرقت ثلاث ساعات لم تخرج بتوافق تام بين الطرفين، فإنهما اتفقا على مواصلة الحوار وعقد المزيد من اللقاءات من دون تحديد موعد لتلك اللقاءات.

وقال عصام العريان عضو مكتب إرشاد الإخوان المسلمين لـ«الشرق الأوسط»: «اللقاء بحث القواسم المشتركة بين الإخوان المسلمين وحزب الوفد مثل ضرورة إنهاء حالة الطوارئ المطبقة في مصر منذ 29 عاما، وإطلاق الحريات العامة، ورفض المحاكم الاستثنائية والعسكرية، وتعديل بعض مواد الدستور أو وضع دستور جديد تتفق عليه القوى الوطنية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة».

وأضاف العريان: «طلب أعضاء وفد الحزب معرفة رأي (الإخوان) في بعض القضايا مثل مدنية الدولة وبرنامج الحزب الذي ترغب الجماعة في تأسيسه وموقف الجماعة من المرأة والأقباط، وكلها أمور واقعية وموجودة على أرض الواقع، كما طلبوا معرفة رأي (الإخوان) في بعض القضايا الافتراضية مثل تأسيس حزب مسيحي»، مؤكدا أن اختلاف وجهات النظر لا يعني وجود خلاف، وقال: «نعم توجد اختلافات ولكننا نرغب في البناء على القواسم المشتركة، لأن كل طرف منا له مرجعيته وأيديولوجيته».

وقال: «توضيح وجهة نظر الجماعة في الأمور التي استفسر عنها أعضاء حزب الوفد يحتاج إلى وقت للشرح، لذلك اتفقنا على عقد لقاءات أخرى، بعد عرض نتيجة اللقاء الأول على الهيئة العليا للحزب غدا».

وأكد العريان أن «الجماعة» مع مدنية الدولة، «فالإسلام لا ينص على ضرورة وجود هيئة لكبار العلماء، ونحن متفقون على أن المحكمة الدستورية العليا هي المرجعية الوحيدة التي من حقها إبداء الرأي فيما هو دستوري من عدمه».

ونفى العريان بشدة حدوث أي تنسيق بين «الإخوان» و«الوفد» بشأن الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقال: «هذا حديث سابق لأوانه»، مشيرا إلى أن الجماعة تريد أن تتفق كل القوى الوطنية وراء مطالب محددة ومتفق عليها أولا، ليمكن تطبيقها»، موضحا أن وفدا من «الجماعة» سيزور حزب الغد المعارض الأسبوع المقبل، في إطار التحرك نفسه.

من جانبه، طالب الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين، في رسالته الأسبوعية أمس، القوى الشعبية بالتحرك لمواجهة التمديد المستمر للطوارئ، التي وصفها بأنها «باتت سيفا على الرقاب على الرغم من الوعود بإلغائه التي تبخرت ولم يكن لها أي وجود».

وطالب بديع بإنهاء استئثار النظام الحاكم في مصر بالسلطة «دونما محاسبة من الأمة تحت مسمى الطوارئ»، معتبرا أن الطوارئ مفسد وعين الفتنة، موضحا أن ذلك «ينشئ جيلا كاملا لا يعرف إلا قيود الطوارئ على الحريات العامة والحبس والاعتقال، بدلا من مواجهة الفساد والمخدرات والانحلال والإرهاب والاحتلال».