صحيفة عسكرية صينية تكشف عن موقف بكين من الأسلحة النووية

الجيش الكوري الجنوبي يشير بإصبع الاتهام للشمالية في غرق سفينة حربية

TT

كشفت الصحيفة العسكرية الرئيسية في الصين أمس، في تقرير نادر عن استراتيجية بكين النووية، بأن الصين يجب أن تملك قوة نووية محدودة لتوجيه «ضربة ثانية» حتى تردع الأعداء وتمنعهم من تهديدها بالأسلحة الذرية.

ويأتي التعليق الذي أوردته صحيفة «جيش التحرير» الرسمية اليومية وسط دبلوماسية مكثفة متعلقة بالسلاح النووي بعد استضافة الرئيس الأميركي باراك أوباما قمة نووية وقبل مؤتمر دولي يعقد في مايو (أيار) حول مستقبل معاهدة حظر الانتشار النووي. وتعمل الصين تدريجيا على تحديث ترسانتها النووية الصغيرة نسبيا. ويرى بعض منتقدي اقتراحات بخفض القوة النووية الغربية بشكل كبير أن حالة التشكك المحيطة بخطط الصين يجب أن تحبط هذه المقترحات.

وقال شو قوانغ يو، الميجور جنرال المتقاعد في جيش التحرير الشعبي، في تعليق الصحيفة، إن الصين تريد حدا أدنى من قوة الردع النووي وأنها ستتجنب أي سباق تسلح.

وكتب شو، وهو باحث في الوقت الحالي بالرابطة الصينية الحكومية للحد من الأسلحة ونزع السلاح «تلتزم الصين بقوة باستراتيجية نووية دفاعية وهي ملتزمة دائما بسياسة تقوم على أنها لن تكون أبدا البادئة باستخدام الأسلحة النووية في أي وقت وتحت أي ظرف». وأضاف «باختصار السمة الأساسية لاستراتيجية الصين النووية هي أن تكون رادعة دون أن تمثل تهديدا». ولا يشير التعليق الصحافي إلى أن الصين تعيد النظر في توجهها النووي لكنه يحدد بعبارات واضحة غير معتادة منطق بكين فيما يتعلق بتعزيز قواتها الذرية.

وقال شو لـ«رويترز» في مقابلة عبر الهاتف، إن التعليق يهدف لتهدئة القلق من موقف الصين النووي خاصة في اليابان والهند والولايات المتحدة.

ووقعت الولايات المتحدة وروسيا الشهر الحالي معاهدة لخفض ترسانتيهما الذريتين وهما أكبر بكثير من ترسانة الصين. وأعلن أوباما بشكل منفصل تغييرا في منهج الولايات المتحدة وتعهد بألا يستخدم الأسلحة الذرية ضد أي دولة غير نووية تلتزم بمعاهدة حظر الانتشار النووي.

ومثل كل الدول التي تمتلك أسلحة نووية تحيط الصين ترسانتها النووية بالسرية وقامت بتطويرها بعد أول تفجير ذري عام 1964.

وقدر معهد أبحاث السلام الدولي ومقره ستوكهولم أن الصين أصبحت بحلول عام 2009 تمتلك 186 رأسا نوويا استراتيجيا تم نشرها.

وتنص المعاهدة التي وقعتها روسيا والولايات المتحدة على أن تخفض كل منهما عدد رؤوسها النووية المنشورة إلى 1550 أي أقل بنسبة 30 في المائة عن خفض حددته معاهدة أبرمت عام 2002. وقد يتطرق أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي إلى الصين عندما يناقشون إقرار المعاهدة الجديدة مع روسيا. وقال بعض المعارضين في الولايات المتحدة لخفض أكبر للأسلحة النووية، إن ذلك يسمح للصين بأن «تخطو خطوات سريعة نحو الندية».

وقال شو إن الصين يجب أن تملك قوة نووية «حقيقية وفعالة يعتد بها تتماشى مع العصر». وأضاف أن ذلك يشمل القدرة على شن «ضربة ثانية» حتى يمكن للصين الرد إذا تعرضت لهجوم نووي. وتشمل جهود الصين لتعزيز قواتها النووية استخدام صواريخ تعمل بالوقود الصلب بشكل تدريجي بدلا من الصواريخ ذاتية الدفع القادرة على حمل رؤوس نووية والتي تعمل بالوقود السائل الأمر الذي سيجعل إطلاقها أسرع وأقل جهدا.

وتصنع الصين أيضا غواصات جديدة طراز «جين» ستكون قادرة على إطلاق الرؤوس النووية من البحر.

وقال شو لـ«رويترز» «تظهر التجربة الدولية أن القدرة الأكثر فعالية لشن ضربة ثانية هي للغواصات.. هناك تركيز على هذا وعلى الصواريخ المحدثة». من جهة أخرى، أشار الجيش الكوري الجنوبي بأصبع الاتهام إلى كوريا الشمالية في غرق سفينة عسكرية بعد إصابتها بطوربيد أطلقته غواصة كورية شمالية على ما يبدو، حسبما أفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية. ونقلت وكالة «يونهاب» عن مصدر عسكري لم تحدده، أن التحليل المقدم من أجهزة الاستخبارات التابعة للجيش الكوري الجنوبي سلم إلى الرئيس لي ميونغ - باك ووزارة الدفاع بعيد غرق السفينة نهاية مارس (آذار). وأضاف المصدر «بحسب تحليل أجهزة الاستخبارات العسكرية فإن غواصات كورية شمالية هاجمت السفينة بطوربيد». وقال المصدر ذاته إن الغواصات الكورية الشمالية مسلحة بطوربيدات مزودة بشحنات زنتها 200 كلغ. وكانت أجهزة الاستخبارات أبلغت البحرية الكورية الجنوبية حتى قبل حادث 26 مارس (آذار) أن كوريا الشمالية تحضر لهجوم، بحسب «يونهاب». ولم تعلق وزارة الدفاع الكورية الجنوبية على هذه المعلومات. وغرقت السفينة الحربية «شيونان» التي تبلغ زنتها 1200 طن في 26 مارس إثر انفجار غامض شطرها قبالة سواحل جزيرة باينغنيونغ قرب الحدود البحرية مع كوريا الشمالية.

وأدى غرق السفينة إلى مقتل 46 بحارا غالبيتهم في العشرين من العمر. ولم تتهم سيول حتى الآن مباشرة كوريا الشمالية التي نفت أي تورط في المسألة.

وقال أحد المسؤولين عن الخبراء الذين يجرون تحقيقا، إن انفجارا خارجيا سبب على ما يبدو غرق السفينة. وأيد هذه الفرضية التي تستبعد حدوث انفجار في داخل السفينة، أيضا بحار نجا من حادث الغرق.