الشباب اليهود في روسيا متمسكون بيهوديتهم من دون حاجة لإسرائيل

عقدوا مؤتمرا لتدارس أوضاعهم

TT

تشهد روسيا، هذه الأيام، مؤتمرا غير عادي يشارك فيه 600 شاب يهودي، يتدارسون وضعيتهم كيهود ويتباحثون في كيفية التمسك بيهوديتهم من دون الارتباط بإسرائيل أو بالمؤسسات الصهيونية واليهودية العالمية، ويخرجون باستنتاج أنهم يستطيعون أن يكونوا يهودا من دون الحاجة إلى إسرائيل.

وافتتح المؤتمر أول من أمس، بحضور عدد من الشخصيات اليهودية في العالم. والمندوبون بغالبيتهم الساحقة عاشوا في إسرائيل فترات متباينة وقرروا العودة إلى روسيا، مع أن أهالي بعضهم بقوا فيها. وأكدوا في المؤتمر أن يهوديتهم لا تقاس بمدى علاقتهم بإسرائيل ولا بالعيش فيها. وأنهم يستطيعون أن يكونوا يهودا على طريقتهم الخاصة من دون الحاجة لإسرائيل ومؤسساتها. بل إنهم مولوا نصف تكاليف سفرهم ومكوثهم في الفندق، في حين تم جمع التبرعات لتغطية النصف الثاني من بعض المتمولين اليهود الذين تعهدوا بعدم التدخل في مضمون أبحاثهم وقراراتهم. واتخذوا هذه الخطوة حتى لا يسمحوا للقيادات التقليدية اليهودية في إسرائيل أو الخارج أن تتدخل في شؤونهم.

واختار هؤلاء الشباب موضوعا مركزيا لمناقشاتهم هذه السنة هو «اليهود وجائزة نوبل»، ودعوا ضيفي شرف هما داليا رابين فيلوسوف ابنة اسحق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي قتل سنة 1995، وابنة شيمعون بيريس، تسيكي فالدان، وذلك لكون بيريس ورابين حصلا على جائزة نوبل للسلام (سوية مع الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات)، بفضل توصلهم إلى اتفاقات أوسلو.

وتم اختيار هذا الموضوع بالذات، لأن 176 يهوديا حصدوا جوائز نوبل على مر التاريخ، من مجموع 804 جوائز (22% تقريبا). واعتبروا ذلك نتيجة لسمات الذكاء المميز لليهود، إذ إن نسبة اليهود في العالم ضئيلة للغاية بالمقارنة مع شعوب أخرى، بينما نسبة الحاصلين على جائزة نوبل (للعلوم أو الأدب أو السلام) تزيد بمائة ضعف عن نسبتهم من السكان في العالم. وقرروا، كما قال أحد المنظمين للمؤتمر، «يهوديتنا تنبع من هويتنا الثقافية وقدراتنا العالية وليس من إسرائيليتنا أو ارتباطنا بإسرائيل». وقال أحد المتطوعين لتنظيم المؤتمر، الدكتور ديما زيسر، «أنا يهودي، ليس لأن والدتي يهودية، كما يعتقد المتدينون الأرثوذكس اليهود، بل لأنني أطرح الأسئلة بشكل دائم، لأنني أبحث عن الجوهر لا المظهر».

وقالت ابنة بيريس في تصريحات نشرتها، أمس، صحيفة «معاريف»، إن الشباب المذكورين بدوا لها عباقرة. فهم يطلقون فكرة تمرد غير عادية على المؤسسة التي تقود اليهودية مئات السنين ويطرحون تساؤلات لم تطرح في أي زمن ولا يثأثئون في النتيجة، فهم يجيبون على الأسئلة بالقول «نحن يهود ليس لأننا ولدنا من أم يهودية بل لأن ثقافتنا يهودية».

وذكرت إحدى الشابات، اللواتي عشن في إسرائيل وقررن هجرتها، «أشد ما أزعجني في إسرائيل هو الثقافة المتدنية. فهذا مجتمع يعاني من ضحالة خطيرة في الثقافة والقيم الإنسانية، لذلك لم أحسن التأقلم فيه. وأما في روسيا، فقد شعرت أنني أستطيع أن أكون يهودية من دون الصهيونية ومن دون إسرائيل وأستطيع العيش في أجواء ثقافية غنية».