صاروخان غامضان أحدهما يصيب مستودع تبريد في العقبة ويثيران جدلا بين إسرائيل ومصر والأردن

تضارب التصريحات حول مصدر إطلاقهما ووجهتهما

TT

تضاربت تصريحات المسوؤلين في كل من الأردن وإسرائيل ومصر حول إطلاق صواريخ أصاب أحدها مستودعا للتبريد في مدينة العقبة الأردنية، مخلفا أضرارا مادية طفيفة من دون وقوع خسائر في الأرواح. ففي الوقت الذي نفت فيه مصادر أمنية مصرية انطلاق أي صواريخ من سيناء، وتحدثت فيه مصادر إسرائيلية عن صاروخين، أفاد مصدر أمني أردني أن التحقيقات التي أجريت في مكان الانفجار كشفت عن بقايا لصاروخ «كاتيوشا» في الموقع وأن السلطات الأمنية ما زالت تحقق لمعرفة مصدر الصاروخ.

وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية نبيل الشريف وقوع انفجار محدود في الساعة السادسة من صباح أمس في مستودع لأجهزة التبريد عند المدخل الشمالي لمدينة العقبة، إلا إنه قال لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد لدينا حتى الآن ما يشير إلى أن أية صواريخ قد أطلقت من الأردن في اتجاه إسرائيل».

وقد أكد سمير الرفاعي، رئيس الوزراء الأردني وزير الدفاع، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «الأردن متأكد 100%» أن الصاروخ الذي أصاب مستودع تبريد شمال العقبة مما أدى إلى تفجيره «لم ينطلق من الأردن».

وقال رئيس الوزراء الأردني إن «الأردن متأكد 100% وبشكل قاطع أن الصاروخ الذي أصاب مستودع التبريد شمال العقبة (325 كلم جنوب عمان) لم ينطلق من الأراضي الأردنية وإنما سقط فيها من خارج الحدود». وأشار إلى أن الصاروخ من نوع «غراد» والتحقيق جار لتحديد مكان انطلاقه.

وصرح نبيل شريف، وزير الدولة للإعلام، لـ«رويترز»، من دون تفاصيل، أنه بعد تحريات اتضح أن سبب الانفجار هو سقوط صاروخ غراد سوفياتي الصنع من خارج أراضي المملكة وأن الصاروخ لم يطلق من الأراضي الأردنية.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد قالت إن صاروخين سقطا على مدينة إيلات جنوبي إسرائيل، من دون وقوع ضحايا. وأضافت القناة الإسرائيلية العاشرة أن الصاروخين أطلقا من الأردن أو من سيناء في مصر نحو منطقة إيلات.

وقال شاهد عيان في مدينة العقبة إنه سمع دوي انفجارات في الصباح الباكر وإن الحياة طبيعية. وأكد إبراهيم الفراية، 42 عاما، أنه سمع صوت انفجار في المنطقة المحاذية لإسرائيل وأن الحياة تسير بشكل اعتيادي في العقبة، وأن السلطات الأمنية تجري تحقيقا في ذلك حيث ضربت طوقا أمنيا حول المكان بعد أن أخلته من الموظفين وأبعدت السكان عنه.

وكان مسؤول أمني أردني قال «وجدنا كذلك قذيفة كاتيوشا أخرى من عيار 152 ملم في المياه الإقليمية الأردنية» في البحر الأحمر.

وكان شهود قد ذكروا أن صاروخا واحدا على الأقل أطلق من التلال المطلة على العقبة وسقط على مستودع مبرد ولم يتسبب في وقوع إصابات.

وقال أحد الشهود جاء الصاروخ من ناحية الجبال الشرقية، وقال آخر كان يؤدي صلاة الفجر في أحد المساجد «رأينا كرة من اللهب تضرب مستودعا عند مدخل المدينة»، وذكر شاهد ثالث أنه سمع انفجارا بعد لحظات من رؤية ما يشبه الصاروخ يسقط على المستودع. وأضاف «وقع انفجار قوي لكننا لم نتمكن من رؤية أي شيء غير ذلك». وفي القدس، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن مشطت إيلات بعد تقارير عن وقوع انفجارين وومضات لكن لم تظهر دلائل تشير إلى حوادث متعلقة بالأمن. ونفت مصادر أمنية مصرية في شمال وجنوب سيناء أن تكون الصواريخ قد أطلقت من سيناء. وقالت المصادر: «الدوريات الأمنية على الحدود بين مصر وإسرائيل لم ترصد أي عمليات إطلاق لصواريخ على إسرائيل في مناطق شمال ووسط سيناء». وأضاف أن السكان المحليين من البدو في شمال وجنوب سيناء لم يتقدموا بأي معلومات تفيد بتنفيذ مثل هذه النوعية من العمليات.

وتسيطر قبائل بدوية على معظم المناطق الحدودية في شمال وجنوب سيناء وتستعين بهم أجهزة الأمن المصرية لرصد أي غرباء في المنطقة.

وقال عبد الفضيل شوشة محافظ جنوب سيناء إن هناك صعوبة في إطلاق هذه الصواريخ من شبه جزيرة سيناء على إسرائيل بسبب الطبيعية الجبلية بالمنطقة ووجود عدة مرتفعات. وأضاف أن «القذائف الوحيدة التي يمكن إطلاقها من سيناء هي قذائف الهاون التي يمكنها عبور هذه المرتفعات».

وقال مصدر أمني آخر إن إجراءات الأمن في القطاع الجنوبي لسيناء مشددة بسبب طبيعتها السياحية ووجود أعداد كبيرة من السياح. وأضاف أن عمليات التمشيط التي تتم حاليا هي في إطارها الطبيعي ولا علاقة لها بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، مشيرا إلى أن عمليات التمشيط بدأت قبل يومين وتستهدف تأمين مناطق القطاع الأوسط من سيناء حيث من المرجح أن تقوم السيدة سوزان مبارك حرم الرئيس مبارك بزيارة لمنطقة الوسط لافتتاح مدرسة.

وشهدت مدينة العقبة الأردنية، محاولات سابقة لإطلاق صواريخ وقذائف «كاتيوشا» في اتجاه إسرائيل وأهداف أميركية أخرى، كان أهمها الحادث الذي وقع في أغسطس (آب) 2005، عندما أعلنت السلطات الأردنية عن أنها أحبطت هجوما بالـ«كاتيوشا»، بعد أن وجدت «قاذفات صواريخ» في مستودع بمدينة العقبة. وكان أحد المهاجمين قد تمكن من إطلاق صاروخ من المستودع في اتجاه إيلات وبارجتين أميركيتين كانتا راسيتين في ميناء العقبة، قبل أن يلوذ بالفرار.