شمعون: مسيحيو 14 آذار عندهم «لبنان أولا».. أما الأستاذ وليد جنبلاط فعنده «وليد أولا»

مقابلة رئيس «اللقاء الديمقراطي» مع «الشرق الأوسط» تثير ردود فعل متباينة

TT

أثارت المقابلة التي نشرتها جريدة «الشرق الأوسط» في عددها الصادر بالأمس مع رئيس «اللقاء الديمقراطي» اللبناني وليد جنبلاط، ردود فعل متباينة في أوساط فريق 14 آذار، بعضها جاء غاضبا والبعض الآخر، مال إلى استيعاب التصريحات، ومحاولة تبريد الأجواء.

وكان وليد جنبلاط قد قال في مقابلته إن مسيحي 14 آذار «ليسوا حلفائي». وشرح بالقول: «أنا أعلنت في 2 أغسطس (آب) خروجي من 14 آذار وكلمة حلفاء ليست مناسبة» مفضلا استخدام مفردة «أصدقاء». وردا على تصريحات وليد جنبلاط قال رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، الذي كان مرشحا على لوائح وليد جنبلاط في منطقة الشوف في الانتخابات النيابية الماضية لـ«الشرق الأوسط»: «أعلق على كلام وليد جنبلاط بجملة واحدة ليس عندي غيرها. نحن في 14 آذار، وبشكل خاص مسيحيي 14 آذار - بما أنه خص المسيحيين بالذكر - عندنا لبنان أولا، أما الأستاذ وليد جنبلاط فعنده وليد أولا». وأضاف شمعون: «الكلام الذي قرأناه لا يستحق أكثر من هكذا إجابة، وهذا يكفي». لكن عضو حزب الكتائب اللبنانية النائب فادي الهبر الذي كان قد ترشح في الانتخابات الماضية على لوائح مشتركة للنائب وليد جنبلاط في منطقة عالية قال لـ«الشرق الأوسط» إن العلاقة بين وليد جنبلاط ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل أكثر من مميزة. وقال الهبر: «نحن نتفهم تحييد الجبل بسكانه من دروز ومسيحيين وسنة وشيعة. الجبل، الذي هو العمود الفقري للوطن، وتحييده كما يريد وليد جنبلاط، ضمانة للبنان». وأكد الهبر أن «وليد جنبلاط، رغم كل ما يقال عنه، لم يغير مواقفه لا على المستوى الاستراتيجي ولا في ما يتعلق بالثوابت، فهو لا يريد أن يكون الجيش السوري في لبنان كما أنه رجل استقلالي وسيادي، وهذه ثوابته الوطنية التي نلتقي معه عليها». لكن جنبلاط غيّر مواقفه - كما يقول الهبر - «على المستوى التكتيكي وفي ما يتعلق ببعض القضايا الداخلية». ويضيف الهبر: «وليد جنبلاط يتحدث مثلا، في الوقت الحالي، عن الاستيعاب التدريجي لسلاح حزب الله، ونحن في حزب الكتائب نتحدث عن الاستيعاب السريع لأننا نعتبر أنه سلاح خارج عن الشرعية». ويشرح الهبر: «لكنني على ثقة بأن وليد جنبلاط ليس ضد الاستيعاب السريع لهذا السلاح، ولن يكون حزينا إن هو تحقق، لكن في رؤيته للأمر الواقع، يرى أن لا ضرورة لأن يجعل من السلاح قميص عثمان».

وعن تلميح جنبلاط إلى استبعاد حلفائه السابقين في الانتخابات المقبلة وعدم التحالف معهم، ومنهم حزب الكتائب، يقول الهبر: «الانتخابات تبنى على أساس مصالح سياسية ووطنية، ووليد جنبلاط يقدم دائما الوطني على السياسي، وسنجده دائما ضد ما يمس السيادة واستقلال لبنان. فهو مثل والده كمال جنبلاط الذي عارض الوجود السوري، واستشهد من أجل ذلك. ورأيي الخاص أن لا أحد يستطيع أن يزايد على وليد جنبلاط في الوطنية».

ويشرح النائب فادي الهبر بأن «حزب الكتائب، كان يفضل أن تبقى الأكثرية كما كانت قوية ومتماسكة، لكن تحييد الجبل الذي يريده وليد جنبلاط هو أمر أساسي أيضا». ويؤكد الهبر على ضرورة أن يرى الجميع النصف الملآن من الكوب بدل البحث عن الخلافات والنقاط السلبية».

لذلك لا ينظر النائب فادي الهبر بعين الغضب إلى تصريحات النائب وليد جنبلاط، بل على العكس يصف الخلافات التي يتم الكلام عنها بين وليد جنبلاط وحلفائه المسيحيين في 14 آذار لا سيما حزب الكتائب بأنها «مجرد كلام إعلامي». ويضيف: «نحن نريد أن نأكل العنب، ولا نريد أن نقتل الناطور. نحن متفقون مع وليد جنبلاط على لبنان مستقل وقوي وعلى ثوابت وطنية. والعلاقة بين عائلة الجميل وجنبلاط متينة، والظروف المستجدة قوت العلاقة ومتنتها وجعلتها شبيهة بتلك التي كانت بين كمال جنبلاط وبيار الجميل في ظل فؤاد شهاب عندما كانا داخل مجلس الوزراء. والعلاقة متينة أيضا بين الشابين سامي الجميل (نجل أمين الجميل) وتيمور (نجل وليد جنبلاط). وهما صديقان قريبان جدا بعضهما من بعض».

وإن كان حزب الكتائب قد استوعب تصريحات جنبلاط وتعامل معها بصدر رحب، فإن القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش علق على موقف رئيس اللقاء الديمقراطي قائلا: «إن جنبلاط اتخذ خيارات جديدة وهي بعيدة جدا عن الخيارات التي اتخذها في السابق، وهذا يعود إليه وإلى معطياته». وأكد علوش «وجود وحدة حال بين قوى 14 آذار سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين». واستغرب علوش موقف جنبلاط، إذ «يجب أن يكون هناك منطق يربط بين الخيارات، ولكن في النهاية كل طرف يقرر الوجهة التي يريد السير بها».