مسؤول في البيت الأبيض لـ الشرق الأوسط»: يهمنا تشكيل الحكومة العراقية.. وليس تسمية مرشحين للمناصب

قياديان في «العراقية» و«دولة القانون»: جهود إيجابية لجمع علاوي والمالكي.. ونقلة محتملة في العملية السياسية

TT

تعمل الولايات المتحدة على التقريب بين وجهات نظر القادة العراقيين استعدادا لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة. وعلى الرغم من تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تسعى إلى عقد اجتماع بين رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس القائمة العراقية إياد علاوي، فإن المسؤولين الأميركيين يمتنعون عن التعليق على تلك المساعي. وردا على سؤال حول احتمال لقاء بين علاوي والمالكي، اكتفى مسؤول في البيت الأبيض مطلع على الملف العراقي بالقول: «نحن نشجع كل الكتل للحديث بعضها مع بعض». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن رسالة الإدارة الأميركية للمسؤولين العراقيين خلال اللقاءات الجارية في بغداد هي «أننا نريد أن تسير المرحلة الانتقالية (إلى حين تشكيل حكومة جديدة) بأفضل طريقة ممكنة، وأن تكون عملية تشكيل الحكومة جيدة وتحترم رغبة الشعب العراقي». وشدد على أن «جهودنا ليست منصبة على تحديد من يتسلم أي منصب؛ بل كيف يتم تولي الحكم، وكيف يعمل القادة على تشكيل الحكومة». وأضاف أنه من الضروري «تشكيل حكومة تمثل مصالح الشعب العراقي كله».

وفي حين تبقى التصريحات الأميركية الرسمية مقتصرة على الحديث عن تشجيع القادة العراقيين كافة على تشكيل حكومة جديدة تمثل رأي الشعب العراقي، فإن هناك تحركات مكثفة من قبل السفير الأميركي لدى العراق كريستوفر هيل ومسؤولين أميركيين آخرين للتشاور مع القادة العراقيين حول الحكومة المقبلة. وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن «تسمية الحكومة الجديدة واختيار مسؤولين لمناصب حكومية هي قرارات للعراقيين»، مضيفا أن «الولايات المتحدة لا تدعم تسمية مرشحين محددين لمناصب محددة». وفي ما يخص احتمال منع بعض المرشحين العراقيين من تسلم مناصب حكومية بسبب عملية «المساءلة والعدالة»، لفت المسؤول من البيت الأبيض إلى أن «قلقنا ينصب في مجال الشفافية، فمثلما حدث عندما أثيرت القضية المرة السابقة، نحن نشجع العراقيين على أن يعتمدوا عملية شفافة لحل هذه القضية». إلى ذلك، وصف قيادي في القائمة العراقية الجهود التي تسعى إلى جمع علاوي والمالكي بـ«الإيجابية». وقال جمال البطيخ لـ«الشرق الأوسط» إن الناخب العراقي أدلى بصوته خلال الانتخابات التي جرت الشهر الماضي لصالح رؤساء القوائم وليس للبرلمانيين بدليل فوز كل من علاوي والمالكي بثلثي الأصوات، موضحا أن «الناخب يرغب في أن يقود هذان الرجلان الحكومة المقبلة. وعليه، فإن عليهما احترام إرادة الناخبين بالجلوس والحوار في ما بينهما». وتابع: «هناك جهود إيجابية تسعى لجمع الرجلين خلال الأيام القليلة المقبلة». من جانبه، أكد خير الله البصري، عضو ائتلاف دولة القانون، لـ«الشرق الأوسط» وجود مساع لجمع المالكي وعلاوي، مضيفا أنه «إذا تحققت، فإنها ستحدث نقلة في العملية السياسية في البلاد». لكن محمد البياتي، القيادي في الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم، استبعد تحالف علاوي والمالكي، وقال: «الرجلان يطالبان برئاسة الوزراء وعليه السؤال سيكون: على أي أساس سيكون هذا التقارب؟»، مضيفا أن «اللقاء سيكون لحل العقد بين الرجلين ولإرجاع العلاقات بين الطرفين، وبالنسبة للتحالف فهو أمر غير ممكن لأن تقسيم الكعكة إلى نصفين غير وارد»، في إشارة إلى تقارير أفادت بأن واشنطن اقترحت أن يتولى أحدهما رئاسة الجمهورية والآخر رئاسة الوزراء. يذكر أن قائمة علاوي فازت بـ91 من مقاعد البرلمان، بينما حصل ائتلاف المالكي على 89 من مجموع المقاعد البالغة 325 وسط ادعاءات من جانب الأخير بالتزوير، مما أجبر المحكمة الاتحادية على إقرار إعادة الفرز يدويا في بغداد، وهو ما ستقوم به مفوضية الانتخابات اعتبارا من يوم غد كما هو مقرر. إلى ذلك، أعرب الشيخ صلاح العبيدي المتحدث الرسمي باسم التيار الصدري المكون الأكبر في الائتلاف الوطني العراقي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن خشيته من أن يكون الهدف من الفرز اليدوي «إسقاط أرقام من نتائج الائتلاف الوطني». وأضاف: «مثلا قد تجرى عملية العد والفرز اليدوي في أماكن توجد فيها شخصيات مسؤولة عن العد والفرز محسوبة على جهة سياسية محددة، وهذا يثير مخاوفنا من أن هنالك محاولات لتغيير أرقام أو إسقاط أرقام، ونخشى أن يكون هذا الموضوع يحاك ضد الائتلاف الوطني العراقي».