إيران تبدأ «مناورة النبي الأعظم 5» في الخليج.. والبنتاغون: يبالغون في قدرات أسلحتهم

قائد عسكري إيراني: زوارقنا السريعة تغطي كل الخليج * تقرير أميركي: الحرس الثوري منتشر في الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية

صورة بثتها وكالة «أنباء فارس» شبه الرسمية الإيرانية لسفينة حربية مهجورة تحترق، استعملت كهدف خلال مناورة الحرس الثوري في الخليج (أ.ب)
TT

قللت وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، من شأن مناورات بحرية بدأتها إيران أمس في الخليج ومضيق هرمز، وقال المتحدث الصحافي باسم وزارة الدفاع، جيف مورول، إنه لا يبدو أن هناك شيئا خارج المعتاد عما قام به العسكريون الإيرانيون سابقا، مشيرا إلى أن طهران غالبا ما تبالغ في قدرات أسلحتها، وقال إن أي دولة ذات سيادة لها الحق في إجراء مناورات عسكرية.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» بأن «وحدات من البحرية التابعة للحرس الثوري بدأت صباح أمس بتنفيذ مناورة عسكرية في مياه الخليج ومضيق هرمز تحمل اسم (النبي الأعظم 5)».

وتستعرض الزوارق السريعة التابعة للحرس الثوري، في المرحلة الأولي من المناورة، قدراتها العسكرية في مضيق هرمز. وتشارك 313 قطعة من العوامات السريعة والقاذفة للصواريخ وقذائف «آر بي جي» ووحدات الاستكشاف والقوات الخاصة للحرس الثوري، في المرحلة الأولي من مناورات «النبي الأعظم (ص) 5».

وقالت الوكالة إن الطوافات السريعة التابعة للحرس الثوري، التي تمتلك القدرة والسرعة والتدمير وإطلاق نيران بكميات كبيرة، والقدرة علي الاختفاء من الرادارات المتطورة، في المرحلة الأولى من المناورات هجوما على العدو الفرضي، مشيرة إلى أن تصميم وإنشاء هذه الطوافات تم بحيث تتمكن قوات التعبئة «البسيج» من استخدامها بسهولة في أي نقطة ومكان.

وقال نائب القائد العام لحرس الثورة العميد البحري حسين سلامي، بأن «وحدات من البحرية التابعة للحرس الثوري ستبدأ اليوم مناورة عسكريه في مياه الخليج ومضيق هرمز تحمل اسم (النبي الأعظم 5)».

وأعلن العميد سلامي في مؤتمر صحافي أن هذه المناورة التي تستغرق 3 أيام وتجري في 4 مراحل، وتشارك فيها وحدات من القوات البحرية والبرية والجوية للحرس الثوري، تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في مياه الخليج ومضيق هرمز.

واعتبر الخليج ومضيق هرمز ممرا استراتيجيا للطاقة والاقتصاد العالمي، وأكد أن هذه المناورة تظهر الدور الإيجابي والبناء للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة من العالم. وأعرب عن أمله في أن تشارك الدول المطلة علي الخليج في مثل هذه المناورات. وأكد أن المناورة تحمل رسالة صداقه وسلام إلى دول مجلس تعاون الخليج.

من جهته صرح المتحدث باسم مناورة «النبي الأعظم 5» العميد علي رضا تنكسيري، بأن القوات المشاركة في هذه المناورة العسكرية التي تستمر 3 أيام ستستخدم وتختبر أنواع الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، التي تطلق من الساحل نحو البحر ومن البحر نحو أهداف داخل البحر، إضافة إلى أنظمة صاروخية وأجهزه متطورة. وقال إن استخدام عدد كبير من العوامات البحرية خلال المرحلة الأولى للمناورات يجعل من جميع مساحات مياه الخليج تحت تغطية العوامات السريعة. وأكد تنكسيري أن المعدات المستخدمة كافة هي إيرانية الصنع، ولها القدرة على المناورة أمام أجهزة الرادار إلى حد بعيد. وأشار العميد تنكسيري إلى أن «الهدف من إجراء تلك المناورات يأتي للحفاظ على أمن المنطقة، وبذلك لا ينبغي للدول الأجنبية أن تتدخل في شؤون المنطقة، كما أن هذه المناورات تمثل رسالة للسلام الدائم والاستقرار لجميع دول المنطقة، ونأمل في أن تشارك هذه الدول في مناورات مشتركة تضم كل الجوار في المستقبل».

وكانت «وكالة أنباء فارس» قالت إنه يتم لأول مرة استخدام عوامات (زوارق) تتميز بقدرتها على الإفلات من الرادار.

ونقل مراسل «فارس» من منطقة العمليات التي تجري فيها مناورات «النبي الأعظم 5» أن هذه العوامات تحمل اسم «يامهدي»، ولها قدرة المناورة والإفلات وتدمير الأهداف الظاهرة على السطح. وتتميز هذه العوامة، «يامهدي»، بحجمها الصغير وقدرتها العالية على المناورة، كما تتمتع بالقدرة على الاختفاء، وعدم العثور عليها من قبل الرادارات.

على صعيد آخر قال البنتاغون في تقرير رفعه إلى الكونغرس، وحصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه، إن الحرس الثوري الإيراني موجود في فنزويلا.

وأوضح التقرير الصادر بتاريخ أبريل (نيسان) أن «الحرس الثوري الإسلامي له قدرات عملية في العالم أجمع. إنهم منتشرون جيدا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخلال السنوات الأخيرة ازداد وجودهم في أميركا اللاتينية، لا سيما في فنزويلا».

وحذرت وزارة الدفاع الأميركية من أنه إذا كثفت الولايات المتحدة وجودها في المناطق التي يوجد فيها الحرس الثوري، فإن الاحتكاكات بين القوات الأميركية والإيرانية «قد تصبح أكثر احتمالا». وقال البنتاغون إن هذه الاحتكاكات قد تكون «مباشرة» أو «عبر مجموعات متطرفة يدعمها» الحرس الثوري.

وجاء هذا التحليل في قسم رفعت عنه السرية من تقرير حول استراتيجية إيران العسكرية التي يطلب سنويا من البنتاغون أن يرفعها إلى الكونغرس.

وتحذر الوثيقة من أن إيران تتطلع إلى التحول إلى «قوة إقليمية» عسكريا ودبلوماسيا في الشرق الأوسط والشرق الأدنى، وكذلك تكثيف وجودها في العالم أجمع.