الجيش التايلاندي: تدخل قوي بات وشيكا لتفريق المتظاهرين

المتظاهرون يطلبون من الأمم المتحدة قوة لحفظ السلام في بانكوك

TT

لمح الجيش التايلاندي إلى أن تدخلا قويا بات وشيكا لتفريق المتظاهرين المعادين للحكومة، متوعدا إياهم بـ«الفوضى» إذا لم يتراجعوا عن احتلال وسط بانكوك. ووجه المتحدث باسم الجيش تحذيرا إلى «القمصان الحمر» الذين يطالبون بإجراء انتخابات مبكرة ويرفضون مغادرة حي سياحي وتجاري يتحصنون فيه. وفي نفس الوقت، قدم مئات المتظاهرين التماسا للأمم المتحدة لإرسال قوة لحفظ السلام في بانكوك تمنع الحكومة من استخدام العنف ضدهم.

وتوجه نحو ألفي عضو من الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الديكتاتورية إلى مقر الأمم المتحدة بطريق راتشادامنوين نوك في الجزء القديم من بانكوك، حيث سلموا الالتماس لرئيس قسم الأمن. وتعهد مكتب الأمم المتحدة بتمرير الالتماس إلى «السلطات المختصة».

ومن جهته قال الكولونيل سونسرن كاويكومنيرد إن «السلطات ستتخذ تدابير حاسمة لتفريق الجموع، وستكون الفوضى». وأضاف: «نحن لا نريد أن تغامروا بحياتكم. وإذا ما حصل صدام يمكن أن تصابوا بالرصاص الطائش. لم يعد أمامكم الكثير من الوقت. الرجاء مغادرة المكان وإبلاغ السلطات».

وتزداد وطأة هذا التهديد يوميا منذ يوم الاثنين. وبات «القمصان الحمر» يواجهون جنودا مسلحين ببنادق هجومية اتخذوا مواقع لمنعهم من توسيع المنطقة التي يحتلونها.

وتتخوف البلاد بأكملها من حمام دم جديد بعد المحاولة الفاشلة للجنود في العاشر من أبريل (نيسان) إخراج المتظاهرين من أحد أحياء وسط العاصمة. وأسفرت المواجهات آنذاك عن 25 قتيلا (19 مدنيا وخمسة جنود وصحافي ياباني) وأكثر من 800 جريح. وبات احتمال القيام بتدخل عسكري مقبولا إذ يأتي التوتر الاجتماعي الذي يزداد وضوحا، ليضاف إلى المأزق السياسي. والأحد الماضي أمهل «القمصان الصفر» الموالون، والأعداء الألداء «للقمصان الحمر» حكومة ابهيسيت فيجاجيفا سبعة أيام لإنهاء هذا التحرك. ويستفز مئات من المتظاهرين المؤيدين للحكومة والذين يقولون إنهم لا ينتمون إلى أي فريق ويقيم بعض منهم في الحي، «القمصان الحمر» كل ليلة ويمطرونهم بالشتائم ويرشقونهم بالحجارة والزجاجات.

ويمكن أن تمتد الأزمة حتى إلى الأقاليم. ومنع نحو ألف متظاهر طوال 24 ساعة انطلاق قطار لنقل الجنود والعتاد في محطة كون كاين (شمال شرقي) معقل حركة «القمصان الحمر».

وأرغم مئات من المتظاهرين خلال الليل ثلاث حافلات تنقل جنودا من العودة إلى ثكنهم. واحتجز «الحمر» أيضا 200 جندي، كما قال الجيش الذي لم يقدم مزيدا من التفاصيل.

ويبدو أن المعارضة لا تأبه بالتهديد. ويقول الجيش إن عددهم ناهز الأربعة عشر ألفا مساء الأربعاء في وسط المدينة، فيما كان جميع أنصارهم يتدفقون نحو المكان، وأن هذا العدد لم يتجاوز الستة آلاف صباح الخميس.

ويبدو العدد في الواقع محدودا، لكنه ينسجم مع التصميم الحاسم لقادة التحرك الذين طلبوا إقامة سواتر من إطارات السيارات والقصب على مداخل الحي.

وقال أحدهم ويدعى وينغ توجيراكارن: «عندما تصوب الأسلحة في اتجاهنا، لا نستطيع إجراء مناقشات». وأضاف أن «الوسيلة الأسهل لتسوية الأزمة هي حل البرلمان ثم نعود إلى منازلنا». إلا أن بعض المحللين يعتبرون أن مناقشات سرية تجرى على ما يبدو لتجنب الأسوأ.

وبعد ما طلبت الاثنين لقاء الملك بوميبول، 82 عاما، الذي يحظى باحترام شامل ويعالج في المستشفى منذ سبتمبر (أيلول)، أعلنت المعارضة الخميس أنها تأمل في تدخل «قوة لحفظ السلام» من الأمم المتحدة.

وستسلم رسالة وجهت إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى مندوبية الأمم المتحدة في بانكوك. واعتبر المتحدث باسم الجيش هذا الطلب غير ملائم.

وقال: «إننا إزاء قضية داخلية»، داعيا المتظاهرين «الأبرياء» للعودة إلى منازلهم.