بايدن يتوقع عقوبات جديدة ضد إيران الشهر المقبل.. ويقول: إسرائيل لن تضربها الآن

مستشار الأمن القومي الأميركي: مصرون على منع إيران من تطوير أسلحة نووية

TT

صرح نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، بأنه يتوقع أن تفرض الأمم المتحدة عقوبات جديدة على إيران في أواخر أبريل (نيسان) الحالي أو أوائل مايو (أيار) المقبل، بينما أكد أن إسرائيل لن تهاجم إيران قبل أن تتيح الفرصة أولا لاستنفاد سبيل العقوبات.

وقال بايدن في مقابلة مع قناة «إيه بي سي»، إن الصين «ستوافق على فرض عقوبات» اقتصادية على إيران بسبب برنامجها النووي، مضيفا «إنها المرة الأولى التي يتوحد فيها العالم أجمع ويعتبر أن إيران تجاوزت الحد». وانتقد بايدن النظام الإيراني، معتبرا أن المسؤولين الإيرانيين «أكثر عزلة من أي وقت مضى أمام شعبهم وفي المنطقة».

وعلى الرغم من أن الصين أعربت عن استعدادها لبحث «أفكار جديدة» حول الطاولة لتسوية قضية البرنامج النووي الإيراني، فإنها أعلنت حتى الآن تفضيلها الحوار، ولو أن الإدارة الأميركية تحاول ضم بكين إلى فكرة فرض عقوبات قاسية على طهران في الأمم المتحدة. وقال بايدن: «أعتقد أنكم سترون نظام عقوبات يخرج نهاية هذا الشهر، بداية الشهر المقبل». يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان قد عبر عن أمله بإصدار قرار جديد للأمم المتحدة لفرض عقوبات على إيران هذا الربيع.

ومن جهة أخرى أعرب بايدن عن قناعته بأن إسرائيل لن تهاجم إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي. وردا على سؤال حول إمكانية اتخاذ الحكومة الإسرائيلية قرارا بشن ضربة وقائية على منشآت نووية إيرانية، أجاب بايدن «لن يقوموا بذلك»، مؤكدا أن الإسرائيليين يؤيدون عملية فرض عقوبات (على إيران) التي يجري التفاوض بشأنها حاليا في الأمم المتحدة.

ولاحظ نائب الرئيس الأميركي أن الإسرائيليين «متفقون على أن المرحلة المقبلة هي التي أطلقها رئيس الولايات المتحدة بالتعاون مع القوى الأوروبية ودول الحلف الأطلسي، مع ما يسمونه مجموعة 5+1، الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا». وأضاف بايدن «سنواصل ممارسة الضغط على إيران. الجميع يعتقدون أن إيران هي كتلة واحدة ضخمة على وشك أن تصبح قادرة على إنتاج سلاح نووي. الأمر ليس كذلك». وصرح بايدن بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية «حكومة هشة والإيرانيون ما زالوا بعيدين جدا عن امتلاك هذه القدرة» لإنتاج قنبلة ذرية. وذكر أيضا أن «الرئيس (أوباما) قال إن ما نريده هو منع إيران من امتلاك قدرة نووية. نعتقد أننا سنتمكن من ذلك».

وردا على سؤال حول فعالية عقوبات محتملة على دولة تخضع حاليا لسلسلة قرارات حظر، رفض بايدن الحديث عن هذا الموضوع، مضيفا «يجب عدم التفكير في أن العقوبات لن تفلح». وأضاف أن «الجميع من رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى رئيس الوزراء البريطاني مرورا بالرئيس الروسي، متفقون على أن المرحلة المقبلة تتمثل في البدء بعملية العقوبات في الأمم المتحدة، هذا ما سوف ترونه من الآن وحتى نهاية الشهر، وبداية الشهر المقبل». وتشدد الإدارة الأميركية على التوافق الدولي حول العقوبات بينما تحاول زيادة عزلة النظام الإيراني والضغط عليه للرجوع عن تطوير برنامجه النووي المثير للجدل.

إلى ذلك، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيم جونز أن «الولايات المتحدة مصرة على منع إيران من تطوير أسلحة نووية»، في إعلان جديد من الإدارة الأميركية بأنها عازمة على مواصلة الضغوط على إيران. وربط جونز بين مخاوف تطوير إيران أسلحة نووية والصراع العربي – الإسرائيلي في خطاب موسع حول المنطقة، معتبرا أن القضيتين تشكلان التحديين الأساسيين في المنطقة. وقال إنه يجب «منع إيران من الحصول على أسلحة نووية ووسائل لإطلاقها، وبناء سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين كجزء من سلام شامل في المنطقة». وتحدث جونز خلال احتفال «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» بالذكرى الـ25 لتأسيسه في واشنطن مساء أول من أمس حول القضيتين بينما أعلن عزم أوباما الكشف عن استراتيجية جديدة حول الأمن الوطني الأميركي.

وعدد جونز المخاطر التي قد تشكلها فرضية حصول إيران على أسلحة نووية، منها «تغيير واقع الشرق الأوسط وإطلاق سباق أسلحة نووية وزيادة إمكانية وخطر النزاعات المحلية وخرق نظام منع انتشار الأسلحة النووية بطريقة قاتلة وتقوية الإرهابيين والمتطرفين الذين يهددون الولايات المتحدة وحلفاءها». وقال إن واشنطن، لهذه الأسباب، تعمل على فرض عقوبات جديدة في مجلس الأمن، لكن عرض «التواصل» الذي قدمه أوباما ما زال قائما. وصرح جونز «في حال فشل قادة إيران في اختيار» الحوار، فإن «الولايات المتحدة مصرة على منع إيران من تطوير أسلحة نووية».

ولفت جونز إلى أنه عندما تولى الرئيس باراك أوباما الرئاسة كانت إيران قد «جمعت يورانيوم منخفض التخصيب اقترب من أن يكون كافيا لقنبلة» نووية. وأضاف أن «رعاية إيران للعناصر الإرهابية في العراق ولبنان وغزة تؤشر إلى إصرارها المتواصل على نشر العنف في الشرق الأوسط».

وربط جونز بين إيران والنزاع العربي - الإسرائيلي، قائلا إن طهران «تستغله» في المنطقة ولمنع عزلتها. وأضاف أن «إنهاء هذا النزاع وتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وإنشاء دولة فلسطينية سيادية سيأخذ موضوعا مثيرا للمشاعر من إيران وحزب الله وحماس». وأضاف أن «سلاما بين إسرائيل وسورية، إذا كان ممكنا، قد يكون له أثر انتقالي على المنطقة».

وحرص جونز على التركيز على دعم أوباما لإسرائيل، قائلا إن الكثير من «سوء التصور» يسود التقارير حول العلاقات بين البلدين، موضحا أن التزام الولايات المتحدة بإسرائيل «التزام وطني مبني على القيم المشتركة والروابط العميقة والمصالح المتبادلة». وأكد أن «العلاقة الخاصة» مع إسرائيل لن تتغير، مضيفا أن «على الجميع أن يعلم أنه لا يوجد أي مسافة بين الولايات المتحدة وإسرائيل عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل».

وبينما كرر جونز التزام الولايات المتحدة بالسلام في المنطقة، فإنه أكد أن «السلام يجب أن يتم من قبل الأطراف (المعنية) ولا يمكن فرضه من الخارج». ولكنه أضاف أيضا أنه لا يمكن مواصلة الوضع الراهن، معتبرا أنه «يقوي الممانعين (للاعتراف بإسرائيل) ويضعف الذين يريدون أن يعيشوا بسلام» مع إسرائيل. وعبر جونز عن «إحباطه» لعدم استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قائلا إن «الوقت قد حان لبدء تلك المفاوضات والكف عن الحجج».

وشدد جونز على أن أوباما منذ توليه منصبه جعل أولويته الأولى «أمن الشعب الأميركي» والتي قال إنه لتحقيقها دشن أوباما «عهدا جديدا من القيادة الأميركية والتواصل الشامل بناء على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل». وأعلن جونز أنه «خلال الأسابيع المقبلة سنطلق استراتيجية جديدة للأمن الوطني تجعل أسلوب الرئيس يتخذ شكلا رسميا، وهو أسلوب مكرس وتقوده مصالح أمننا الوطني». وسترتكز تلك المصالح على 4 أسس، هي الأمن والازدهار للشعب الأميركي، بالإضافة إلى القيم «العالمية» التي تدعمها الولايات المتحدة بناء على «نظام عالمي بقيادة أميركية تدعم السلم والأمن والفرص من خلال تعاون أقوى لمواجهة التحديات العالمية».

وتعتبر التحديات في الشرق الأوسط من بين أبرز تلك التحديات التي تريد الولايات المتحدة معالجتها من خلال التعاون الدولي. وعدد جونز الأولويات للولايات المتحدة في المنطقة والتي تشمل «إنهاء الحرب بمسؤولية في العراق»، مؤكدا سحب كل القوات الأميركية من البلاد بحلول نهاية العام المقبل. أما بالنسبة لمكافحة تنظيم القاعدة والمنظمات الموالية لها، فقال جونز «في أفغانستان ودول أخرى أعدنا التركيز على الحرب ضد (القاعدة) وحلفائها المتطرفين». واعتبر أن الولايات المتحدة نجحت في توجيه «ضربات قوية» ضد قادتها الذين حوصروا على الحدود بين أفغانستان وباكستان.

ومن جهة أخرى، أكد جونز التزام أوباما بأجندة «الإصلاح» في الشرق الأوسط. وكان مفكرون من «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» من أبرز الداعمين لهذه الأجندة خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وطالبوا الإدارة الأميركية الجديدة بالتمسك بها. وقال جونز «مثلما قال الرئيس (أوباما) في القاهرة، الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الحكومات التي تعكس رغبة الشعب، لأن التاريخ أظهر أن تلك الحكومات أكثر استقرارا وأكثر نجاحا وأكثر أمنا». وأضاف: «سيبقى الإصلاح السياسي والحكم الكفء والمسؤول عناصر أساسية لرؤيتنا للمستقبل في الشرق الأوسط وحول العالم».

يذكر أنه بينما كان جونز يتحدث في احتفال «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» شاركت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، في احتفال «المعهد العربي - الأميركي» السنوي في واشنطن، حيث قدم المعهد عددا من الجوائز، أمس، لبعض الشخصيات، على رأسهم عبد الرحمن زيتون، الذي رويت قصته في كتاب «زيتون» الشهير حول عواصف «كاترينا» في نيو أورليانز، بالإضافة إلى محافظ شيكاغو ريتشارد ديلي.