5 هجمات بسيارات مفخخة توقع عشرات القتلى والجرحى في بغداد

6 تفجيرات تستهدف مساكن في الأنبار وتوقع 18 قتيلا وجريحا

عراقيون يحاولون إخماد نيران في موقع انفجار سيارة مفخخة في مدينة الصدر ببغداد، أمس (أ.ب)
TT

قُتل وأصيب عشرات العراقيين في سلسلة اعتداءات بسيارات مفخخة استهدفت مساجد وحسينيات شيعية في بغداد وكذلك بانفجارات استهدفت مساكن في محافظة الأنبار أمس، حسبما أكدت مصادر أمنية.

وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن سيارتين انفجرتا في مدينة الصدر، إحداهما قرب مكتب سياسي للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر والأخرى في سوق، مما أدّى إلى مقتل 39 شخصا وإصابة 56 آخرين بجروح. وأضاف، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن ثلاث سيارات أخرى استهدفت مساجد شيعية. وقتل خمسة أشخاص وأصيب 14 آخرون عند بدء صلاة الجمعة في انفجار سيارة مفخخة قبالة مسجد شيعي في حي الحرية (شمال). وانفجرت سيارة أخرى قرب مسجد محسن الحكيم الشيعي في شرق بغداد مما أدّى إلى سقوط ثمانية قتلى و23 جريحا. وأوقعت قنبلة وُضعت خلف مسجد شيعي في وسط المدينة ستة جرحى. واستهدفت سيارة مفخخة أخرى سوقا قرب شارع حيفا في وسط العاصمة موقعة سبعة جرحى.

وأوضح مسؤول في المكتب السياسي للتيار الصدري لـ«الشرق الأوسط» أن قوات الحرس الوطني الفرقة الـ11 «قامت بإطلاق النار عشوائيا باتجاه المواطنين مباشرة بعد الانفجارات في مدينة الصدر مما زاد في عدد الضحايا، وأن عشرات سيارات الإسعاف والعجلات المدنية هُرعت إلى مكان الحادثة لتنقل الضحايا إلى المستشفيات القريبة، وسط غضب وسخط جماهيري من أبناء المدينة الذين حمّلوا الاحتلال والحكومة العراقية المسؤولية الكاملة».

من جهة أخرى، قُتل ستة أشخاص بينهم امرأة وطفل وعسكري في أربعة انفجارات استهدفت مساكن في الخالدية على بعد 75 كلم غرب بغداد، كما أعلنت الشرطة العراقية. وأوضح الملازم أول في الشرطة خضر أحمد العلواني أن التفجيرات التي حصلت بواسطة قنابل يدوية الصنع ومتفجرات بلاستيكية، استهدفت منازل كل من قاض متخصص في قضايا مكافحة الإرهاب وضابط شرطة، إضافة إلى مواطنين اثنين. وأضاف: «لقد قُتل ستة أشخاص بينهم طفل وامرأة وأصيب 12 شخصا آخر بجروح بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان». وأوضح الضابط أن الشرطة عثرت على سبع قنابل أخرى لم تنفجر، فعمدت إلى تفكيك ست منها، إلا أن السابعة انفجرت بينما كان الرقيب أسعد محمد البصراوي يحاول تفكيكها مما أدّى إلى مقتله.

وكان اللواء الركن بهاء القيسي قائد شرطة محافظة الأنبار قال في وقت سابق إن انفجارا وقع في «منزل إرهابيين» غرب بغداد وإنه لدى توجه الشرطة إلى المكان وقع انفجار ثانٍ أدّى إلى مقتل عسكري.

من جهته قال القاضي فاضل محمود صالح الذي يعمل في قسم مكافحة الإرهاب في محكمة الحبانية (15 كلم شرق الخالدية) :«إنها المرة الثانية هذا الشهر التي يحاولون فيها اغتيالي. المرة الأولى كانت بواسطة عبوة لاصقة وضعوها تحت سيارتي ولكن تم تفكيكها». ولم يُصَب القاضي، الذي كان موجودا في منزله لحظة الانفجار، بأي أذى، غير أن اثنين من أبنائه أصيبا بجروح، كما قال.

ورغم أنه لم يتم تبني هذه الاعتداءات، فإنها تحمل بصمات تنظيم القاعدة. ويبدو أنها جاءت ردا على عملية مشتركة للقوات العراقية والأميركية أدّت إلى مقتل أبو عمر البغدادي «أمير دولة العراق الإسلامية» وأبو أيوب المصري وزير حربه، وذلك بعد مقتل الزعيم العسكري لـ«القاعدة» في شمال العراق المدعو أحمد العبيدي الملقب بـ«أبو صهيب». وأول من أمس أعلنت السلطات العراقية أن اعتقال أكبر قياديي تنظيم القاعدة في بغداد الذي يكنى بـ«والي بغداد» مناف عبد الرحمن الراوي الملقب بـ«أبو حيدر» قاد إلى مكان وجود أبو عمر البغدادي ووزير حربه أبو أيوب المصري الأحد الماضي، وقتلهما.

إلى ذلك، أكد مصدر أمني أمس أن قوة من الشرطة العراقية تمكنت من اعتقال أحد قياديي تنظيم «دولة العراق الإسلامية» المرتبط بتنظيم القاعدة «في عملية أمنية نفذتها غربي كركوك».

وقال العقيد فتاح الخفاجي قائد شرطة الحويجة لوكالة الأنباء الألمانية إن «قوة من شرطة قضاء الحويجة شنت ليلة أمس حملة دهم وتفتيش في قرية الصفيرة التابعة للقضاء (60 كلم غربي كركوك) أسفرت عن اعتقال قيادي في تنظيم دولة العراق الإسلامية مطلوب وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب يُدعى برهان محمود محمد وهو يتولى مهام (التنظيم الإرهابي) في مناطق الحويجة والرشاد والرياض». وأشار إلى أن عملية الاعتقال جرت بعد ورود معلومات استخبارية دقيقة وأن المعتقل هو عنصر قيادي بدولة العراق الإسلامية، وأن التحقيقات الأولية تشير إلى أنه مسؤول عن الكثير من الهجمات التي وقعت جنوب وغرب كركوك.