إغلاق مطار ريكيافيك بآيسلندا للمرة الأولى منذ أزمة البركان

مواصلة نقل عشرات آلاف العالقين.. واجتماع أوروبي لبحث التنسيق قريبا

TT

أغلق مطار ريكيافيك في العاصمة الآيسلندية، أمس، للمرة الأولى منذ بدء أزمة سحب الرماد البركاني التي تسببت في إغلاق مطارات أوروبا. وفيما واصلت شركات الطيران أمس نقل عشرات آلاف المسافرين الأوروبيين العالقين في العالم، أعلن عن اجتماع وزاري مطلع الشهر المقبل سيخصص لبحث تحسين تنسيق عمل خدمات المراقبة الجوية في أوروبا.

فبعد تسعة أيام من ثوران بركان آيسلندا، أدى تغير مسار الرياح إلى إغلاق مطار ريكيافيك الرئيسي في البلاد لأول مرة، مع تحول اتجاه سحب الرماد باتجاه المدينة. ورغم أن المطار لا يبعد سوى نحو مائة كيلومتر عن مركز البركان، فإنه لم يتأثر بثورته، وبقي مفتوحا أمام الرحلات عبر الأطلسي طوال الأزمة. ورغم الشمس الساطعة والسماء الزرقاء الصافية فوق العاصمة الآيسلندية، فإن سلطات المطار أكدت على ضرورة إغلاقه.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن هيورديس غودموندسدوتير المتحدثة باسم منظمة «ايسافيا» المسؤولة عن الطيران في آيسلندا قولها إن «اتجاه الرياح تغير وحمل الرماد إلى ريكيافيك وكيفلافيك»، مضيفة أن «المشكلة هي في الرماد الذي يحمله الهواء. فأنت لا تراه، لكنه في الهواء، وفي المنطقة التي تحلق فيها الطائرات». وأكدت أنه يسمح للطائرات التي تحلق على ارتفاع يزيد على 20 ألف قدم بالمرور في الأجواء، مشيرة إلى أنه سيطلب من الطائرات القادمة التوجه إلى مطارات أخرى في شرق وشمال البلاد.

وذكر خبراء أن البركان بدأ يفقد قوته، إلا أنه من المستحيل التكهن بموعد توقفه عن الثوران.

وكان ثوران بركان آيسلندا الأربعاء الماضي أدى إلى تصاعد سحب الرماد التي امتدت إلى شمال وغرب أوروبا، مما أدى إلى أسوأ اضطرابات في الحركة الجوية منذ الحرب العالمية الثانية. وذكرت منظمة «اياتا» المسؤولة عن خطوط الطيران المدني أن إغلاق المطارات كلف شركات الطيران نحو 1.7 مليار دولار، وطلبت من الحكومات تحمل جزء من هذه التكاليف، معبرة عن غضبها من طريقة تعامل تلك الدول مع الأزمة.

وقال طالب الرفاعي، أمين عام منظمة السياحة العالمية، في مؤتمر صحافي في مدريد، إنه حتى دون الأخذ في الاعتبار خسائر قطاع الطيران خارج أوروبا، فإن مجمل الخسائر اليومية بلغ نحو 400 مليون دولار.

وعادت معظم المطارات الكبرى إلى العمل كالمعتاد، وعاد عدد الرحلات إلى المستويات المعتادة. وأعلن المفوض الأوروبي المكلف شؤون النقل سيم كالاس أمس أن حركة الملاحة الجوية في أوروبا عادت «إلى طبيعتها» بعد الفوضى التي تسببت فيها سحابة الرماد البركاني الناجمة عن ثوران بركان في آيسلندا. وأضاف خلال تصريح صحافي أن «الأنباء مشجعة، لليوم الثاني على التوالي نتوقع أن تحلق 28 ألف رحلة في المجال الجوي الأوروبي، مما يعني عودة الأمور إلى طبيعتها».

وأوضحت المنظمة الأوروبية لسلامة الطيران «يوروكونترول» في بيان أن «كل المجال الجوي الأوروبي تقريبا» أصبح مفتوحا باستثناء قسم من شمال اسكوتلندا.

وقالت إن حركة الملاحة الجوية عادت «إلى مستوى طبيعي»، متوقعة من جهتها أن تتم 29 ألف رحلة يوم أمس، أي أكثر من العدد الذي أشارت إليه المفوضية الأوروبية.

إلا أن عشرات آلاف المسافرين الأوروبيين لا يزالون عالقين في أنحاء العالم، ولا تزال شركات الطيران تحاول نقلهم إلى وجهة سفرهم. وقالت وزارة الخارجية البلجيكية على سبيل المثال إن أكثر من خمسة آلاف بلجيكي ما زالوا عالقين، من بينهم ألفان في تونس وعدد مشابه في مصر. وذكرت خطوط «ريان إير» الأيرلندية الاقتصادية في البداية أنها ستكتفي بتعويض المسافرين عن تذاكرهم، إلا أنها قالت لاحقا إنها ستلتزم بقوانين الاتحاد الأوروبي وتدفع للركاب بدل السكن والطعام.

من ناحية أخرى، أعلنت الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي أمس عن عقد اجتماع خاص لوزراء نقل الاتحاد الأوروبي في الرابع من مايو (أيار) المقبل في بروكسل، لبحث سبل تحسين تنسيق عمل خدمات المراقبة الجوية في أوروبا.

وقال خوسيه بلانكو، وزير النقل الإسباني، إن الفوضى التي شهدها الطيران الجوي الأسبوع الماضي «كشفت عن الحاجة إلى دراسة مشتركة لتحسين طرق استجابة أوروبا» في مثل هذه الظروف. وسيتم طرح الكثير من المقترحات أمام وزراء النقل «من بينها تسريع الجدول الزمني لتوحيد الأجواء الأوروبية»، حسب بلانكو.