طبول الحرب تقرع مجددا بين الكوريتين

بيونغ يانغ تصادر أملاكا وتتوعد.. وكلينتون تحذر من عواقب «أي حسابات خاطئة»

TT

اشتد التوتر في شبه الجزيرة الكورية بإقدام كوريا الشمالية على مصادرة مبان تعود ملكيتها إلى كوريا الجنوبية، وتحذيرها من نشوب حرب جديدة، فيما حذرت واشنطن هي الأخرى من الانزلاق نحو حرب في المنطقة بداعي «الحسابات الخاطئة».

وأعلنت الدولة الشيوعية أمس أنها صادرت مباني تعود ملكيتها لكوريا الجنوبية تقع في منتجع جبلي سياحي يرتاده كوريون جنوبيون، وعن وقف نهائي للرحلات الرمزية إلى جبل منتجع كومغانغ المعروف بمناظره الجميلة، متهمة الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك بالسعي إلى «المواجهة» مع الشمال. وجاء التصعيد بعد غرق سفينة حربية كورية جنوبية إثر انفجار غامض الشهر الماضي مما أدى إلى مقتل 46 بحارا، وقال الإعلام الكوري الجنوبي إن الجيش يشتبه في أن كوريا الشمالية كانت وراء الانفجار.

ودفعت التوترات بوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الإعراب عن أملها أمس في أن لا تؤدي «أي حسابات خاطئة» إلى اندلاع حرب جديدة بين الكوريتين. وقالت كلينتون: «آمل في أن لا يكون هناك حديث عن حرب وأن لا يحصل أي تحرك أو حسابات خاطئة يمكن أن تتسبب في رد قد يؤدي إلى نزاع». وأضافت: «لقد قلنا مرارا وتكرارا إن على الكوريين الشماليين عدم القيام بأي أعمال استفزازية، وإن عليهم العودة إلى المحادثات السداسية» الهادفة إلى نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن توتر «الوضع بلغ مرحلة قصوى لدرجة أننا أصبحنا على مفترق طرق بين السلم والحرب، بالتالي فإنه من الطبيعي أن نكف عن إبداء الكرم والتسامح مع الجنوب في هذا الوضع».

وأقدمت كوريا الشمالية الأسبوع الماضي على طرد عمال كوريين جنوبيين وأغلقت خمسة مبان في منتجع كومغانغ الذي تملكه حكومة سيول. وأعلنت أمس أنها صادرت المباني الخمسة وجمدت «جميع العقارات الأخرى» في المنتجع وطردت جميع موظفي الإدارة.

وقالت سيول إن ما قامت به بيونغ يانغ في كومغانغ ينتهك العقود الموقعة بين الطرفين. وصرحت وزارة التوحيد في بيان أن «هذه خطوة غير منصفة وتقوض أساس العلاقات».

وجاءت هذه الخطوة بعد أن ذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أول من أمس نقلا عن مصدر عسكري أن سيول تشتبه في أن غواصات كورية شمالية هاجمت السفينة وأغرقتها بطوربيد. واتهمت بيونغ يانغ سيول بـ«تعمد» اتهامها في غرق السفينة الحربية ووصفت الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك بـ«الخائن». وقالت إن «مجموعة الدمى تعمدت الدعوة إلى القطع التام للعلاقات بين الشمال والجنوب في دعوة إلى عدم استبعاد الحرب عندما ربطت عمدا إغراق سفينتها الحربية بكوريا الشمالية».

وكانت سفينة «شيونان» البالغة زنتها 1200 طن قد انشطرت إلى نصفين وغرقت في 26 من الشهر الماضي قرب الحدود البحرية الكورية الجنوبية المتنازع عليها في البحر الأصفر. وامتنعت كوريا الجنوبية حتى الآن من اتهام كوريا الشمالية مباشرة بإغراق السفينة على الرغم من أن وزير الدفاع كيم تاي يونغ أثار إمكانية أن يكون السبب لغما أو طوربيدا. وتوعد لي يوم الأربعاء الماضي برد «حاسم» على كارثة شيونان، ووصفها بأنها أفدح خسارة في الأرواح في وقت الحرب تمنى بها البحرية الكورية الجنوبية بأنها «جرس إنذار» ووصف كوريا الشمالية بأنها أكثر دولة «محبة للحرب» في العالم.

وبدا أن العلاقات بين الكوريتين قد دخلت مرحلة جديدة من المصالحة بعد القمة الكورية التاريخية عام 2000، إلا أنها تدهورت بعد تسلم حكومة لي السلطة في 2008. وقد اتخذ لي موقفا أكثر تشددا تجاه بيونغ يانغ، فيما أثار قيامها بتطوير أسلحة نووية إدانة دولية وفرض عليها عقوبات.

وصرح أحد المنشقين الكوريين الشماليين أول من أمس أنه «من الواضح» أن زعيم النظام الشيوعي كيم جونغ إيل كان وراء إغراق السفينة، واتهمه بالرغبة في خلق حالة من الفوضى في شبه الجزيرة الكورية. من ناحية أخرى رفعت فرق الإنشاء أنقاض أحد شطري السفينة المدمرة من قاع البحر الجمعة في خطوة أخرى مهمة للتحقيق الذي سيحدد سبب الكارثة.