بيرنز: العقوبات ضد إيران ستتضمن إجراءات مهمة.. ولأول مرة سنتحدث بصوت واحد

دبلوماسيون: إيران توافق على تحسين مراقبة موقع نووي.. نجاد في هراري: الغرب يريد تدمير إيران وزيمبابوي

محمود أحمدي نجاد ، وروبرت موغابي خلال افتتاح معرض تجاري في مدينة بولاوايو على هامش الزيارة التي يقوم بها الرئيس الايراني لزيمبابوي (ا.ف.ب)
TT

قال مسؤول كبير في الحكومة الأميركية أمس، إن بلاده لمست تقدما كبيرا في المفاوضات بشأن عقوبات جديدة ضد إيران بسبب برنامجها النووي، مشيرا إلى اختراق جدي في هذا الخصوص، وأن الفرصة مواتية للعالم الآن في أن يتحدث بصوت واحد في الموضوع الإيراني. وفي هراري عاصمة زيمبابوي التي يزورها الرئيس الإيراني، اتهم أحمدي نجاد، الدول الغربية بأنها تسعى لتدمير إيران وزيمبابوي، فيما أيد نظيره روبرت موغابي برنامج إيران النووي المثير للجدل واتهم الغرب بالسعي لمعاقبة الدولتين لتأكيدهما استقلالهما.

وحسب مصادر في نيويورك، فإن دبلوماسيين من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ومن ألمانيا يجتمعون كل يوم تقريبا في نيويورك لإدخال تعديلات على اقتراح بالعقوبات أعدته الولايات المتحدة وتريد موسكو وبكين تخفيفه. وقال وليام بيرنز وكيل وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين في كيب تاون بجنوب أفريقيا التي يزورها حاليا، «إذا نظرتم أين كنا قبل ستة أشهر.. فقد كان من الصعب جدا الإشارة إلى أي أرضية مشتركة بين جميع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن». وأضاف «الآن رأيتم التصريحات الحديثة ليس فقط من جانب روسيا وإنما من جانب الصين أيضا.. نحرز تقدما كبيرا». وزاد قائلا «أعتقد أن القرار سيتضمن إجراءات مهمة».

وتقول إيران وهي خامس دولة مصدرة للنفط في العالم إن برنامجها النووي سلمي تماما وإنها لا تهدف إلى استغلال عسكري. ولكن برنامجها لتخصيب اليورانيوم يتحدى ثلاث جولات من العقوبات فرضها مجلس الأمن مما أدى لتحركات لفرض عقوبات أشد لوقف ما يخشى الغرب أن يكون مسعى سريا لإنتاج أسلحة ذرية.

وقال بيرنز إن النص الجديد الخاص بالعقوبات فرصة فريدة للمجتمع الدولي الذي لم يتحدث دائما بصوت واحد في المسائل المتعلقة بنزع الأسلحة النووية والتكنولوجيا النووية، للإشارة إلى عدم رضاه عن البرنامج النووي الإيراني. وأضاف بيرنز أنها «فرصة فريدة من عدة أوجه أن نرسل رسالة دولية موحدة بشأن القلق الدولي.. وفي هذه الحالة بشأن رفض إيران الوفاء بالتزاماتها».

وأعلن دبلوماسيون أن إيران قالت إنها ستسمح لمسؤولين نوويين من الأمم المتحدة بأن يراقبوا بشكل أفضل موقعا بدأت فيه قبل شهرين تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى، كما أنها ستسمح لهم بحرية الوصول إلى هذا الموقع. وأضافوا أن هذه الخطوة كانت يجب أن تحدث في وقت سابق لأن إيران بدأت التخصيب لمستويات أعلى في فبراير (شباط) الماضي وقبل أن يتمكن مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة من تحسين أساليب المراقبة.

وقالت القوى الغربية التي تشتبه في أن إيران تسعى لإنتاج أسلحة ذرية إن الانتقال إلى التخصيب لمستويات أعلى «عمل استفزازي» ويتطلب فرض عقوبات. وقال الدبلوماسيون إن طهران وافقت في اجتماع مع مسؤولي الوكالة الدولية هذا الشهر «من حيث المبدأ» على السماح لهم بتعزيز المراقبة وإجراءات احتواء لتحسين فرص اكتشاف أي تحويل للمواد النووية للاستغلال العسكري.

وقال دبلوماسي غربي كبير «الآن تم التوصل إلى اتفاق لتعزيز إجراءات المراقبة. ولكن يتعين علينا أن نرى ما إذا كانوا سيطبقونه ومتى». وقالت الجمهورية الإسلامية إن الوعد الذي قدمته أوضح أنها تتعاون بشكل جيد مع الوكالة. ورحب الدبلوماسيون الغربيون بهذا التنازل ولكنهم قالوا إن هذه خطوات روتينية تهربت منها طهران من قبل. وتقول إيران إنها تقوم بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء نسبتها 20 في المائة لتوفير مواد لتصنيع وقود لتشغيل مفاعل أبحاث يستخدم في الأغراض الطبية. وأثارت هذه الخطوة شكوكا في الخارج لأنه يعتقد أن طهران تفتقر إلى التكنولوجيا اللازمة لإتمام خطة كهذه قريبا.

وقال دبلوماسيون إن الوكالة الدولية سعت منذ أن بدأ العمل في الموقع لتحسين زوايا كاميرات المراقبة وإضافة كاميرات جديدة والقيام بمزيد من الزيارات وتفتيش الموقع بعد إشعار قصير وإضافة معدات لقياس مستويات التخصيب. وكانت الوكالة تريد تطبيق هذه الإجراءات قبل بدء تخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى في الموقع قبل ثلاثة أشهر تقريبا. ويخشى مسؤولون غربيون أن يكون قصد إيران من زيادة مستوى التخصيب هو دفعها على طريق توليد يورانيوم يستخدم لإنتاج الأسلحة بتخصيبه إلى درجة نقاء تصل إلى 90 في المائة. وقال علي أصغر سلطانية مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية «نعم.. وافقنا من حيث المبدأ على التأكد من تلبية طلبات الوكالة الدولية المشروعة والمبررة من الناحية الفنية». وقال دبلوماسي مقرب من الوكالة الدولية «الإجراءات المعززة مهمة أيضا في حالة ما إذا كانت إيران تريد البدء في التخصيب في أكثر من سلسلة من الوحدات» مشيرا إلى وحدة لأجهزة التخصيب تضم 164 جهازا للطرد المركزي.

قال تقرير للوكالة الدولية في فبراير إن إيران أنتجت كمية صغيرة من اليورانيوم الأعلى تخصيبا في وحدة بنطنز. وقالت إيران إن وحدة واحدة تكفي لإنتاج المواد التي تحتاجها نحو 1.5 كيلوغرام في الشهر. لكن محللين يقولون إنه سيكون أمرا منطقيا بالنسبة لإيران إذا وسعت التخصيب في أكثر من وحدة لجعل العملية أكثر كفاءة إذا كان هدفها النهائي هو إنتاج وقود نووي. ومن شأن التوسيع أن يصعد التوترات بين طهران والقوى الغربية.

وقال مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن «إذا كانوا جادين في الرغبة في إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المائة سيتعين عليهم التوسع». وأعلنت إيران أنها اضطرت للتخصيب لمستويات أعلى بعد تعطل اتفاق لمبادلة الوقود مع القوى الغربية والوكالة الدولية. وقال فيتزباتريك إن إيران تظهر تحديا وتسعى أيضا للضغط على الغرب كي يقبل العرض الذي قدمته هي بشأن اتفاق مبادلة الوقود. وطالبت إيران بإدخال تعديلات على عرض الوقود مثل المبادلة المتزامنة بين اليورانيوم والوقود، وأن يحدث ذلك على أرض إيرانية، التي ترى الأطراف الأخرى أنها غير مقبولة. من جهة ثانية، وجه كل من رئيس زيمبابوي روبرت موغابي ونظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد انتقادات حادة للغرب في هراري بسبب العقوبات المفروضة على حكومتيهما. واتهم الرئيس الإيراني في كلمة الدول الغربية بالسعي إلى «تدمير اقتصاد» بلاده واقتصاد زيمبابوي التي يقوم فيها بزيارة تستغرق يومين. وقال أحمدي نجاد أمام مئات الأشخاص ومعظمهم من المسلمين «أمم العالم بما فيها زيمبابوي وإيران قررت الصمود». وأيد الرئيس روبرت موغابي برنامج إيران النووي المثير للجدل واتهم الغرب بالسعي لمعاقبة الدولتين لتأكيدهما استقلالهما.