اعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، جون بينغ، أن الانتخابات السودانية «تعتبر ناجحة مع التحديات الكبيرة في تنظيمها ورغم الصعوبات». وأضاف بينغ في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن أن الانتخابات «خطوة أولية في خريطة طريق طويل للسودان». وشدد بينغ على أهمية مواصلة تنفيذ اتفاق السلام الشامل في السودان بالإضافة إلى أهمية إجراء الانتخابات في حد ذاتها، بغض النظر عن بعض المشكلات فيها، قائلا إن «الديمقراطية والانتخابات عملية مطولة».
وكان بينغ يتحدث في مؤتمر صحافي في واشنطن مع انتهاء اجتماعات الاتحاد الأفريقي مع الإدارة الأميركية، وكانت هذه الاجتماعات الأولى بين الطرفين. وبعد انتهاء اللقاءات التي شارك فيها وكيل وزيرة الخارجية الأميركية، جيكوب ليو، وبينغ هذا الأسبوع، أصدر الطرفان بيانا ختاميا مشتركا يؤكد على مواصلة التعاون وإجراء لقاءات ثنائية سنويا، بين واشنطن وأديس أبابا.
وأضاف البيان الختامي أن الطرفين يتطلعان إلى «تقوية مصالحنا المتبادلة وتطوير قيمنا المشتركة لشراكة استراتيجية جديدة». وتابع أن الولايات المتحدة تدعم «الدور الأساسي (للاتحاد الأفريقي) في دعم الديمقراطية والحكم الرشيد في أفريقيا». وتحدث بينغ عن التزام الاتحاد الأفريقي بـ«محاربة ظاهرة القادة الدائمين» في القارة الأفريقية، مشددا على أهمية «احترام دستور كل دولة» الذي يحدد فترة حكم القادة.
وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول انتقاد المراقبين الدوليين للانتخابات في السودان واعتبارها غير حرة أو عادلة، قال بينغ: «المراقبين الدوليين نادرا ما يكونون سعداء من الانتخابات في أفريقيا». وأضاف أن في رأيه الانتخابات ناجحة عند مقارنتها بحجم التحديات التي واجهت إجراءها، موضحا: «كل أفريقيا تواجه مشكلات في إجراء الانتخابات وفي السودان المشكلات مضاعفة بسبب حجم البلاد، وهي أكبر دولة في أفريقيا». وتابع: «هذه أول انتخابات في السودان منذ 24 سنة وكانت هناك تحديات كبيرة في تنظيمها وعلى الرغم من التحديات تم إجراؤها، ولم نشهد حالات واسعة من العنف وتم تمديد الانتخابات 5 أيام.. وعند أخذ كل ذلك في عين الاعتبار والتحديات في تنظيم الانتخابات كانت ناجحة».
ومن جهته، قال السفير الأميركي لدى الاتحاد الأفريقي، مايكل باتل: «نحن نتطلع إلى الخطوات المقبلة في السودان، والاتحاد الأفريقي قد طلب عقد اجتماع في أديس أبابا في مايو (أيار) من أجل مراجعة شاملة للوضع في السودان وسنكون سعيدين لرؤية تقدم عملية السلام في السودان». وأضاف: «بعد اجتماع 8 مايو سيكون من الممكن الحكم على التطورات هناك».
واعتبر بينغ أن اللقاء الاستراتيجي الرفيع المستوى مع الولايات المتحدة الأول من نوعه منذ تأسيس الاتحاد الأفريقي عام 2002 كان مهما من أجل «تأسيس شراكة صلبة» مع الولايات المتحدة.