صقور «14 آذار» لم يتأقلموا بعد مع تطور العلاقات اللبنانية - السورية

زهرا: العلاقة الصحيحة تحتاج إلى مراجعة هادئة لمعاهدة الأخوة

TT

لم يتمكن كثير من سياسيي «14 آذار»، الذين عرفوا بـ«صقور» مرحلة العداء بين قوى «14 آذار» وسورية، من التأقلم مع الواقع الجديد للعلاقات اللبنانية - السورية، الذي فرضته زيارة الوفد التقني اللبناني برئاسة وزير الدولة جان أوغاسابيان الاثنين الماضي إلى دمشق، وقبلها زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وفي هذا الإطار، يؤكد منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» فارس سعيد لـ«الشرق الأوسط»، أن «العلاقة مع سورية تتحسن عندما يصبح التعامل بين البلدين من دولة إلى دولة، وتتوقف سورية عن استقبال الشخصيات السياسية اللبنانية خارج الإطار الرسمي وإظهارها إلى الإعلام». ولا يجد مشكلة «في استقبال دول أجنبية أخرى للشخصيات نفسها، لأن تلك الدول لم يكن يوما جيشها في لبنان ولم تكن لها حدود معه، وبالتالي فالحساسية تكون أقل».

ويستعرض سعيد مرحلة السنوات الخمس الماضية من العلاقات اللبنانية - السورية، ويقول: «إن الاتهام السياسي لسورية باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، جاء لأن الظروف السياسية المحيطة بالجريمة كانت تؤشر بقراءة أمنية إلى أن سورية هي المسؤولة عبر النظام الأمني اللبناني - السوري الذي كان موجودا حينها، والذي كان مسؤولا عن حفظ الأمن، ولكن لكي لا يكون الاتهام تجنيا، طالبنا بمحكمة دولية من أعلى سلطة قضائية، لتبرئة دمشق أو تجريمها من زاوية قضائية، ولم نتكلم يوما عن أي اتهام بعد إنشاء المحكمة وسنسلم بما سيصدر عنها». ويعتبر سعيد أن «(14 آذار) ذهبت إلى النهاية خلال فترة العلاقات السيئة مع السوريين من أجل خروج الجيش السوري من لبنان، الذي تحقق بفعل إرادة اللبنانيين وجهودهم، وعلى أساس دماء الرئيس رفيق الحريري، وهو انتصار لكل اللبنانيين وليس لـ(14 آذار) فقط، كما أنه ليس انتكاسة لسورية، لأنه من الطبيعي أن يكون الجيش السوري في سورية والجيش اللبناني في لبنان».

ويرى سعيد أن «موقفنا مختلف تماما أو على الأقل متمايز عن موقف رئيس الحكومة سعد الحريري، لأن من واجبه كرئيس حكومة لبنان أن يفتح صفحة جديدة في العلاقات مع سورية، بينما نحن ننظر إلى العلاقات بقدر ما تتوقف سورية عن فتح علاقات مع الجماعات اللبنانية، حزبية أو طائفية، وتمارس علاقاتها من دولة إلى دولة عبر الأطر الرسمية المعمول بها».

أما القيادي في تيار «المستقبل» النائب الأسبق مصطفى علوش، فيرى أن «(14 آذار) وتيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري، متزامنان ومتلازمان، بغض النظر عن كل ما يشاع وعن كل المحاولات الإقليمية والدولية لزعزعة هذا التحالف، المقصود منه إضعاف التيار»، معتبرا أن «المستقبل لا يقوى بالتحالف مع حزب الله والحزب الاشتراكي، لأنهما لا يقومان بالأساس في بناء التيار، الذي هو في وحدة حال مع (14 آذار)». ويشدد علوش على «فصل المحكمة الدولية عن مسار العلاقات اللبنانية - السورية.