زرعت وزارة التعليم المغربية ستة ملايين شجرة في مختلف المدارس في جميع أنحاء المغرب، وهو عدد يفوق عدد تلاميذ المدارس أنفسهم. وجاءت هذه المبادرة في إطار احتفال الرباط بأيام «الأرض والبيئة»، حيث جرت الاحتفالات هذه السنة في مدن عالمية، هي واشنطن ونيويورك وبونس إيرس وكلكتا، إضافة إلى العاصمة المغربية.
وأعلنت لطيفة العابدة الوزيرة في وزارة التعليم، خلال احتفال جرى في مدرسة «ثانوية الليمون»، وهي من أعرق مدارس الرباط، حضره تيموثي موريس سفير بريطانيا في المغرب، عن انتهاء عملية غرس الأشجار في المدارس، كما أعلنت كذلك عن عقد اتفاقية مع المؤسسة الوطنية للكهرباء (مؤسسة حكومية) تهدف إلى توزيع مصابيح خاصة لتوفير الطاقة في جميع المدارس، وصنابير المياه العذبة.
وقالت العابدة إن التجربة شملت في الوقت الحالي خمس مناطق هي: تزنيت وإنزكان وأزيلال وأكادير وبولمان، مشيرة إلى أن التجربة ستعمم لاحقا لتشمل بقية مناطق البلاد.
وأشارت العابدة إلى أن وزارة التعليم تسعى إلى أن تشمل المناهج المدرسية إضافة إلى اللغات الحية والتاريخ والجغرافيا، العلوم والحياة والأرض وكل ما يتعلق بالبيئة، وأكدت الوزيرة أن الأساتذة شرعوا بالفعل في تقديم دروس توعية، وعبرت عن اعتقادها أن مثل هذه الدروس تشجع الطلاب على الحفاظ على البيئة، وتنشر وسطهم الوعي البيئي والمخاطر التي تتهدد الأرض.
وفي سياق متصل أقر تيموثي موريس السفير البريطاني في الرباط، أن بلاده تعرف الدور السلبي الذي لعبته في تلويث البيئة بعد انطلاق الثورة الصناعة منها، وقال: «نعم، بريطانيا أول دولة تلوث البيئة»، مشيرا إلى أنه بسبب ذلك تحرص الآن على المشاريع التي تحافظ على البيئة. وقال موريس إن «حماية البيئة ليست أمرا سهلا وليس صعبا في الوقت نفسه، لكنه يتطلب الكثير من العمل». وقال إن السفارة البريطانية ستشارك مع «سبانا» (وهي جمعية بريطانية غير حكومية تهتم بقضايا الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة، ولها عدد من الفروع حول العالم)، في برامج من أجل توعية الأطفال والطلاب والشباب المغاربة بأهمية البيئة.
يشار إلى أن طلاب المدارس انخرطوا خلال الأيام الماضية في ورش داخل وخارج المدارس، لإعداد أعمال فنية مختلفة تحترم المعايير البيئية، كرسومات من الورق والبلاستيك المستعمل، بالإضافة إلى لوحات فنية وجداريات، اعتمدت في ألوانها على اللون الأخضر.