النمسا تدعو إيران للتعاون إذا كانت ترغب في تجنب العقوبات

متقي يتساءل في فيينا عن مصير عالِمين نوويين إيرانيين اختفيا ويعتقد أنهما في أميركا

TT

دعا وزير خارجية النمسا مايكل اسبيندلغر إيران أمس إلى أن تبدي تعاونا مع الغرب في ما يتعلق ببرنامجها النووي إن كانت ترغب في تجنب المزيد من العقوبات. وأضاف الوزير النمساوي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني منوشهر متقي: «أرجو أم لا يصل الأمر إلى هذه العقوبات، وأن تبدي إيران استعدادا للتعاون مع المجتمع الدولي». وجاءت زيارة متقي للنمسا أمس في إطار حملة دبلوماسية إيرانية لإقناع دول لديها مقعد غير دائم حاليا في مجلس الأمن بعدم تأييد العقوبات التي تسعي الولايات المتحدة لاستصدارها من المجلس.

وردا على أسئلة الصحافيين عما إذا كانت إيران قد جاءت بعرض جديد يختلف عن مواقفها السابقة، قال وزير خارجية النمسا: «هناك ما هو جديد، لكن الوقت مبكر للإفصاح عن كنهه، على الأقل حتى يقوم بعرضه ومناقشته مع بقية زملائه الأوروبيين في اجتماع من المقرر أن يعقدوه اليوم في لوكسمبورغ». حاثا إيران في ذات الوقت على ضرورة أن تبدي المزيد من التعاون مع المجتمع الدولي حتى تتجنب العقوبات وحتى تساعد على إمكانية وقف الإجماع السائر نحو فرض حزمة عقوبات جديدة ضدها من قبل مجلس الأمن الدولي. ومعلوم أن زيارة متقي للنمسا جاءت في هذا الإطار، إذ تتمتع النمسا بالعضوية الدورية لمجلس الأمن ومدتها عامان متواليان.

من جانبه نفى متقي أن تكون دول مجلس الأمن الـ15 مجمعة ومتفقة على ضرورة أن يجيز المجلس قرارا يفرض عقوبات ضد إيران، موضحا أن لإيران دولا وأصدقاء يؤمنون بحقها العادل وبضرورة عدم التحيز ضدها تلبية فقط لمشيئة دول متكبرة، مذكرا أن العقوبات مجرد إرث سيئ من عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، مطالبا الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما بضرورة إزالة سوء الفهم هذا. وشدد على أن إيران لا تعمل على امتلاك أسلحة نووية، بل تعارض أن تمتلك تلك الأسلحة أية دولة أخرى. في سياق موازٍ لم يغفل متقي أن ينبه النمسا وبقية الدول الأوروبية للدور الذي يمكن أن تلعبه إيران في توفير ما يحتاجونه كل شتاء من غاز للتدفئة، وذلك عبر أكثر من مشروع تخطط أوروبا لتنفيذه حتى يصلها الغاز سنويا دون مشكلات. ساعيا في إطار آخر إلى تهدئة المخاوف التي تمثلت في أسئلة عرضها عليه نظيره النمساوي، من بينها موقف الحكومة الإيرانية من مراعاة قوانين حقوق الإنسان بإيران، بالإضافة إلى قضية اعتقال ثلاثة من الشباب الأميركيين بإيران، بجانب الشكوك والقلق الذي أثاره تصريح الرئيس الإيراني بإزالة إسرائيل من الخريطة.

وحول هذه القضايا أكد متقي أن الأميركيين المقبوض عليهم لا يزالون تحت التحقيق لدخولهم إيران بصورة غير قانونية. متسائلا بدوره عن مصير عالِمين إيرانيين اختفيا ويعتقد أنهما في أميركا، مذكرا بأن الحكومة الإيرانية تهتم بتطبيق ومراعاة حقوق الإنسان وفق منظورها كدولة إسلامية. مشددا على ضرورة أن يهتم المجتمع الدولي بحقوق الفلسطينيين وأن يستنكر أسلوب حكومة إسرائيل.

وكان منوشهر متقي قد التقى صباح أمس بمقر السفارة الإيرانية وبعثتها للأمم المتحدة بيوكيا أمانو مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكانت مصادر إيرانية ضمن الوفد قد أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن متقي قد وعد بمزيد من الصلاحيات التي ستوفرها إيران لمندوبي الوكالة للقيام بمهامهم في التحقق والتفتيش بحرية أكثر، مقابل أن تعمل الوكالة من جانبها على تقديم تقييم للنشاط الإيراني بصورة أكثر حيادا وتوازنا. واصفين الاجتماع بالودي المثمر.

وقالت الوكالة الدولية في بيان: «عقد الاجتماع في مناخ عملي». وأضافت أن متقي وأمانو ناقشا اقتراح الوقود النووي وتبادلا وجهات النظر بشأن السبل المحتملة لتطبيقه. ولم تكشف عن تفاصيل بشأن ما إذا كان قد تم التوصل إلى نتيجة.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وافقت إيران من حيث المبدأ على إرسال يورانيوم مخصب بدرجة منخفضة للخارج لمزيد من المعالجة، لكنها أعلنت بعد ذلك أن المبادلة لا بد أن تحدث على أراضيها وأن يكون التسليم والتسلم متزامنا.

وكانت الأطراف الأخرى في الاتفاق الذي تدعمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي فرنسا والولايات المتحدة وروسيا، قالت إنها لا تستطيع قبول هذه الشروط لأن الاتفاق بهذه الصيغة لن ينجح في بناء الثقة.