رئيس الحكومة الإماراتية: لا منافسة بين دبي وأبوظبي.. ورئيسنا واحد

قال إن التكهنات بشأن العلاقة بينهما لا تشغله كثيرا

TT

قال حاكم دبي، أمس، إنه لا ينشغل كثيرا بالتكهنات التي تشير إلى تنامي حدة المنافسة بين إمارتي دبي وأبوظبي، مؤكدا أن الإمارات العربية المتحدة «يحكمها رئيس واحد وحكومة واحدة»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه سيظل يعمل جنبا إلى جنب مع الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد «من أجل بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة» لأبناء الإمارات.

وفي تصريحات صحافية بثها المكتب الإعلامي لحكومة دبي، وأرسلت نسخة منها إلى «الشرق الأوسط»، رد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على سؤال بشأن انتشار الكثير من التكهنات «التي روج لها في الآونة الأخيرة عدد من مؤسسات الإعلام الغربي حول تنامي المنافسة بين دبي وأبوظبي»، بالقول: «في واقع الأمر، لا يشغلنا كثيرا ما يجول في خاطر البعض أو ما يفصح عنه من تكهنات من هذا النوع، ففي نهاية الأمر نبقى جميعا في دولة الإمارات العربية المتحدة شعبا واحدا ودولة واحدة قوية بتوحدها يحكمها رئيس واحد وحكومة واحدة، وأنا أعتز بموقعي الذي أباشر منه مهامي في هذا البلد الغالي على قلوبنا جميعا، وهو الموقع الذي لا أدخر فيه جهدا لتحقيق صالح شعب واحد قوي بوحدته».

وبعد الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيراتها السلبية على اقتصاد إمارة دبي، زادت التكهنات بشأن العلاقة بين دبي وجارتها الكبرى إمارة أبوظبي، خاصة بعد الأزمة التي ضربت مجموعة «دبي العالمية»، وتدخلت أبوظبي لمساعدة جارتها، لكن مسؤولي الإمارتين (دبي وأبوظبي) دائما ما يؤكدون أن العلاقة بينهما ليست في واقع المنافسة، وأن ما يجمعهم هو اتحاد دولة الإمارات.

وأضاف الشيخ محمد بن راشد بشأن العلاقة بين دبي وأبوظبي: «يجب على الجميع أن يستوعب تماما أننا جميعا أبناء دولة الإمارات عائلة واحدة، وكلامي هذا ليس كلاما مجازيا ولكنني أعنيه بالمعنى الحرفي للكلمة، فروابط العائلات تمتد وتتشابك، وتترابط أصول وصلات القبائل، وتجمعنا كلنا رابطة دم نعتز بها ولا يمكن أن نغفلها».

وفي موضوع آخر، بشأن رغبة دبي الرامية إلى استضافة أولمبياد 2020، قال نائب الرئيس الإماراتي: «أحب أن أوضح أننا حتى الآن لم نتقدم بطلب استضافة دورة الألعاب الأولمبية 2020، فما نقوم به الآن هو تقييم جدوى تلك الخطوة، وذلك من خلال دراسات متعمقة ومفصلة لتحديد مستوى التكلفة المادية ذات الصلة وكذلك تحديد مستوى العائدات المنتظرة من ورائها، وأيضا الوقوف على مستوى قدرتنا على تلبية المعايير المرتبطة باستضافة الألعاب الأولمبية كافة»، وأكد الشيخ محمد بن راشد أنه بغض النظر عن النتيجة والقرار الذي سيتم التوصل إليه في هذا الخصوص، فإن عملية التقييم التي تجري حاليا تصب في مصلحة دبي، «حيث إن هذا التقييم سيساعدنا في الوقوف على نقاط القوة التي نتميز بها والتحديات التي يمكن أن تعترضنا في الكثير من المجالات مثل وسائل النقل، والمنشآت والتجهيزات السياحية، وكذلك المنشآت الرياضية وغيرها من المكونات المرتبطة باستضافة مثل هذا الحدث الرياضي الضخم، ولا شك في أن عملية التقييم الشاملة تلك سوف يكون لها أثرها الإيجابي البالغ حتى وإن كان القرار الأخير بعدم التقدم بطلب استضافة الألعاب الأولمبية 2020».

غير أن حاكم دبي، في الوقت الذي اعتبر فيه أن لدى دبي الكثير من المميزات الحقيقية، ومنها البنية الأساسية المتطورة والسجل الحافل بالنجاحات فيما يخص استضافة دبي للفعاليات الرياضية الكبرى، وإن كانت على ضخامتها لا ترقى إلى حجم الألعاب الأولمبية نفسه، فإنه اعترف أنه يجب «ألا نطلق لخيالنا العنان وأن نكون واقعيين. فمناخ دبي خلال أشهر الصيف وما هو معروف عنه من قيظ الحر وارتفاع درجات الحرارة وزيادة مستوى الرطوبة، عوامل مناخية قد تمثل هاجسا مؤرقا للرياضيين، لذا فمن الضروري أن نكون أمناء مع أنفسنا وأن نقيم الوضع العام بموضوعية كاملة بكل ما فيه من مميزات القوة أو تحديات صعبة. ولكني أؤكد أننا إذا ما حسمنا أمرنا وقررنا التقدم بطلب استضافة الألعاب الأولمبية فلن يكون ذلك القرار إلا بناء على يقين من جانبنا بقدرة دبي على الفوز، فنحن لن نقدم على مثل تلك الخطوة إلا إذا كنا على ثقة كاملة ويقين راسخ بقدرتنا على الوفاء بكل ما تمليه علينا من التزامات».