مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة تتصدر مباحثات وزيري خارجية المغرب وكولومبيا

مريزالد يشيد ببحث المغرب عن حل لنزاع الصحراء يعتمد على الواقعية

TT

أجرى الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، ونظيره الكولومبي خايمي برموديث مريزالد، أمس، مباحثات في الرباط، تناولت سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في عدد من المجالات، وذلك في أفق التحضير للدورة الثانية للجنة المشتركة المغربية الكولومبية المقرر عقدها في الفصل الأول من العام المقبل.

وقال الفاسي الفهري إن البلدين اتفقا على تكثيف اللقاءات، وتبادل التجارب حول السياسات المتبعة لحفظ الأمن والاستقرار، خصوصا فيما يتعلق بمحاربة العصابات التي تعمل في نطاق الهجرة السرية، وتدبير الاختطافات.

وأشار الفاسي الفهري، خلال لقاء صحافي مشترك عقد في الرباط، عقب انتهاء مباحثاته مع نظيره الكولومبي، إلى أن ما يجري في كولومبيا من طرف المجموعات العسكرية والعصابات «يذكرنا بالعمليات التي تقوم بها بعض المجموعات في المحيط الساحلي الصحراوي، أو في جنوب وشرق المغرب العربي، وبالتالي فهناك إرادة سياسية لتعزيز العمل المشترك في هذا المجال».

وأشاد الفاسي الفهري بما قام به الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي، في مجال محاربة العصابات وكل ما يمس السيادة الكولومبية، ووصف سياسته بـ«الجيدة» باعتبارها تعتمد على الانفتاح على الآخر، ومكافحة الإرهاب، والاستمرار في تكريس الديمقراطية والتنمية الاقتصادية.

وأوضح الفاسي الفهري أنه رغبة في إثراء الإطار القانوني الذي يجمع البلدين عبر عدة اتفاقيات، قرر البلدان التركيز على مشاريع محددة يمكن تطبيقها على أرض الواقع، خصوصا في المجال السياحي، والزراعي، والصيد البحري، والثقافي، وفي مجال التعاون بين الجامعات.

ووصف الفاسي الفهري العلاقة بين المغرب وكولومبيا بأنها «علاقة متميزة وإيجابية عبر التاريخ، وبخاصة في السنوات الأخيرة، وذلك على المستوى السياسي والثقافي والإنساني»، مشيرا إلى أن للبلدين نفس الانشغالات فيما يتعلق بالسعي نحو تطوير المجتمعات، وتحقيق الأمن والاستقرار.

من جهته، قال الوزير مريزالد، الذي يزور المغرب للمرة الأولى، إن كولومبيا تربطها علاقة متميزة مع المغرب، و«نرغب في تعميقها أكثر».

وأشار إلى أن محادثاته مع وزير الخارجية المغربي تناولت التعاون في مجال السياحة والاستثمار، وفي المجال الأكاديمي، من خلال تبادل المنح بين طلاب الجامعات المغربية والكولومبية.

وأوضح مريزالد أن كولومبيا كان لديها تاريخيا مشكلات تتعلق بالإرهاب والمخدرات والجريمة المنظمة، إلا أن الديمقراطية انتصرت، واستطاع البلد التغلب على هذه المشكلات، وانعكس ذلك بشكل إيجابي على النمو الاقتصادي في البلاد، وتقليص نسبة الجرائم، وتضاعفت صادرات كولومبيا نحو الخارج، وانتعشت السياحة، كما انخفضت نسبة الفقر، وتم توفير عدد كبير من مناصب العمل.

وأشار مريزالد إلى أن كولومبيا مستعدة للتعاون مع المغرب في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، «حيث لا بد من تعاون دولي للقضاء على هذه الظواهر بطرق فعالة».

وبخصوص موقف بلده من نزاع الصحراء، قال مريزالد إن كولومبيا تؤيد المجهودات التي تقوم بها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي نهائي ومقبول، كما أشاد بالإرادة السياسية للمغرب الذي يسعى إلى البحث عن حل للنزاع يعتمد على الواقعية.